واليكم نص القصيدة
قصيدة " هل أنت مؤمن حقا؟ "
. هل أنت مؤمن حقا؟
. علامات الإيمان في القرآن الكريم
يحتاج الإنسان أن يطمئن أنه يسير في الطريق الصحيح ليكمله على بصيرة من أمره فليس من المعقول أن يعيش الإنسان عمرا بأكمله وهو لا يدري إن كان من أهل الإيمان أم من أهل النار فما أعظم خسارة المرء أن ضل سعيه وهو يحسب أنه يحسن صنعا وللأسف هؤلاء كثيرون فهم ضالون ويحسبون أنهم مهتدون .. هم ضائعون ويحسبون أنهم آمنون .. هم من أهل النار ويحسبون أنهم من أهل النعيم قال ربنا سبحانه وتعالى { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا } آية ١٠٤ من سورة الكهف
فالأمر جد خطير إنه خسران الدنيا والآخرة دون إدراك عقلي واع لما يفعله المرء من عمل لذلك وجب علينا أن نعرف بل نطمئن أننا لسنا من أولئك الأخسرين أعمالا وأننا من المهتدين من المؤمنين حقا وليس هناك أصدق من كلام الله تعالى حتى نطمئن من خلاله على أنفسنا والقارئ الجيد لكتاب الله المتدبر لآياته يرى دلائل الإيمان قد جاءت في أكثر من موضع ليعرف الإنسان أنه من أهل الحق وأنه من المؤمنين حقا فهيا بنا نتعرف على تلك العلامات والدلائل من كتاب الله سبحانه وتعالى
١- العلامة الأولى دخول الإيمان القلب وتجاوزه للسان { قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم } ١٤ الحجرات
إذن من علامات الإيمان أن يمتلأ القلب به فيصبح القلب متصلا بالله وقد صدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال { الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل } أو كما قال عليه الصلاة والسلام فلا إيمان بلا عمل ومن يدعي الإيمان وعمله يخالف شرع الله فليس بمؤمن وإنما ينبغي أن يكون العمل مصدقا لما استقر من عقيدة الإيمان في قلب المؤمن
٢- الثانية ثبات الإيمان وعدم الشك فيه { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا .. } ١٥ الحجرات
فالمؤمن الحق واثق من عقيدته لا يساوره الشك فيه مطمئن لما عند الله من جزاء كما جاء في الأثر قول أحدهم عن حقيقة الإيمان كأني أرى أهل الجنة في الجنة ينعمون وأهل النار في النار يعذبون
٣- الثالثة الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال { .. وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون } ١٥ الحجرات
لن يكتمل إيمان المؤمن إلا إذا ضحى بالغالي قبل الرخيص في سبيل الله وليس الجهاد مقصورا على جهاد الأعداء في ساحات المعارك بل هناك الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس بإبعادها عن المعاصي وتقريبها من الطاعات كما ورد عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قوله { رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر } وكان عائدا من إحدى المعارك فسمى قتال العدو جهادا أصغر وجهاد النفس جهادا أكبر مما يدل على أن جهاد النفس أصعب بكثير من جهاد العدو
٤- الرابعة الرحمة المفرطة حتى تشمل كل خلق الله من بني البشر ومن غير بني البشر من النبات والحيوان والجماد حتى أن السماء والأرض تبكي عليهم لما لهم من أثر طيب { فما بكت عليهم السماء والأرض .. }٢٩ الدخان
فالسماء والأرض لا تبكيان الكافرين ولكن تبكيان المؤمنين فالأرض ترحب بهم في الدنيا والسماء ترحب بهم في الآخرة حتى أن موضع سجود المؤمن يبكي عليه عند رحيله كما جاء في الصحاح
٥- الخامسة الاستقامة { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا .. } والاستقامة تعني صحة القصد والنية وصدق العمل واستمراره فليس من الإيمان أن تعبد الله في المناسبات دون باقي الأيام فليس بر الوالدين بهدية في عيد الأم وإنما أن تحسن إليهما العمر كله كما أحسنا إليك عمرهما ليس من الإيمان أن تصلي يوما واحدا في الأسبوع ولو كان يوم الجمعة ليس من الإيمان أن تعبد الله شهرا من السنة حتى لو كان شهر رمضان ولكن الإيمان أن يتصل عملك ويستمر فكل لحظة من عمرك محل خير وثواب وعمل صالح تنير به صحيفتك يوم الحساب
٦- السادسة البشرى من الله بالجنة في الدنيا { تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون }٣٠ فصلت
فالملائكة تنزل في مهمة ربانية لتبشر المؤمنين قبل مغادرة الحياة أنهم من أهل الجنة فلا يخافون من الآتي ولا يحزنون على ما يتركونه في الدنيا فعند الله أفضل مما يتركونه بكثير عنده ما يفوق متع الدنيا كثيرا إنه نعيم الله المقيم
٧- السابعة النصر في الدنيا والآخرة { إنا لننصر رسلناوالذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد }٥١ غافر
وليس النصر مقصورا على المعارك الحربية وإنما الحياة كلها معارك سواء كانت اجتماعية أو علمية أو نفسية فالله سبحانه ينصر عباده المؤمنين في كل المعارك لأنهم عباده المؤمنون وكيف لا ينصرهم وقد جاهدوا النفس والهوى وجادوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله فلهم النصر في الدنيا والآخرة
٨- الثامنة قول الحق ولا يخشون إلا الله { وقال الذي آمن ياقوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد } ٣٨ غافر
إن المؤمنين لا يخافون في الحق لومة لائم ولا يخشون إلا ربهم فهذا مؤمن آل فرعون يدعو للإيمان في حضرة فرعون الذي كان يدعي الألوهية فلم يخشاه ودعا إلى الله تعالى
٩- التاسعة تفويض الأمر لله { فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد } ٤٤ غافر
مادام المؤمن قد عمل ما عليه واتقى الله فليس عليه بعد ذلك إلا تفويض الأمر لصاحب الأمر فإذا انتهت بك الأسباب فليس أمامك سوى رب الأسباب ليكون معك إلى أن تصل إلى بر الأمان
١٠- العاشرة الخوف من الله { الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم .. } ٢٣ الزمر
إن الذين آمنوا يتأثرون بكلمات القرآن الكريم لأنهم يدركون معانيها وعواقبها فهذا المؤمن الذي سمع قوله سبحانه { وإن منكم إلا واردها كان حتما على ربك مقضيا } ٧١ مريم
فوقع مغشيا عليه لشدة تأثره بالآية الكريمة فلما أفاق سألوه عما حدث له قال أخبرني ربي أني سأدخل النار ولم يخبرني بالخروج منها .. هكذا المؤمنون تخشع قلوبهم لذكر الله ويخافون عذابه ويرجون رحمته .
١١- الحاديةعشرة التقوى والاطمئنان { .. فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليما } ٢٦ الفتح
التقوى سمة المؤمن حيث يتقي الله في كل أعماله حتى يرزقه الله الطمأنينة حتى يكون من أهل النعيم
هذه علامات قرآنية تبين مدى تحقق الإيمان في قلوب المؤمنين فمن وجدها عنده فهو على بينة من ربه يسير بهدى من الله ورحمة ومن ينقصه منها شيء فعليه السعي لتحقيقها ومن لم يجد منها شيئا عنده فعليه تصحيح مساره قبل فوات الأوان
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
عادل حسن
للشاعر/ة/ عادل حسن
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق