السبت، 4 أغسطس 2018

الغدر والخيانة صفتان ذميمتان خسيستان ـــــــــــــــــــــــــــــــ د.صالح العطوان الحيالي - العراق- 31-7-2018

الغدر والخيانة صفتان ذميمتان خسيستان
ـــــــــــــــــــــــــــــــ د.صالح العطوان الحيالي - العراق- 31-7-2018
من أشد الأمور إيلاماً هو تعرّضنا للغدر والخيانة من أشخاص اعتبرناهم جزءاً لا يتجزّأ من حياتنا، وثقنا بهم لحدّ الموت، ائتمناهم على أنفسنا، فقابلوا كلّ هذا بالغدر والخيانة، حتى أصبحنا لا نثق بأحد من حولنا، فحزنا وتألمنا وضعفنا من تعاملهم السيء لنا:
الغدر و الخيانة هي من أصعب الحالات التي قد يمر بها الإنسان وخصوصاً عندما تأتي الخيانة والغدر من أقرب وأعز من نعرفهم ومن كنا نعتقدهم أقرب الأشخاص الينا ويخافون علينا فتكون الصاعقة والضربة مرتين واضعاف اضعاف ما تكون عندما تأتي من شخص بعيد او لا نعرفه جيداً للأسف وكثيراً ما نشاهد هذا يحدث سواء معنا او مع من نعرفهم لذالك كن حريصاً ان تقع في فخ الغدر والخيانة سواء من الاعداء او من اعز واقرب اشخاص اليك...
الخيانة .. هي جريمة بكل المقاييس خاصة في الوطن العربي الذي تحكمه معايير وقيم دينية .. و سواء أكانت خيانة زوجية أو من الصديق أو للوطن فانها تخلف وراءها دمارا و خرابا في المشاعر و العواطف قبل الدمار المادي , فالشخص الذي يتعرض للغدر غالبا ما يعيش فترة ألم و معاناة قد تقصر أو تطول و هناك من يخرج و قد فقد الثقة في الآخر كما هناك من يخرج و هو أقوى و أقدر على التعامل مع الحياة ,يقول الامام علي رضي الله عنه "من ضيع الأمانة و رضي بالخيانة فقد تبرأ من الديانة"
جاءت الشرائع الربانية بمدح الأخلاق الحسنة ودعوة الناس إلى التخلق بها، وذم الأخلاق القبيحة وتحذير الناس منها وممن اتصف بها. ومن أخطر الأخلاق الفاسدة ما كان ناتجاً عن فساد القلب بالنفاق؛ لأن صاحبه يكون سيء النية، خبيث الطوية؛ ولذا حذر القرآن من المنافقين ومن الاتصاف بصفاتهم؛ لأنهم أهل غدر وخيانة ﴿ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [المنافقون: 4].
والغدر والخيانة صفتان ذميمتان خسيستان، لا يتصف بهما إلا أحقر الناس وأضعفهم وأذلهم، فإذا عجز عن مواجهة خصومه غدر بهم في الخفاء، وطعنهم من الخلف، وخانهم وهم يأمنونه، كما هو فعل المنافقين عبر الأزمان.
ولخسة الغدر والخيانة، وحقارة من اتصف بهما نهت الشريعة عنهما، محذرة منهما في نصوص كثيرة؛ فمن صفات المنافق المذكورة في الحديث الصحيح «إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ» وفي حديث آخر «وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ».
ولأن الغدر والخيانة وصفان مذمومان فإن الله تعالى نهى عنهما، حتى مع من يتوقع منه الغدر والخيانة، فينبذ إليه عهده، ولا يغدر به ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الخَائِنِينَ ﴾ [الأنفال:58] وفي آية أخرى ﴿ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴾ [النساء:107] وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ، وَلَا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ» رواه الترمذي وقال: حسن غريب. وفي حديث آخر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ» رواه البخاري. والملاحظ في هذا الحديث أن الخيانة حاضرة في الثلاثة كلهم؛ فالغادر خائن، ومن باع حرا فقد خانه، ومن لم يوف الأجير حقه فهو خائن له؛ فكانت هذه أفعال الخونة الغدارين. ولم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم في الغدر حتى في حال الحرب، ومن وصاياه في ذلك «اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا» رواه مسلم.
وحين زكى النبي صلى الله عليه وسلم أصحاب القرون الثلاثة الأولى بيّن ما يقع بعدهم من انتشار الغدر والخيانة فقال: «ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ...» رواه الشيخان.
وأهل الغدر والخيانة مفضوحون يوم القيامة كما قَالَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا جَمَعَ اللهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ، فَقِيلَ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ» رواه الشيخان.
ومهما ظن الخائن الغدار أنه يدرك بالغدر والخيانة غايته، ويحقق هدفه؛ فهو مخطئ؛ إذ يرتد عليه سوء عمله، ويخونه من خان لأجلهم، ويغدرون به كما غدر هو بغيره لهم، وشواهد ذلك من التاريخ ومن الواقع المشاهد كثيرة جدا.
والأصل في أهل الكفر أنهم يخونون ولا يؤتمنون، ويغدرون ولا يفون؛ لأنه لا دين يمنعهم من الخيانة؛ ولأنهم يسيرون مع مصالحهم الآنية حيث سارت؛ ولذا ساد في مذاهبهم أن الغاية تسوغ الوسيلة، وأن ما يحقق المصلحة يُفعل ولو انتهك الحرمة. والسياسة المعاصرة مبناها على هذا الفكر المنحرف، وبسببه سفكت الدماء، وشردت الشعوب، وانتشر الخوف والفقر في أرجاء الأرض.
ولتخلق الكفار بالغدر والخيانة حذر الله تعالى المؤمنين منهم ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ ﴾ [الأنفال: 55- 56] وفي آية أخرى ﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ﴾ [الأنفال: 71]. وقال الملهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيهم «لَا تَأْتَمِنُوهُمْ إِذْ خَوَّنَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ».
والأصل في الكافر أنه يخون ولا يؤتمن ولو عاش في بيت النبوة، وقد ضرب الله تعالى الأمثال بذلك؛ حتى يحذر أهل الأيمان فلا يأمنوا لكافر مهما أظهر من الود والتعاطف والنصح ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ﴾ [التحريم: 10] فكانتا تتجسسان على النبيين الكريمين، وتفشيان أسرارهما للكفار لينالوا منهما، ولكن الله تعالى حفظهما وأهلك قومهما، وفضح زوجتيهما الخائنتين.
وقد دل التاريخ القديم والمعاصر على كثرة خيانة الكفار للمؤمنين، فكثيرا ما يعاهدونهم ثم يغدرون بهم، ويُؤَمنونهم ثم يخونونهم، وجميع طوائف اليهود في المدينة خانت النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تف واحدة منها بعهدها مع المؤمنين، فكانت عاقبة خيانتهم القتل والجلاء عن المدينة؛ عقوبة من الله تعالى لهم على غدرهم وخيانتهم.
وكفار مكة لما عقدوا الصلح مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية لم يمكثوا على عهدهم إلا يسيرا حتى نقضوه، فكان فتح مكة مكافأة للمؤمنين على وفائهم، وعقوبة للمشركين على غدرهم وخيانتهم.وفي الحروب الصليبية احتمى ألوف من المسلمين بالمسجد الأقصى، وأغلقوا الأبواب عليهم، فأمنهم الصليبيون، فلما فتحوا لهم الأبواب غدروا بهم، فأبادوهم رجالا ونساء وأطفالا.
وفي واقعنا المعاصر حوادث كثيرة من الغدر والخيانة بالمسلمين فعلها الكفار، وخيانة الصرب والكروات لمسلمي البلقان، وغدرهم بهم ليست عنا ببعيد.
وأطول قضية سياسية معاصرة هي قضية فلسطين التي نكث فيها اليهود والنصارى بالعهود، وغدروا بمن وثقوا بهم من العرب كرات ومرات، ولا زالوا يغدرون ويخونون، ومع ذلك لا زال بعض العرب يثق في وعودهم، ويأمن غائلتهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أعجل الاشياء عقوبة البغي” وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : “المكر والخديعة والخيانة في النار”
وقال ابو بكر الصديق رضي الله عنه: ” ثلاث من كن فيه كن عليه البغي والنكث والمكر قال الله تعالى : ( إنما بغيكم على أنفسكم ) وقال تعالى ( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) وقال تعالى ( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ) وكم أوقع القدر في المهالك من غادر وضاقت عليه من موارد الهلكات فسيحات المصادر وطوقه غدره وطوق خزي فهو على فكه غير قادر وأوقعه في خطة خسف وورطة حتف فما له من قوة ولاناصر ويشهد لصحة هذه الاسباب ما أحاطت به علوم ذوي الالباب من قصة ثعلبة بن حاطب الانصاري وتلخيص معناها أن ثعلبة هذا كان من أنصار النبي فجاءه يوما وقال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فقال له رسول الله ويحك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ثم أتاه بعد ذلك مرة أخرى فقال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فقال رسول الله يا ثعلبة أما لك في رسول الله أسوة حسنة والذي نفسي بيده لو أردت ان تسير الجبال معي ذهبا وفضة لسارت ثم أتاه بعد ذلك مرة ثالثة فقال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا والذي بعثك بالحق نبيا لئن رزقني الله مالا لاعطين كل ذي حق حقه وعاهد الله تعالى على ذلك فقال رسول الله اللهم ارزق ثعلبة ما قال فاتخذ ثعلبة غنما فنمت كما ينمو الدود فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها ونزل واديا من أوديتها وهي تنمو كما ينمو الدود وكان ثعلبة لكثرة ملازمته للمسجد يقال له حمامة المسجد فلما كثرت الغنم وتنحى صار يصلي مع رسول الله والعصر ويصلي بقية الصلوات في غنمه فكثرت ونمت حتى بعد عن المدينة فصار لا يشهد إلا الجمعة ثم كثرت ونمت فتباعد أيضا عن المدينة حتى صار لا يشهد جمعة ولا جماعة فكان إذا كان يوم الجمعة خرج يتلقى الناس ويسألهم عن الاخبار فذكره رسول الله ذات يوم فقال مافعل ثعلبة قالوا يا رسول الله اتخذ غنما ما يسعها واد فقال رسول الله يا ويح ثعلبة فأنزل الله تعالى آية الصدقة فبعث رسول الله رجلين رجل من بني سليم ورجل من جهينة وكتب لهما أنصاب الصدقة وكيف يأخذانها وقال لهما مرا بثعلبة بن حاطب وبرجل آخر من بني سليم فخذا صدقاتهما فخرجا حتى اتيا ثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله فقال ما هذه إلا جزية أو ما هذه إلا اخت الجزية انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إلي فانطلقا وسمع بهما السلمي فنظر إلى خيار إبله فعزلها للصدقة ثم استقبلهما بها فلما رأياه قالا ما هذا قال خذاه فإن نفسي به طيبة فمرا على الناس وأخذا الصدقات ثم رجعا إلى ثعلبة فقال أروني كتابكما فقرأه ثم قال ما هذه إلا جزية أو ما هذه إلا أخت الجزية إذهبا حتى أرى رأيا قال فذهبا من عنده وأقبلا على رسول الله فلما رآهما قال قبل أن يتكلما يا ويح ثعلبة فأنزل الله تعالى
( ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ) ( فلما أتاهم من فضله بخلوا وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب ) وكان عند رسول الله رجل من أقارب ثعلبة فسمع ذلك فخرج حتى أتاه فقال ويحك يا ثعلبة قد نزل الله فيك كذا وكذا فخرج ثعلبة حتى أتى النبي فسأله أن يقبل صدقته فقال إن الله تعالى منعني أن أقبل منك صدقة فجعل ثعلبة يحثو التراب على رأسه ووجهه فقال رسول الله هذا عملك قد أمرتك فلم تطعني فلما أبى رسول الله أن يقبل صدقته رجع إلى منزله وقبض رسول الله ولم يقبل منه شيئا ثم أتى إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين استخلف فقال قد علمت منزلتي من رسول الله وموضعي من الانصار فأقبل صدقتي فقال أبو بكر رضي الله عنه لم يقبلها رسول الله منك فلا أقبلها أنا فقبض أبو بكر رضي الله تعالى عنه ولم يقبلها فلما ولي عمر رضي الله عنه أتاه فقال يا أمير المؤمنين أقبل صدقتي فلم يقبلها منه وقال لم يقبلها رسول الله ولا أبو بكر رضي الله عنه فأنا لا أقبلها وقبض عمر رضي الله عنه ولم يقبلها ثم ولي عثمان ابن عفان رضي الله عنه فسأله أن يقبل صدقته فقال له لم يقبلها رسول الله ولا ابو بكر ولاعمر رضي الله عنهما فأنا لا أقبلها ثم هلك ثعلبة في خلافة عثمان رضي الله عنه
فانظر إلى سوء عاقبة غدره وتنكره للجميل وعدم وفائه بعهده مع الله ورسوله كيف أذاقه وبال أمره ووسمه بسمة عار قضت عليه بخسران وأعقبه نفاقا يخزيه يوم فاقـته وفقره وهو يوم القيامة فأي خزي أرجح من ترك الوفاء بالميثاق واي سوء أقبح من غدر يسوق إلى النفاق وأي عار أفضح من نقض العهد إذا عـُدّت مساوي الاخلاق.
ولما حلف محمد الامين للمأمون في بيت الله الحرام وهما وليا عهد، طالبه جعفر بن يحيى أن يقول خذلني الله إن خذلته فقال ذلك ثلاث مرات فقال الفضل بن الربيع قال لي الأمين في ذلك الوقت عند خروجه من بيت الله يا أبا العباس أجد نفسي أن امري لا يتم فقلت له ولم ذلك أعز الله الأمير قال لأني كنت أحلف وأنا أنوي الغدر وكان كذلك لم يتم أمره.وتقول العرب جزاني جزاء سنمار وهو ان أزدجرد بن سابور لما خاف على ولده بهرام وكان قبله لا يعيش له ولد سأل عن منزل صحيح مريء فدُل على ظهر الجزيرة فدفع ابنه بهرام إلى النعمان وهو عاملة على ارض العرب وأمره أن يبني له جوسقا فامتثل أمره وبنى له جوسقا كأحسن ما يكون وكان الذي بنى الجوسق رجلا يقال له سنمار فلما فرغ من بنائه عجبوا من حسنه فقال لو علمت أنكم توفوني أجرته لبنيته بناء يدور مع الشمس حيث دارت فقالوا وإنك لتبني أحسن من هذا ولم تبنه ثم أمر به فطرح من أعلى الجوسق فتقطع فكانت العرب تقول جزاني جزاء سنمار
وممن غدر عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله غدر بعلي رضي الله عنه وقتله ، كذلك عمرو بن جرموز غدر بالزبير بن العوام رضي الله عنه وقتله ، وايضا أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة لعنه الله غدر بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقتله ،
وخرج قوم لصيد فطردوا ضبعة حتى ألجؤها إلى خباء (أى خيمة) أعرابي فأجارها وجعل يطعمها ويسقيها فبينما هو نائم ذات يوم إذ وثبت عليه فبـقرت بطنه (اى فتحتها) وهربت فجاء ابن عمه يطلبه (يبحث عنه) فوجده ملقى فتبعها حتى قتلها وأنشد يقول
ومن يصنع المعروف مع غير أهله … يلاقي كما لاقى مُجير أم عامر
اعد لها لمّا استجارت ببيته … أحاليب ألبان اللقاح (الجمال) الدوائر
وأسمنها حتى إذا ما تمكنت … فـرته بانياب لها واظافر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من … يجود بمعروف على غير شاكر
وحكى بعضهم قال دخلت البادية فإذا أنا بعجوز بين يديها شاة مقتولة وإلى جانبها جرو ذئب فقالت أتدري ما هذا فقلت لا قالت هذا جرو ذئب أخذناه صغيرا وأدخلناه بيتنا وربيناه فلما كبر فعل بشاتي ما ترى وأنشدت
( بقرت شويهتي وفجعت قومي … وأنت لشاتنا ابن ربيب )
( غذيت بدرها ونشأت معها … فمن أنباك أن اباك ذيب )
( إذا كان الطباع طباع سوء … فلا أدب يفيد ولا اديب
اللهم إنا نعوذ بك من البغي واهله ومن الغادر وفعله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كلام في الخيانة
أكيس الكيْس التقوى، وأحمق الحَمَق الفجور، وأصدق الصِدْق الأمانة، وأكذب الكذِب الخيانة . - أبو بكر الصديق (رض) 
اذا وضعت احدا فوق قدره فتوقع منه ان يضعك دون قدرك .....علي بن ابي طالب (رض)
لا خير في عيش تخوننا أوقاته و تغولنا مدده .... ابن الرومي
وكم خائن اايوم لا يشنق بل يشنق الاخرون
أدِّ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ … واعدلْ ولا تظلمْ يطيبُ المكسبُ ... علي بن ابي طالب 
كل خائن يختلق لنفسه الف عذر وعذر ليقنع نفسه بانه فعل الصواب
د. صالح العطوان الحيالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...