قصيدة " حرب رمضان (تشرين) "
Tarek Almohareb
طارق المحارب ..
19/5/2020
قصيدتي هذه نظمتها في حرب رمضان (تشرين)
عام 1973
حين اتحدت ..
حينَ اتَّحدتِ تقهقرَ الأعداءُ
والنَّصرُ عيدٌ خالدٌ و سناءُ
قنديلُهُ فوقَ السَّحائبِ ساطعٌ
تروي حكايا فجرِهِ الأنباءُ
بهِ منْ بنيكِ ملامِحٌ فوقَ الثَّرى
مذْ خالطتهُ عِظامُهمْ و دماءُ
و إذا بعطرِ الزَّهرِ يملأُ سهلَنا
و الوردُ اغصانٌ لهُ الأشلاءُ
جاءتْ منِ الأبطالِ ترفدُ روضةً
أوراقها منْ جرحِهمْ حمراءُ
و لَنعمَ نبتٌ في البراري شامخٌ
روَّاهُ نَزفٌ ثائرٌ و نساءُ
يبكينَ أبناءً لهنَّ تفرَّقتْ
اجسامُهمْ وتباعدتْ أعضاءُ
احياهمُ ذاكَ التمزُّقُ إذْ همُ
بعدَ المماتِ بجنَّةٍ أحياءُ
يا أُمَّتي حينَ ارتأيتِ توَحُّدا
بالزَّحفِ أُبهِجَ تُربُنا وفضاءُ
فسلي عنِ الغازينَ كيفَ نهارُهمْ
أمسى ظلاماً والسَّماءُ تُضاءُ
فرُّوا فلا أسطورةٌ تحميهمُ
و البحرُ يعبرُ ماءَهُ الشُّهداءُ
تِشرينَ باكرهمْ فأينَ ملاذُهمْ
والجندُ تدفعُ ثأرَهُمْ سيناءُ
ولدى سفوحٍ في الشَّآمِ غضوبةٍ
راياتُ زحفٍ والنُّفوسُ سخاءُ
جادتْ على جولانِها مذْ أشرقتْ
شمسُ وباركَ زحفَها الإسراءُ
و كفوفُ يعربَ تلتقي في يومِها
حُزِمتْ بحُبٍّ قدْ غذاهُ إخاءُ
بالمالِ و الأجنادِ لبَّوْا دعوةً
فيها لهمْ بعدَ الرُّقودِ علاءُ
قطعوا الوقودَ ولمْ يعدْ عوناً لهمْ
والنِّفطُ في ذاكَ النِّزالِ فداءُ
يلوي ذراعاً للولاياتِ التي
في قلبِها لبلادِنا بغضاءُ
ربَّتْ عدُوّاً غاصِباً في حضنِها
وغذتْهُ حِقداً تلكمُ الأثداءُ
و إذا بها في أزمةٍ تجتاحُها
وتُشَلُّ فيها الآلةُ العمياءُ
منْ قطعِنا البترولَ أضحى عيشُها
بُؤساً و قامةُ سيرِها حدباءُ
راحتْ تُناشِدُ هُدنةً منْ عجزِها
حتَّى يُرمِّمَ عجزَها الوُسطاءُ
لمَّا رأتْ كلَّ الدِّيارِ تأهَّبتْ
و القومَ منْ قُربٍ وبُعدٍ جاؤوا
ألفتْ بأنَ مُرادَها مَيتٌ وقدْ
لبَّى النِّداءَ السَّادةُ الشُّرفاءُ
عمَّانُ جاءتْ باللواءِ ومِثلُها
جيشُ العراقِ وكلُّهمْ سُعداءُ
والمغربُ الأقصى يهاجمُ باسماً
وكذا الجزائرُ جيشُها مِعطاءُ
و منَ الكويتِ كتائِبٌ بعتادِها
حملتهُمُ برمالِها الصحراءُ
و جداولُ النِّيلَينِ تُهدي نُخبةً
ربَّتهمُ سُودانُنا السَّمراءُ
مزجوا دِماءً لمْ تزلْ أُنشودةً
ولدتْ أناشيداً لها أسماءُ
حتَّى غدتْ كلُّ المدائِنِ واحةً
تُسقَى بأوردةٍ لهمْ والماءُ
منْ جبْهةٍ عَرَقاً تساقطَ قَطرُهُ
والحربٌ نارٌ كُوِّرتْ و عَناءُ
نهضتْ عليهِ مواسِمٌ بحقولِها
قمْحاً وفيراً أرضُهُ خضراءُ
ما أطعمتْ إلَّا وفيها منْ.دمِ ال ..
أبطالِ عَزمٌ ملهِمٌ و إباءُ
طبعَ النُّفوسَ بطبعِهِ حتَّى ارتوى
منهُ اليراعُ فحِبرُهُ وَضَّاءُ
عكفَ الرُّواةُ يُؤرِّخونَ سطورَهُ
وكذا توافدَ يبتغي الشُّعراءُ
و لَرُبَّ يومٍ قادمٍ يغدو بهِ
جِيلٌ لنا في سعيِهِ استشفاءُ
منْ بعدِ ضعفٍ يستبدُّ وفُرْقةٍ
عصفتْ فألقتْ حِملَها البغضاءُ
إنِّي ارى في أُمَّتي الخيرَ الذي
منْ قبلُ كانَ و أهلُها حُكماءُ
جابوا الدُّنى لمْ يثنهمْ خُلفٌ
ولا شهدَ الزَّمانُ بأنَّهمْ ضعفاءُ
و همُ كما كانوا ولكنْ رُبَّما
شقَّ الصُّفوفَ بغفلةٍ دُخلاءُ
و إذا الخلافُ تكشَّفتْ أسبابُهُ
أودى بهِ لهلاكِهِ العقلاءُ
و الخيرُ في منْ خيرُهُمْ لشقيقِهِمْ
وهمْ بهِ منْ حُبِّهمْ رُحماءُ
و لَتلكَ أيَّامٌ مضتْ و أُهَيْلُها
ما زالَ فيهمْ نخوةٌ ورجاءُ
و ابنُ الكرامِ كما الأُهَيْلِ فؤادُهُ
حتَّى و إنْ ضاقَ الزَّمانُ صفاءُ
شِيَمٌ لهُ لو جفَّ يوماً ضرعُها
تحيا و يُقري ضعفَها النُّجباءُ
فهمُ البَنونَ لمنْ مضَتْ أجسادُهمْ
و النَّجلُ يُكرِمُ أصلَهُ الآباءُ
بقلمي ..
للشاعر/ة/ Tarek Almohareb
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق