واليكم نص القصيدة
قصيدة " أبو بكر الصّدّيق "
Tarek Almohareb
طارق المحارب ..
24/3/2020
أبو بكر الصّدّيق ..
طُيوبٌ على مرِّ الزَّمانِ تَناثَرُ
منَ القُدْمِ للعصرِ الحديثِ تُسافرُ
و ما هيَ منْ وردٍ ولكنَّ فوحَها
يفوقُ عبيرَ الوردِ والحُسْنُ آسرُ
بها يستريحُ القلبُ لو كانَ مُتعَباً
و قدْ أسهبتْ في الوصفِ فيها المحابرُ
تُضي ءُ سُطورَ الكونِ والكونُ مُظلِمٌ
و تسقي عَطاشى النُّورِ منها الدَّفاترُ
رجالٌ لهمْ في الأرضِ شأنٌ إذا جرى
يُسابقُ ماءَ الغيثِ فالغيثُ خاسِرُ
همُ منْ خيارِ النَّاسِ قلباً وسيرةً
إذا ما استغاثَ الحقُّ هبُّوا و ناصروا
وحينَ أتى للخلْقِ دينٌ مُبشِّرٌ
و عاداهُ منْ عادى اهتدَوْا ثمَّ آزروا
و أوَّلُ أصحابِ الرَّسولِ خليفةٌ
يْبايعُهُ صحبٌ و فيهمْ تشاورُ
غدا يسبقُ الأقرانَ نصراً لدعوةٍ
تمادى عليها القومُ و الخلْقُ كافرُ
أيا سيِّدي الصِّدِّيقَ يا فخرَ أمَّةٍ
و أوَّلَ ساداتٍ إلى الوحيِ هاجروا !!
بذلتَ منَ الأموالِ مالاً بكلِّهِ
على الدِّينِ إعلاءً و وَهْبُكَ عامرُ
و لمْ تُلهكَ الدُّنيا برزقٍ عنَ التُّقى
و غيرُكَ للدِّينارِ عبدٌ وذاخِرُ
و كمْ منْ جياعٍ منْ نداكَ تزوَّدوا
وكمْ أعتقتْ يُمناكَ عبداً يُحاصَرُ !!
تسلَّحتَ بالحُبِّ الإلهيِّ بُكرةً
و جُودُكَ موفورٌ وخيرُكَ سائرُ
تُدعِّمُ جيشاً بالعتادِ إذا سرى
على الخيلِ في دربٍ رعتهُ المخاطرُ
و مِثلُكَ جنديٌّ يُطيعُ أميرَهُ
فتُرسلُهُ كالجندِ تلكَ الأوامرُ
وما فيكَ طبعٌ للرِّئاسةِ طامِحٌ
إذا سادةٌ في القومِ في ذاكَ جاهروا
فهمُّكَ نصرُ الدِّينِ بالنَّفسِ فادياً
و بالمالِ والرَّأيِ الذي لا يُناظَرُ
أيا ثانيَ اثنينِ استراحا بغارِهمْ
و نعمَ الذي في الرَّوعِ خِلّاً يُجاورُ !!
تُخفِّفُ عنهُ الحزنَ واللهُ شاهدٌ
و ثغرُكَ بالتَّحنانِ و الحبِّ زاهرُ
تقولُ لهُ : صبراً فديتُكَ مهجتي
إذا ما أتتْ خيلٌ لثَورٍ تُحاصرُ
بقيتَ على عهدٍ لأحمدَ حافظاً
و جئتَ إلى عهدٍ جديدٍ تُباشِرُ
أمورَ الورى في يثربٍ حينَ بايعتْ
بأنصارِها حُبّاً و أثنى المُهاجِرُ
و رحتَ إلى الرِّدَّاتِ تسعى مُخارِباً
نفوساً بشقِّ الصَّفِّ راحتْ تُغامرُ
فأدَّبتَها بالسَّيفِ تجتثُّ كِبرَها
لكيْ تستبينَ الرُّشْدَ فيها البصائرُ
قسَوتَ إذا ما اللينُ أضحى مُؤرِّقاً
و لِنتَ على مَنْ فيهِ تصفو المشاعرُ
و قدْ شاهدتْ عيناكَ نصراً مُؤزَّراً
تناولَهُ بالشُّكرِ نثرٌ و شاعرُ
وشيَّدتَ بيتاً للخلافةِ قُدوةً
بعفوٍ وعدلٍ ردَّدتهُ الحناجرُ
ابا البَكرِ ما الدُّنيا بقاءٌ و إنَّما
بقاءُ الفتى ذِكرٌ غذتهُ المآثرُ
مضى الدَّهرُ بالأجسادِ لكنَّ روحَها
حدائقُ جنَّاتٍ و نعمَ المناظرُ !!
بقلمي ..
للشاعر/ة/ Tarek Almohareb
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق