أبنُ زُريق*
بينَهُ
وبيْنَها
مساحةُ قُبَلة . . .
عِناقٌ أعمى . . .
هو ذاكَ الذي وٍضعَتْ أمامَهُ الدّنيا
فتَبغْدَد !
لكنْ
انفرطَ العِقد . . .
رحيلٌ بغُصةِ هُريْرة . . .
بانطفاءِ شمسِ ابنِ الرّيبِ بيدِهِ واقفاً !
. . . . .
أوَتُعَلَّقُ من ثدييْها فاتنةُ الدّهر ؟!
كلابٌ مسعورةٌ
تمزّقُ قشيبَ ثيابِها . . .
ويحٌ
أنْ ترى عيناها إيقوناتِ أصنامٍ بألوانِ غباءٍ فاقعة !
يركبُ قاضيها بغلتَهُ مقلوباً . . .
لا يعرفُ وزيرُها سوى أرنبةِ أنفِه
وغانيةٍ
تزقُّهُ نافراً
ليبصُمَ حافرُهُ على بياضةِ ما تُريد . . .
. . . . .
خُبزٌ
حَرفٌ
عشقٌ
ثالوثٌ مُطارَدٌ من زُقاقٍ لزُقاق . . .
طقوسٌ ممنوعةٌ في بيوتٍ
تشربُ ماءَ السّماءِ من غيرِ ظَمأ
تدّخرُ حَرَّ القيْظِ لرعونةِ فصلٍ عَنيد . . .
الوَعّاظُ
يختارون أنظفَ كذبةٍ
تغسلُ وجهَ السّلطان . . .
يشترونَ من السُبعِ ما تَرَك . . .
لكنْ
لا يبيعُ نهرٌ طولَهُ إلآ لعَرضِه . . .
. . . . .
لا أُريدُ لابنِ سيرينَ أنْ يعبرَ رُؤياي
انعدمتِ الرُّؤيا . . .
ألَمي
لا يستحييَ أنْ يخلعَ ثيابَهُ على قارعةِ الطّريق . . .
أنا أعرفُه
وإنْ تَخفّى بلعبةِ استغْماء . . .
مساحةُ رفضٍ
أُقدسُها
ظلّاً
استقْطنَني مُذْ كنتُ رَطْباً أُعصَر . . .
ينحتُني بإزميلٍ مهجور
لكنّي
لم أبعْهُ بلقبٍ صدَفيٍّ من سلطان !
. . . . .
تخيْلتُ قرطبةَ جنةً بلا أبواب
سحُبُها لا تصومُ كثيراً
شتاؤُها
يخنقُهُ ربيعُها مُبكراً . . .
كذاكَ هي
لكنَّها
لم تبسطْ يدَها لقَريحٍ
لاكَ وعثاءَ سفرِهِ منقولاً على أملٍ شاحب . . .
طوَت ْ ما رَحُب
إلآ كوةً صوبَ بغداد
بصبرٍ مَثقوبةٍ رِئتاه
أتَنفسُ ضوءاً مسموعاً . . .
. . . . .
ما أسرعَ أنْ يُغيِّرَ الموتُ اسمَهُ إلى رحيل
لا تَعْذليني
فبي ما بقلبِ أيوبِ النّبيّ . . .
دعي قدَميَ ترْحَلان
تحْملانِ بقايا
لا يُريدُ السّلطانُ أنْ يراها
أوتَراه . . .
شاحتْ بوجهِها شهرزاد
لعلَّ الغُربةَ يَقطينٌ يسترُ عُرياً . . .
على كفِّ خوْفٍ
أستودعَها إيّاكِ
فأطرافُها ما زالتْ على نَقاء
القمرُ هناكَ أجمل . . .
رأيتِني أشطرُني
شطْراً لكِ
ولغربتي شطْرٌ آخر . . .
. . . . .
أنا هنا
حيثُ ألقى ابنُ زيادٍ عَصا ترحالِه . . .
تخلّلَني ما كانَ في الكَرخِ لي من هوى . . .
لحظاتٌ
لا تنتَمي لزمن
ربَما هي شرنقةُ موتٍ
أفرَدَني
فكنتُ قصيدةَ عشقٍ لنْ تموت . . .
النّاسُ حولي غابةٌ مُحترِقة
طفَحَ على جٍلْدي شئٌ من بغداد . . .
تشنقُني عَبرةٌ عَنود . . .
أرَقٌ
يُفرُّقُني شظايا في دروبٍ
علقتُها صوراً لا تُمحى . . .
الموتُ في الغُربةِ أكثرُ وضوحاً
خالياً من أيّةِ رتوش . . .
لا شئَ يُخَفَفُ من سَكْرةٍ
أصعبُها
ألاّ تندبَني دائرةُ نوحٍ وعويل !
. . . . .
إيهٍ
عاذلتي
الآنَ حصْحصَ ما تحتَ عنادٍ بَدويّ
فقد استوى يوماي . . .
لولا كنتُ رديفاً لبُهلولٍ على حصانِهِ الخَشبيّ
مبتورَ السّاقيْن . . .
أزحفُ إليكِ لشُربةِ ماء
أغمضُ عيْنيَ حتى لا سواكِ أرى . . .
العُميانُ
يُحسنون الإنصات . . .
أليسَ كذلك ؟
. . . . .
بغدادُ
أنتِ
آخرُ أنفاسي المُعلّقةُ في خانٍ بائس
شَهِدَ كبِداً
تَتَقطّع . . .
القبرُ يُومئ
دعيني أرحَل
لي ما أغرى على قضمِ تفاحتِه آدمَ . . .
خفّفي
لأُسرعَ . . .
الضّبابُ
يُغلّفُ المدينة . . .
احبسي دمعَكِ ليومٍ
يُمنعُ فيهِ الماعون
ويغفو القاضي على مائدةِ لُصّ !
يموتُ الدّهرُ وفي قلبِهِ ( لا تَعذليه . . .)
هيَ لكِ . . .
إيّاكِ أستودعُ قلباً
وسلاماً على بغداد . . .
. . . . .
وبيْنَها
مساحةُ قُبَلة . . .
عِناقٌ أعمى . . .
هو ذاكَ الذي وٍضعَتْ أمامَهُ الدّنيا
فتَبغْدَد !
لكنْ
انفرطَ العِقد . . .
رحيلٌ بغُصةِ هُريْرة . . .
بانطفاءِ شمسِ ابنِ الرّيبِ بيدِهِ واقفاً !
. . . . .
أوَتُعَلَّقُ من ثدييْها فاتنةُ الدّهر ؟!
كلابٌ مسعورةٌ
تمزّقُ قشيبَ ثيابِها . . .
ويحٌ
أنْ ترى عيناها إيقوناتِ أصنامٍ بألوانِ غباءٍ فاقعة !
يركبُ قاضيها بغلتَهُ مقلوباً . . .
لا يعرفُ وزيرُها سوى أرنبةِ أنفِه
وغانيةٍ
تزقُّهُ نافراً
ليبصُمَ حافرُهُ على بياضةِ ما تُريد . . .
. . . . .
خُبزٌ
حَرفٌ
عشقٌ
ثالوثٌ مُطارَدٌ من زُقاقٍ لزُقاق . . .
طقوسٌ ممنوعةٌ في بيوتٍ
تشربُ ماءَ السّماءِ من غيرِ ظَمأ
تدّخرُ حَرَّ القيْظِ لرعونةِ فصلٍ عَنيد . . .
الوَعّاظُ
يختارون أنظفَ كذبةٍ
تغسلُ وجهَ السّلطان . . .
يشترونَ من السُبعِ ما تَرَك . . .
لكنْ
لا يبيعُ نهرٌ طولَهُ إلآ لعَرضِه . . .
. . . . .
لا أُريدُ لابنِ سيرينَ أنْ يعبرَ رُؤياي
انعدمتِ الرُّؤيا . . .
ألَمي
لا يستحييَ أنْ يخلعَ ثيابَهُ على قارعةِ الطّريق . . .
أنا أعرفُه
وإنْ تَخفّى بلعبةِ استغْماء . . .
مساحةُ رفضٍ
أُقدسُها
ظلّاً
استقْطنَني مُذْ كنتُ رَطْباً أُعصَر . . .
ينحتُني بإزميلٍ مهجور
لكنّي
لم أبعْهُ بلقبٍ صدَفيٍّ من سلطان !
. . . . .
تخيْلتُ قرطبةَ جنةً بلا أبواب
سحُبُها لا تصومُ كثيراً
شتاؤُها
يخنقُهُ ربيعُها مُبكراً . . .
كذاكَ هي
لكنَّها
لم تبسطْ يدَها لقَريحٍ
لاكَ وعثاءَ سفرِهِ منقولاً على أملٍ شاحب . . .
طوَت ْ ما رَحُب
إلآ كوةً صوبَ بغداد
بصبرٍ مَثقوبةٍ رِئتاه
أتَنفسُ ضوءاً مسموعاً . . .
. . . . .
ما أسرعَ أنْ يُغيِّرَ الموتُ اسمَهُ إلى رحيل
لا تَعْذليني
فبي ما بقلبِ أيوبِ النّبيّ . . .
دعي قدَميَ ترْحَلان
تحْملانِ بقايا
لا يُريدُ السّلطانُ أنْ يراها
أوتَراه . . .
شاحتْ بوجهِها شهرزاد
لعلَّ الغُربةَ يَقطينٌ يسترُ عُرياً . . .
على كفِّ خوْفٍ
أستودعَها إيّاكِ
فأطرافُها ما زالتْ على نَقاء
القمرُ هناكَ أجمل . . .
رأيتِني أشطرُني
شطْراً لكِ
ولغربتي شطْرٌ آخر . . .
. . . . .
أنا هنا
حيثُ ألقى ابنُ زيادٍ عَصا ترحالِه . . .
تخلّلَني ما كانَ في الكَرخِ لي من هوى . . .
لحظاتٌ
لا تنتَمي لزمن
ربَما هي شرنقةُ موتٍ
أفرَدَني
فكنتُ قصيدةَ عشقٍ لنْ تموت . . .
النّاسُ حولي غابةٌ مُحترِقة
طفَحَ على جٍلْدي شئٌ من بغداد . . .
تشنقُني عَبرةٌ عَنود . . .
أرَقٌ
يُفرُّقُني شظايا في دروبٍ
علقتُها صوراً لا تُمحى . . .
الموتُ في الغُربةِ أكثرُ وضوحاً
خالياً من أيّةِ رتوش . . .
لا شئَ يُخَفَفُ من سَكْرةٍ
أصعبُها
ألاّ تندبَني دائرةُ نوحٍ وعويل !
. . . . .
إيهٍ
عاذلتي
الآنَ حصْحصَ ما تحتَ عنادٍ بَدويّ
فقد استوى يوماي . . .
لولا كنتُ رديفاً لبُهلولٍ على حصانِهِ الخَشبيّ
مبتورَ السّاقيْن . . .
أزحفُ إليكِ لشُربةِ ماء
أغمضُ عيْنيَ حتى لا سواكِ أرى . . .
العُميانُ
يُحسنون الإنصات . . .
أليسَ كذلك ؟
. . . . .
بغدادُ
أنتِ
آخرُ أنفاسي المُعلّقةُ في خانٍ بائس
شَهِدَ كبِداً
تَتَقطّع . . .
القبرُ يُومئ
دعيني أرحَل
لي ما أغرى على قضمِ تفاحتِه آدمَ . . .
خفّفي
لأُسرعَ . . .
الضّبابُ
يُغلّفُ المدينة . . .
احبسي دمعَكِ ليومٍ
يُمنعُ فيهِ الماعون
ويغفو القاضي على مائدةِ لُصّ !
يموتُ الدّهرُ وفي قلبِهِ ( لا تَعذليه . . .)
هيَ لكِ . . .
إيّاكِ أستودعُ قلباً
وسلاماً على بغداد . . .
. . . . .
عبد الجبار الفياض
ديسمبر / ٢٠١٧
ديسمبر / ٢٠١٧
* ابن زُريق البغدادي
(المتوفي سنة 420 هـ / 1029 م) هو أبو الحسن علي أبو عبد الله بن زريق البغدادي شاعر عباسي.
ارتحل عن بغداد بعد أنْ ضاقت به سبل العيش وترك زوجته الجميلة التي مانعته السفر والاغتراب إلا انه كان مصراً على الارتحال الى الاندلس التي لم يجد فيها مبتغاه ، فمات كمداً هناك ، وليترك اجمل ماكُتب في الحب والحنين قصيدته المشهورة :أ
(أستودع الله في بغداد لي قمراً
بالكرخ من فلكِ الأزرار مطلعُه )
(المتوفي سنة 420 هـ / 1029 م) هو أبو الحسن علي أبو عبد الله بن زريق البغدادي شاعر عباسي.
ارتحل عن بغداد بعد أنْ ضاقت به سبل العيش وترك زوجته الجميلة التي مانعته السفر والاغتراب إلا انه كان مصراً على الارتحال الى الاندلس التي لم يجد فيها مبتغاه ، فمات كمداً هناك ، وليترك اجمل ماكُتب في الحب والحنين قصيدته المشهورة :أ
(أستودع الله في بغداد لي قمراً
بالكرخ من فلكِ الأزرار مطلعُه )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق