الأربعاء، 27 أبريل 2022

قصة بعنوان/ جزاء عمل الخير بقلم/ القاص والصحفي/ تحسين المعموري/

 

 

 قصة واقعية حدثت معي/

 دخلتُ غرفةَ أمي فوجدتها جالسة على سريرها، تمسك بيدها صورة صغيرة وتنظر إليها وهي تبكي، سألتها: ما بك يا أمي لماذا تبكين؟ ولمن هذه الصورة؟ نظرت إلي وكان الحزن يسيطر على ملامح وجهها، قالت: ــ هذه صورتي يا بني، وأنا في شبابي، لقد تذكرت تلك الأيام وذلك الزمن الجميل، ثم سكتت برهة، تنهدت وقالت: ــ هذه الصورة هي كل ذكرياتي، فأنا لا أملك غيرها، وكلما نظرت إليها أبكي وأحزن، لأن الأيام الجميلة ذهبت، ورحل شبابي معها بطرفة عين. سكتت أمي متألمة وحزينة لأيام لن ترجع أبدا. نظرت أنا إلى الصورة كانت أمي تبدو فيها فتاة صغيرة، اقترحت عليها تكبير الصورة وتزيينها ووضعها في إطار. فرحت أمي حين سمعت بهذا، أخذت الصورة ووضعتها في محفظتي، ثم ذهبت إلى المصور، وحين وصلت مددت يدي إلى جيبي لم أجد محفظتي، فتشتت في كل جيوبي علنّي نسيت مكانها بالضبط، لكني لم أعثر عليها، أصبت بخيبة كبيرة. عرفت أن محفظتي قد فقدت مني في الطريق، أو ربما سرقت و الله أعلم. حزنت كثيرا وشعرت بغصة في صدري، لأجل الصورة التي أضعتها، أعلم جيدا أن أمي تحبها كثيرا وليس لها صورة أخرى، والذي أحزنني أكثر هو أنني من اقترح عليها تأطير الصورة وتكبيرها، أنا من تسبب بفقدان كل ذكرياتها الجميلة، استسلمت للأمر الواقع ورضيت بقدري المؤلم، هممت بالرجوع إلى بيتي و في الطريق استوقفني رجل مسن، وسألني إذا كنت أحمل ساعة بيدي، ثم سألني عن الوقت، فأجبته. شكرني وقبل أن ابتعد عنه لفت انتباهي أنه بقي واقفاً في مكانه، يتكئ على عكاز ويده ترتجف قلت في نفسي: يا لهذا الرجل المسكين إذا أفلتت منه عكازته، سيصاب بأذى. رجعت إليه وقلت: يا عم، هل تحتاج إلى المساعدة؟ قال لي: شكراً بني، أنا أنتظر ولدي الكبير، لقد ذهب قريبا من هنا في السوق ليجلب بعض الحاجيات، سوف يرجع إلي فلا تشغل بالك يا أصيل. شكرني مرة أخرى فقلت: اسمح لي يا عم سأبقى معك ولن أتركك حتى يعود ابنك واطمئن عليك ، لأني أراك متعبا جدا. نظر إلي الرجل وقبلني حينها شعرت بفرحة كبيرة جعلتني أنسى أمر المحفظة، سألني الرجل لمَ أنا في السوق، حدثته بما وقع لي، وحين سمع ذلك حزن هو الآخر، وبينما كنا نتحدث وإذا بابنه يأتي، ألقى علينا التحية فسأله أبوه: لماذا تأخرت علي هكذا؟ قلقت عليك ولكن ما هون علي وأزاح مخاوفي هو هذا الفتى. قال: يا أبي حين تركتك هنا وذهبت إلى السوق في طريقي لمحت محفظة ملقاة على الأرض، رفعتها، ووقفت برهة منتظرا عسى أن يعود صاحبها المسكين، فأسلمها له، ويكون لي الأجر والثواب، لكن صاحبها لم يأتِ، وها أنا جلبتها معي ،ثم أخرجها ليريها لأبيه وإذا هي محفظتي .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...