--------------------د.صالح العطوان الحيالي 19-10-2017
جامع السليمانية يعد أحد العجائب المعمارية الإسلامية و قد أشرف على بناءه المهندس العثماني الشهير معمار سنان بأمر السلطان سليمان . و قد جاء المسجد آيه في الجمال و الرفعة تشهد على الفن المعماري العثماني. والمسجد المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي له أربعة منابر، وتشير مآذنه الأربعة إلى أن السلطان سليمان القانوني هو الحاكم الرابع في إسطنبول. أما الشرفات العشر الموجودة في كل مئذنة فتشير إلى أن سليمان القانوني هو السلطان العاشر في الدولة.
وجلبت قطع المرمر المستعملة في بنائه من جزيرة مرمرة والجزيرة العربية واليمن، وهو يلمع بزخارف ملونة كثيرة وكتابات من خط أحمد قرة وحسن شلبي، أشهر الخطاطين في العهد العثماني آنذاك.
كما أن جدران الجامع مزينة بآيات من القرآن الكريم كتبت بخط جميل يليق بأن يكون نموذجاً واضحاً لفن الخط التركي، وربما يكون هو أحد الأسباب التي قيلت على أساسها العبارة الشهيرة إن القرآن الكريم نزل في الحجاز، وقُرئ في مصر، وكُتب في إسطنبول.
والجامع الذي يقع على تل خلف جامعة إسطنبول، ملحق به مكتبة ضخمة معروفة باسم مكتبة السليمانية، تحتوي على نحو 70 ألف مخطوط، 80% منها باللغة العربية، وفي القديم كان مجمعاً ضخماً يمثل الوظائف الاجتماعية والثقافية والدينية والعلمية الحقيقية للمساجد في الحضارة الإسلامية؛ حيث كان ملحقاً به مدارس لتعليم القرآن الكريم والحديث، ومستشفى، ومدرسة للطب، ومدرسة إبتدائية، ومطعم لتقديم الوجبات للفقراء، ودار لرعاية العجزة، ودار للضيافة، فضلاً عن الحمامات العثمانية الشهيرة والأسبلة.
وتوجد روايات كثيرة بشأن جامع السليمانية. من ذلك أنه حصل توقف في بناء الجامع وفي أثناء ذلك ظن شاه إيران أن ثمة أسبابًا مادية عطلت بناء الجامع، فأرسل كمية من المجوهرات إلى المعماري سنان، فغضب السلطان سليمان القانوني لذلك وأعطى المجوهرات إلى المعماري سنان، وطلب منه وضعها بين الحجارة. وتقول الروايات إن هذه المجوهرات مخفيّة اليوم تحت إحدى مآذن الجامع حتى اليوم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق