الأحد، 8 مايو 2022

ما الحرية بقلم الأديبة د. تغريد طالب الأشبال

 

من ديوان(معتقل بلا قيود) 

………………

كُنتُ بِمَحفِلْ

وَسَمِعتُ بِأسمِ الحُرِّيةْ

ما الحُرِّيةْ؟

ما فَحواها؟

ماذا تَعني لِلبَشَرِيةْ؟

هَلْ هِيَ مَلبوسٌ نَلبَسَهُ؟

أَمْ هِيَ أغراضٌ بَيتِيّةْ؟

أَمْ في الأسواقِ سَنَلقاها؟

مَأكولاتٍ نَستَورِدُها! 

أَمْ حَلَوياتٌ شِتوِيةْ؟

في المَحفِلِ صِرتُ أُراقِبُهُمْ

فَرداً فَرداً

وَعُيوني تَرمُقُ بِتَقِيةْ

عَلِّيْ أَلحَظُ في أَعيُنِهِمْ

رَسمَاً أو رَمزَ الحُرِّيةْ

حاوَلتُ مِراراً أسألَهُمْ

لكِنْ فيها مَسؤولِيةْ

هُمْ مَشغولونَ بِمَحفِلِهِمْ

في تَصفيقٍ وبِتَشجيعٍ

وَبِتَلويحاتٍ جَسَدِيَّةْ

قُربيْ قَدْ مَرَّتْ سَيّدَةٌ

:سيدتي! أينَ الحُرِّيةْ

رَمَقَتنِي وَقالَتْ في حَنَكٍ:

قُلْ أينَ الدِيمُقراطيةْ؟

يا وَلَدِي تِلكَ عِباراتٌ

لا نُدرِكُها هِيَ سِرِّيةْ

وأشاحَتْ عَنِّي ناظِرِها

تَرَكَتنِي وَسارَتْ بِرَوِيّةْ

مَرَّ بِقُربِي رَجُلٌ أشْيَبْ

وَعَلَيهِ وِقارُ العِلمِيّةْ

:يا أُستاذِي! 

أَتَسمَحُ؟ لُطفَاً

عِندِّيْ أسئِلَةٌ غَيبِيّةْ

قالَ :تَفَضَّلْ.. لا تَتَوَغَّلْ

قُلتُ: أَتَعرِفُ ما الحُرِّيةْ

قالَ: الحُرِّيَةُ في المَعنى

أنْ تَكسِرَ قَيدَ الدونِيةْ

تَتَحَرَرَ مِن كُلِ ضُغوطٍ

تَأسَرَ أفكارَ البَشَرِيّةْ

لكِنْ! في عالمِنا هذا

هِيَ أفكارٌ ماسونِيّةْ

هِيَ تَبنِي صَرحَ الدُونِيّةْ

وَتُثَقِّفْ لِعُرِيِّ الفِكرِ

وَتُعَرِّيْ الهَيئةْ البَشَرِيّةْ

قُلتُ لَهُ: هذا مَعناها؟

قالَ: نَعَمْ وَرَمى بِتَحِيّةْ

قُلتُ: سَأَبحَثُ عَنْ قانُونِيّ

لُيُجيبَني في مِصداقِيّةْ

حَضرَتُكُمْ قاضِي؟:

فَقالَ: نَعَمْ

لِمَ تسألْ؟هَلْ تُخفِي قَضِيّةْ

:لا لا.. أَسأَلُ مِن حَضرَتِكُمْ

عَن مُفرَدَةٍ تارِيخيةْ

لا أعرِفُ مَعناها حَقَّاً

فَسِّرْ لِي مَعنىَ الحُرِّيةْ

قَالَ: الحُرِّيةُ أنْ تَبقى

خارِجَ أسوارَ السِلبيةْ

أنْ لا تَبقى في زَنزَنَةٍ

قَيدَ الأحكامَ القُسرِيّةْ

وأَنا مَشغولٌ في بَحثِي

راوَدَني الشَّكُ بِشَخصِيّةْ

أَتَذَكَّرُهُ مُنذُ زَمانٍ

يَرتَدِي بَزَّةَ زَيتونِيّةْ

فَهَرَعْتُ إلَيهِ لِأَسأَلَهُ

عَن ما تَعنِيهِ الحُرِّيةْ

بادَرَنِي :صُهْ لا تَسأَلَنِي

إجراءاتِي هِيَ أَمنِيّةْ

والحُرِّيَةُ لا يَعرِفُها

إلّا أبناءَ البَعثِيّةْ

حَكّْرٌ لِلحُكامِ ولكِنْ

تَجهَلُها الطَبَقةْ الشَعبِيّةْ

عُدّتُ لِأدراجِي وسُؤالِي

يُشعِرُنِي بِالمَأساوِيّةْ

ذاكَ طَبيبٌ… فَسَأَسأَلَهُ

عَن ما تُخفِيهِ الحُرِّيةْ

قالَ: وَمِبضَعَهُ في يَدِهِ

إدفَعْ لِي ثَمَنَ الكَشّفِيّةْ

فَدَفَعتُ وإنّي مُقتَنِعٌ

مِهنَتُهُ هِيَ إنسانِيّةْ

قالَ: الحُرِّيةْ بِمَفهومِي

إجراءاتٌ تَعويضِيّةْ

يا وَلَدِي هِيَ تَرقِيعاتٌ

كالإسعافاتِ الفَورِيّةْ

فَأَخَذتُ بِبَعضِّي مِن كُلِّي

لِأسألَ أهلَ العُلمانِيّةْ

فَأجابوا :هِيَ أنْ تَتَحَرَّرْ

مِن سُلطانِ الرَبّانِيّةْ

تَكفُرْ بِالّلهِ وَسُلطَتِهِ

كَي تَبقى قَيّدَ الوَثَنِيّةْ

طَأطَأةُ بِرَأسِي فَهدانِي

عَقلِي لِلطَبَقةْ الدِينِيّةْ

:يا مَولانا لُطفَاً قُلّْ لِي

ما الأحرارُ وماَ الحُرّيةْ

هَلْ مِن مَعنىً تُسفِرُ عَنّهُ

غَيرَ الأفكارِ الرِجّعِيةْ

قالَ بِصَوتٍ يُشبِهُ صَمّتٍ

وَبِأَفكارٍ عَقلانِيّةْ

أَوجَزَ لي ما قَد أرهَقَنِي

أوجَزَ لِي مَعنىَ الحُرِّيةْ:

[ لا تَبقى عَبدَاً للدُنيا

فَالآخِرة دارٌ أَبَدِيّةْ]

……………………………………

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...