د. منى ضيا
محاورة مع الراقي المتألق إبن فلسطين الأبيّة البروفسور أ. د. أنور الموسى
( ملحوظة لمن لم يفسر كلمة عاملية ويسالني
شاعرة عاملية المعنى إبنة جبل عامل من جنوب لبنان )
شاعرة عاملية تهتف للأدب والقدس والسلام
د. منى ضيا: حلمي بمملكة الإبداع والمحبة وتحرير فلسطين
الأديبة د. منى ضيا، باتت تتربع على عرش مملكتها (مملكة الياسمين الأدبية)… ملكة حب وحنان وشوق… القدس بالنسبة إليها جرح كبير يؤلمها تماما كما تتألم على مجازر متنقلة تعصف بالدول العربية…
رقيقة الكلام، تقبل النقد الهادف، تكرم ذوي الكلمة المحلقة، تتحيز للمظلوم الفلسطيني تحت الاحتلال… وتهتف للحياة… أمنيتها أن يعم السلام بلاد الكرام… حينئذ، تغدو مملكتها مملكة الوحدة والسلام… فمن هي الأديبة د. منى داود ضيا؟ وبمن تأثرت؟ وما مواقفها من الاحتلال والنقد والتواصل الاجتماعي والامسيات والحروب…؟ ما علاقتها بالقدس وجبل عامل مرتع طفولتها؟…
أسئلة جمة أجابت عنها د. منى بعفويتها المعهودة… وهي تبتسم للأمل والحياة، متغلبة على الجراح…!
1-من هي د. منى ضيا الأديبة والإنسانية؟
أولا سلام من الله عليكم..
أنا إنسانة عجنتها الأيام بحب الله والناس، وقد عمل الحب في حياتي حكاية تعبر بي إلى شطآن يترك عليها الزبد خطوط، تبقي على حبات الرمل عاشقة للماء التي تبددها وتبعثرها، وتعود لتبني قصور رمال.
ولكن للجنوب اللبناني مكانة في قلبي تجعلني أفتخر بأنني من جبل عامل.
2-ما دور وطنك وجنوبك في بلورة حبك للأدب؟
قلت سابقا إنني أفتخر وأفاخر بأنني من جبل عامل.. ذلك الجبل الذي رسم خطوطا واضحة للتضحية والوطنية والتعلق بالارض الطيبة… حتى بت أحس بأن تلك الأرض تمتلكني وتشدني إليها.. وأحلم في كثير من الاحيان بأن أمرغ وجهي بطهر أرض جنوبنا اللبناني، فأحس بدفئه حرارة دمشق وحنان القاهرة،
ودمعتي تأخذني لدرة فلسطين، وصبر اليمن، وإيمان بغداد… وأشعر بأن بيروت تحيط كل العواصم العربية، فتراني أعيش في «شناشيل» السياب، وأنا أدخل بغداد، وأسأل إن هان الود عندما أرى في أحمد رامي في حواري القاهرة… وأعود لأطير في سماء دمشق عندما قال فيها نزار قباني: «أتراها تحبني ميسون»
..أجول في كل الكتابات الجميلة، وأعود لأستمزج جبران في خليل الكافر وسكون الليل، وفي صمت السكون أخبئ الأسرار…
إنني أحب كل الأدب العربي خاصة…. والمحكي عامة.
-3-لم تستهويك الكلمة الطيبة والمواضيع الإنسانية؟
ما خرجت عن كوني إنسانة تعيش مجتمعها العربي الإنساني والأدبي، وما تعيش به هذه البلدان الشقيقة من شقاق وفراق، حتى باتت العيون تسر من رؤية نهضة بلادنا، ويعز علي أن أرى الأحداث اليومية من مجازر وقتل وسلب، من دون أن أفتش عن شعر يبعث الأمل في النفوس..
4-بمن تأثرت من الأدباء؟
هنا لا بد من أن أتوقف لأربط إنسانيتي بالحب والوطنية، قد أقول في بعض الأحيان إنني أتأثر بنزار قباني في كتاباته عن الحب والعشق، ولكن أقول إن نزارا كتب «اصبح عندي الآن بندقية».. وإن قلت إن «جبران» قال: (ومليك الجن إن مر يروح والهوى يثنيه
وهو مثلي عاشق كيف يبوح بالذي يضنيه)…
ولا يفوتني الأدب الشعبي أو المحكي.. ومن قال إنني لا احب احمد رامي وموسى زغيب وطليع حمدان …ونازك الملائكة والفيتوري والحلاج والخيام؟! كلهم أقرأ لهم وأحبهم .
5-يلاحظ نشاطك اللافت في مملكة الياسمين… كونك مديرتها، ما دور المملكة أدبيا؟
لن اقول سوى أنها حياتي وطفلتي التي أربيها حتى تبقى صبية جميلة وعاشقة شاعرة، تضم كل الشعراء والكتاب والفنانين لتصل معهم وبهم إلى خطوط الكلمات المرسومة على جبين الجمال.
وأنا بدوري أطير بمن يكتب في المملكة إلى حدود العطاء.
6-كرمت كثيرا.. ماذا أضاف لك التكريم؟
أقول إنني لا أحب هذا التكريم؟ كلا أحبه حبا جما وأحب أيضا أن أكرم من يكتب في المملكة، لأنني لا أتمكن من أن أختبأ خلف تجاهل من يكتب…
لأن هذا التكريم هو غذاء روحي ومعنوي لي ولغيري من اصدقائي الشعراء.
7-ما مضامين شعرك؟ وما جديدك؟
اغلب شعري يقهرني فيه الحب، فأذوب مع الكلمات… ففرض الحب علي عشقا ووطنية.
في كل يوم تقودني عيوني ويسوقني قلبي لفضاءات جميلة وجديدة..
8-هل تقبلين النقد؟
نعم، وبرحابة صدر، خصوصا إذا كان النقد بناء ومن نقاد محترمين من دون التجريح.
9-كيف تقيمين التكريم العشوائي وأمسيات المجاملة؟
أفتش دائما عن مقياس لمدى جمالية الشعر، ومن خلاله أبني تكريما من دون الابتذال بالتكريم العشوائي.
وأحب ان تكون هناك أمسيات لكي يتواصل الشعراء ويتعارفوا على بعضهم البعض.
10-ما دور التواصل الاجتماعي في نهضة الأدب؟
التواصل الاجتماعي هو دافع ومحرك لنهضة الأدب …فنلتقي بأدب شعبي ووجداني… وكلها تتأثر بما يدور حولنا، فإن كان هناك فرح، يأتي شعرنا فرحا وان مررنا بحدث جلل، نرانا نلجأ لنعبر شعرا عما يدور في خلدنا.
11-من هو الشاعر في رأيك؟
الشاعر هو إنسان مليء بالمشاعر والحب.
فإذا لم يترجم حبه بالكتابة ..قد يبكي وقد يضحك.
12-ماذا تمثل لك القدس وفلسطين ولشعرك؟
آخ آخ ثم آخ، إنها وجعنا الراعف حنينا وحبا…
هي ما نصبو إليه من حب الى الله…
هي مسرانا لأرض فيها الأئمة… ترنو إلينا منها لنتشبث بديننا وعلى القداسة في أرض
تحبنا لأننا أولادها…
13-ما القصيدة التي تهدينها لرواد المجلة؟
تركنا جرحنا بالقدس
كما الحمائمُ تعودُ لمرتعها
وحفيف الريحِ يرتاح لمعصمها
وشوك الرياحين يجثو لترابٍِ
ونسيم الليل يداعب نقيقَ غرابٍ
اشدو بحرقِ السواقي
واعبرُ حزناً شوق المآقي
واطير فوق سحابٍ
والشوق بي صدى لاعبٍ
يشدني الحنين الى أرضي الحبلى بالحبْ
تسوقني الذكرى على كل دربْ
هنا غدرَ بنا شتاءُ الطقسْ
هنا تَلاقَينا في كل عُرسْ
ومن ثُمَ غادرنا دون هَمسْ
وتركنا جرحنا في القدسْ
يا جنون النوى اعبر بنا فينا
ننازعُ الايامَ ونشتاق فلسطينا
وننكرُ إِنَّا يوماً كُنا
في الحواري وهي كلُّ ما عِنَّا
نركض نحو الشمسْ
ونهاتفُ في طهرها اللمسْ
ونعود لنعاتبَ الايامَ
ونُخالف السقامَ
ونقول لنتركَ الماءَ نحو الرمسْ
ونتركُ الخيامَ الى بلادٍ تُنسينا
قدسنا واعتاب فلسطينا.
ومن علقمِ الشتاتِ تسقينا
أَعيدوني الى حيثُ أَرتوي الحُبَ
الى معراجِ الدروبِ لأَعبُرَ الدربَ
واُسامِرَ قلمي
وآتيكِ يا أَرضي رغمَ ألَمي
14-ما أمنياتك؟
امنياتي هي أن يعود الوطن إلى عافيته، وتعود معه كل الدول العربية… لأنه لا جدوى من تشرذمنا وتباعدنا…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق