الأحد، 30 مايو 2021

الخيرُ بابٌ قصيدة للدكتور محمد القصاص

الخيرُ بابٌ
قصيدة
للدكتور محمد القصاص

الخَيْرُ بابٌّ والرَّدَى أبْـــــــــوَابُ *** ولكل باب منهمْ أرْبـــابُ
وبِكُلّ يَوْمٍ قِصَّةٌ وحِكَايَــــــــــــةٌ *** لكأنَّهَا تحت الضلوع حِـرَابُ
ما ارْتابَ قلبي يا عَذُولي سَاعَـةً *** أما وإن ذاقَ الهوى يَرْتَـــــــابُ
أغَدَرْتَنِي يَوْماً لأنتَ مُكابِـــــــر *** وَخَذلْتَنِي حيناً فأنْتَ تعَـــــابُ
هل كنت غَيْثاً في سمائي ممطراً *** مثلَ السَّحَابِ إذا تَلاهُ سَحَــــابُ
لوْ جاء بَعْضُ السَّائلينَ لدارنا *** إني وداري لِلْكِرَامِ رحَـــــــــابُ
أَنْتَ الَّذي بدأ الصُّدُودَ وخنتنـي  *** ضاع السُّؤالُ وأنْتَ فيهِ جَوَابُ
هل غَرَّنِي عَهْدُ الصَّبَابَةُ والصِّبَا *** أم غَرَّنِي قَبْلَ المُشِيبِ شبَــــابُ
ما كُنْتُ يَومَاً للضياع مُسِلمَاً *** أمْرِي ولكنْ للهوى أسْبَـــــــابُ
بَكَتْ المُرُوءَةُ حالَهَا ومآلَهـــــا *** والدَّمْعُ بين جفونهَا أسْــــرَابُ
فإلى متى يَجْتَرُّ قلبي ظُلْمَــها *** وإلى مَتَى تَتَضارب الأهْــــدَابُ
يا ربِّ إنِّي قدْ أروم سماحَها *** واللهُ فوقَ عِبَادِهِ التـــــــــــوابُ
فالهَمُّ يَرْحَلُ والمَرَارَةُ تَنْقَضِـي *** والبؤْسُ يَمْضِي والزَّمَانُ رِكابُ
نفْديكَ من همِّ النَّوَائِبِ عَلَّـنــــا *** نحْمِيكَ منها فالأمُورُ صِعَـــابُ
ما لذَّ لي بَعْد الفراقِ مَعيشَـــةٌ *** أو طَابَ لي قبْلَ الإيَابِ إيابُ
دَهْرٌ مَضَى والعُمرُ مَثل دَقَائِقٍ *** فهلْ الزَّمَانُ إلى الهنا أوَّابُ
يمضي على السُّمَّارِ ليلهُمُ وقـــدْ *** سَهِرُوا وجفني للهَوَى بَــــــوَّابُ
عُدُّوا معَ الأيَّامِ فيض مَصَائـــــبٌ *** عُدُّوا لها فالشَّامِتُونَ غِيَــــــابُ
ما ظَنُّ من يَرْجُو الرُّجُوعَ لظاعِنٍ *** بعدَ النَّوَى هل يرتجى أحْبَـــابُ
نشْكُو هَوَاناً في الدِّيَارِ لطالَمَــــا *** حلُّوا بِها الأعداء والأغْــرَابُ
حتى أزِقَّتهَا ترومُ رجوعَنــــــــا *** وتَضَوَّعتْ من دَوْحِها الأطْيابُ
يا للأخوَّةُ هل تَخُون أخوَّتِـــــــي *** لُؤْمَاً كأنك ما جفاكَ عِتَـــــــابُ
سَلَّمْتُ أَمْرِي للإلهِ ألا تَــــــــرَى *** بعد الَّذِي قد كدتَ كيفَ تُعَــابُ
عبثا مَحَوْتُ من الصحائف قِصَّتـــي  *** فَغَدَت يباباً والحياةُ يبابُ
يا قَسْوَةَ الأيَّامُ حين تنوبنَــــــــــــا *** فإذا حياتي بالجحيمِ تذَابُ
وإذا عدو الدين حل بأرضنَا *** بتنا نُحَاذِرُ بَطْشَهُ وَنَهَـــــــابُ
يا طُغْمَةَ الفجَّارِ ما خَطْبُ الأسَى *** مازال في أمصارنا يَنْسَــــابُ
نشْكُو إلى الدَّيَّانِ سَوْأةَ حَالنـــــا *** أما بِبَابِكَ ما غشانا عَــــــذابُ
نرْجو لِكُلِّ التَّائِبِينَ شَفَاعَـــــــــة *** ومَفَازَة ترْجى لهمْ وَمتــــــابُ
فهم ضُيوف بالجِنَانِ لَأنَّهَــــــــمْ *** فازوا فأُعْطُوا باليَمِينِ كِتَابُ

الدكتور محمد القصاص - الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...