تدقيق النصوص قبل نشرها | ||
د. أنور الموسى لمناسبة اليوم العالمي للغة العربية تعدّ اللّغة العربيّة بمنزلة الأمّ في الوطن العربيّ، وهي اللّغة الرّسميّة الّتي تستخدمها غالبية المؤسّسات التّربويّة والإعلاميّة... ويشكل تّدقيق النصوص ومراجعتها قبل النشر، داعمًا رئيسًا للضّاد، لصونها من الكساد والتّخلّف، ولا سيّما في الميدانين الإعلاميّ والتّربويّ. وغنيّ عن البيان، أنّ للمدقّق اللّغويّ أهميّة كبيرة في الصّحف اليوميّة والوسائل الإعلاميّة بشكل عامّ، والحقول التربوية والأدبية؛ لأنّ خطأ ما، ولو كان بسيطًا، قد يؤدّي إلى كوارث ورزايا لا تحمد عقباها... وتتنوّع ميادين الأخطاء؛ فمنها ما يتعلّق بالنّحو، ومنها ما يتعلّق بالطّباعة أو الإخراج وغير ذلك. فصحيح أنّ اللّغة المبسّطة لا المعقّدة هي المفضّلة والمطلوبة في الأبحاث والصّحافة، بَيْدَ أنّ ذلك لا يعني الاستسلام لداء الرّكاكة واللّحن والتّصحيف... وإلى أن تعالج مؤسساتها العربيّة هذا الدّاء المستفحل، تظلّ الأخطاء المطبعيّة واللّغويّة والإملائيّة مصدرًا للبسمة عند القرّاء، وسببًا للمتاعب عند العاملين في الصّحافة... هي مصدر للبسمة؛ نظرًا إلى ما تحمله من طرافة حينًا، وما ترمز إليه من صدق الكلمة الّتي نشرت خطأ أكثر من الكلمة الأصليّة حينًا آخر. وهي سبب للمتاعب لمن يقعون فيها، ولمن تمسّه في بعض الحالات؛ كأخبار الوفاة غير الصّحيحة، أو الأخطاء التي تسبّب أزمة سياسيّة داخليّة أو خارجيّة، أو أخطاء التغطيات والمؤتمرات والوثائق... ففضلا عن ضرورة وجود مدقّق لغويّ لكلّ صفحة أو قسم من أقسام الصّحيفة، يفضّل أن تكلّف الصّحيفة مدقّقًا مؤهّلاً صحافيًّا ولغويًّا معًا، بمراجعة المادّة الصّحافيّة بعد إخراجها وقبل تصويرها. وفضلاً عن الصّحف، يلاحظ المرء غزارة الأخطاء اللّغويّة في بعض المدارس، ما ينعكس سلبًا على سمعة المدرسة، وثقة الأهالي بمدرّسيهاوتظهر المشكلة حين يراسل المدير أو الطّاقم الإداريّ الطّلاب وذويهم برسائل مفعمة بمثل تلك الأخطاء، أو حين يوجّه إليهم دعوات إلى حضور احتفال ما، أو إحياء مناسبة معيّنة فبعض مديري المدارس قد يمنعهم حب الأنا من عرض نتاجهم على الآخرين؛ فيقعون بالمحظور اللّغويّ، وتكون النّتيجة مؤلمة لسمعة مدرستهم. وما يزيد الطّين بلة، أنّ المسابقات نفسها قد يمزّقها أحيانًا داء الأخطاء فيضيع التّلميذ في متاهات الإجابة الخاطئة فضلاً عن أنّ بعض المدرّسين قد يلحن في أثناء الشّرح، أو يكتب إجابات خاطئة عن أسئلة الفروض أو غيرها. والمشكلة نفسها تصيب الشعراء الذين ينشرون أحيانا بلا مراجعة نهائية، فيقعون في الأخطاء السابقة، وأخطاء الوزن والتحريك أحيانا... وكذلك الحال، بالنسبة إلى الباحثين في مراحل الدراسة كافة، وحتى المخضرمين... حيث ننصحهم دائما بمراجعة المادة قبل نشرها، أو تسليمها لذوي الشأن...! وأخيرًا، يمكن القول: إنّ التّدقيق اللّغوي ضروريّ في ميدانيّ الإعلام والتّعليم والبحث، ومن دونه، نصل إلى تدمير لغويّ ممنهج فالتدقيق قد يؤخر قليلا، لكن يقي الكاتب من اللوم أو المتاعب... فمتى تعطيه مجتمعاتنا قيمته المرجوّة؟! ولمَ يرفض بعض الكتاب تدقيق الآخرين نصوصهم؟! |
الخميس، 21 ديسمبر 2017
تدقيق النصوص قبل نشرها د. أنور الموسى
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته
ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام… اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...
-
الصراع الإداري..!! ( 1 ) عبدالكريم الأكوع يصنف الصراع الإداري في المجتمعات على إنه السرطان الذي يقضي على الدول، وينتشر كهشيم في المؤسسات، ...
-
رحال 🚴 على متن القلم........ قد حان وقت....... الترحال كل الأماكن متاحة...... و الرحلة بصكوك الخيال الفضاء وسيع وعلى سطح المريخ قد يكون .....
-
ناديها...وزدت ناديت في حلمتي وعز نومي رد الصدى...زلزل البيت وفيّض منابع همومي تفكرتها في صباحها ونور الصباح هيّ إشعاع في المد طاعه...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق