السبت، 4 أغسطس 2018

الليل مقبرة الدموع بقلم حمدوانا بدر



الليل مقبرة الدموع
حمدو انا
أيقنت لو لمستْ يـداكَ جناحـي
واستنطقتْ عيناكَ بعض جراحـي
وعكفْتَ تلتمـسُ الغـرامَ زوابعـاً
ما بين خفقِ جوانحـي وص داحـي
أولو جلوتَ لـي الظنـونَ وكلمـا
جـالَ الظـلامُ تدفقـتْ أتراحـي
وشكوتَ لي لما وهبتـكَ مهجتـي
شـحّ الهـوى وصبابـة الملتـاحِ
لو قلتَ ماذا يريبـكَ ، لـو دنـتْ
شفتايَ من كـأس اللظـى اللفّـاحِ
غابتْ بأمـواج السـراب ظلالنـا
فبأيّنا عصف الهوى يـا صـاحِ ؟!
وبـأيّ ظـلّ نستجيـرُ وحولـنـا
أودى الصقيـعُ بنـضـرة الأدواحِ
والليـل مقبـرة الدمـوع وموسـمٌ
لمواكـب الأطيـاف والأشـبـاحِ
هذا لهاثُ الشمس يغـرق جبهتـي
ويهدّ ركـن عزيمتـي وجماحـي
والأمس أغنيةٌ تغـرد فـي دمـي
وتتيـه فيـه كـقـاربٍ ســواحِ
أومأتَ بالوعد الجميـلِ وهـا أنـا
أهفو لأعبـر مـن فـم التمسـاحِ
وألـمُّ أجنحتـي لأرحـلَ حامـلاً
فـي مقلتـيّ هواجسـي ونواحـي
أترى ستتركنـي معابـر رحلتـي
أمضي وبين أضالعـي أفراحـي ؟
أم هل سيبغتني الضبـاب وأنثنـي
أرعى خيالاً طاف فـي أقداحـي ؟
وأعودُ أجتـر احتضـار صبابـة
عبقـتْ بمدمـع خافقـي النّـفّـاحِ
ضاقتْ مرافئنا – تقولُ – ولم تعـدْ
بعـد التلهـفِ رايــةُ الـمـلاحِ
ومضيتَ تبحثُ عن هـواكَ مفتشـاً
فـي مقلتـي وجرحـي النضّـاحِ
فهلِ اهتديتَ إلى قصور صبابتـي
وظفرتَ – بعد الوصلِ – بالمفتاحِ ؟
هيهات يسعفنـا الهـوى وشفاهنـا
تسعـى لتلثـم مـديـة السـفّـاحِ
عبستْ بكوكبنـا الحسـان وليتهـا
سالـتْ بقلبـي كالأسـى المنـداحِ
لأريكَ أضرحـة الغـرام مواكبـاً
وحدائقـاً مـن نرجـسٍ وأقــاحِ
وأريكَ روحي كيف ترحـل كلمـا
هبَّ النسيم علـى الشـذا الفـوّاحِ
لي من شجون هواكَ صرحٌ خالـدُ
ومـن السعـادة حفنـةٌ بـريـاحِ
ويشيع بي ألـق الحيـاة وزهوهـا
فـأرى بكـل دجنـةٍ مصبـاحـي
والفجـر مبتهـلٌ فمـن عبـراتـه
غصّ الضيـاء ببسمـة الإصبـاحِ
أأذودُ عن وجهي الدخـانَ بعبـرةٍ
إني لأنكر في الهـوى إصلاحـي
ووقفتُ ألتمس الـوداع فلـم أجـد
إلا حطـامَ شكيمتـي وسـلاحـي
شَقِيَتْ بأكنـافِ الخيـال قصيدتـي
وشكتْ عـذابَ الحـب والنُّصَّـاحِ
أتعودُ ترقصها الطيـوف وتكتسـي
من أذرع العشاق ألـفَ وشـاحِ ؟
ولكم تهافتت الـدروبُ بخطوتـي
فبـأي دربٍ أستبيـن صلاحـي ؟
أنا إن عشقتُكَ فـي الحيـاة فإنمـا
أحيـا توهـج جرحـي النضّـاحِ
أأنا أسيـر الـروحِ تقطـرُ عفّـةً
فدعِ النجاةَ وخـلِّ عنـك سراحـي
بليتْ بأرصفـةِ الزمـان عهودنـا
ومحـا الظـلامُ نواصـعَ الألـواحِ.
وسرى ذهول الصمتِ في نظراتنـا
وشجوننا عـزّتْ علـى الإفصـاحِ
أتـرى ستمنحنـا الحيـاةُ بقـيـةً
من سحر طيفٍ وارتشافِ قـراحِ ؟
أم كلما هتفتْ حروفكَ فـي دمـي
موّهـتُ دمـعَ تعاستـي بمزاحـي
خذ من ربيـع العمـر وردَ فتونـه
ودع السقيـم لمبضـع الـجـراحِ
واذكر إذا هصرَ الأصيـلُ أمانيـاً
وتماوجـتْ فـوق السّنـا اللمـاحِ
قلباً تفردَ فـي هـواكَ ومـا درى
أنّ الـعـذاب سـجـيّـةُ الأرواحِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...