تأمل ..!!
ذاك الصوت المرتحل الذي يأتيك بين يقظة ومنام
يخبرك بمدينتك الماثلة أمام قلبك الكبير مطويا
المسافات حاضرا بين يديك ككتاب تتصفح أوراقه
تبصر حينها أحرف قد كتبت بضياء فما أن وقعت
عينيك على كلم ألا وتراه يتحرك إليك كأنه كائن حي
يميل كفراشة تظهر جمال أجنحتها حاضنة أوراقها
مستغرقا بحواسك ذاك النبع المكتظ بقطرات الندى
يقذف إليك سويعات تحوي مواقف تكاد تأخذك
لأمكنة بعيده تقيمك بأرضها تستوقد مشاعل سيقت
إليها من أشجار ترعرعت فيها منذ القدم فيظهر ضياؤها
على مرأى من الجموع فتجالسها وحدك ترى بغير التفات
تاركا ذهنك يبحر مع أمواج لا تهدأ خطاها بل بوجهة
لطالما تبصرها لتصل إليها بسعي لا يخالطه الملل بل
يزيد مرة بعد مره مصغيا لذاك الصوت الذي يشق أذنيك
بالامساك بخيوط تعرفها وتعرفك جاءت إليك تخترق جسدك لتخيط ما تعثر عليه من جروح لم تلتئم بعد
تاركة إياك بحال مبتهج يريك بنيان مدينتك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق