قصيدة " ( اذا انقاد الكلامُ فقدْهُ عفواً فلا إكراه في دِينِ المعاني ) "
( اذا انقاد الكلامُ فقدْهُ عفواً فلا إكراه في دِينِ المعاني ) سلاسة الحرف حين يتوافد الى السطور تراه كخيلٍ تركض في بستان تتجاذبه الزهور . لا تحتاج معه الى استعمال لغة التهديد حتى يوافق على أن تستعبده . تستقبل أنت حروف ما تبغي كتابته كضيوف تزورك وقتما تريد هي لا كما تسعى اليها أنت حتى ولو أرسلت إليها بطاقة دعوة مع إغراءات لتحفيزها بالقدوم . من أجل ذلك ترى الحروف التي أرغمتها على المجئ كعبيد في سوق نخاسة تراها كَحَبّ العدس لا تعرف وجهه من ظهره . وترى أثر الولادة عليه . فالكتابة الأدبية لا تعترف أثناء ولادة بُنيّاتها وميلاد بناتها بعملية قيصرية أو قسرية . فرائحة العطر من وردة ناضجة التكوين يختلف عن زهرة مفككة المنظر قد تم قطفها من كُمّها قبل أن تبلغ أشدها واكتمال أنوثتها أو كانت ذكراً وليست أنثى . فالاستعداد للكتابة لا يتأتي مع ضبط منبِّه ساعة اذا تقلقلت في مكانها وصرخت في ميدانها وزلزلت نومك في فِراشِه . وتطايرت مع رجّتها فراشُهُ أمسكت بالقلم كي تنمنم أحباره أو تشرق أنوارُهُ أو تسقسق أنهارُه أو تضيء أقماره . هنا يتمرد القلم ويعلن ثورته ويقذف أنبوبته ويصرخ ويقول ما لهذا خُلِقت وما لهذا نشأت . فخذني على قدر عقلي وراحة أملي أعطيك ما تشتهي كلاماً جميلاً لا ينتهي .)
للشاعر/ة/ الأديب وصفي المشهراوي
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق