الشيخُ جراح
الشيخُ جراح استغاثَ ولم يُجبْ // من عالمِ الإسلامِ أو كلِّ العربْ
أو سلطةٍ نُهبَ الترابُ بعصرها // وتخاذلتْ من أجلِ مالٍ أو رُتبْ
حتى تعالتْ صيحةٌ من قدسِها // يا غزة الأحرارِ قد زاد النَّصبْ
وتخلفتْ عن نُصرتي كلُّ الأُممْ // وتآمروا في صمتِهمْ رغمَ الطلبْ
والأرضُ تذوي والمآسي أقبلتْ // والشعبُ صارَ مُهجرًا بين السُّحُبْ
هيا انفضي عني العناءَ بعزةٍ // فالخصمُ لا يرضى الذليل المُستلبْ
هيا اطلقي بركانكِ العاتي الأشدْ // كي يفهموا أن الشعوبَ تنتصبْ
إن مسها الظُّلمُ أو جارَ العدا // في عصرِ أوباشٍ تباهوا بالقُضُبْ
هيا اطلقي فالقدسُ تاجٌ للوطنْ // تاجُ العروبةِ والشعوبِ المُنتسِبْ
أدري بأنكِ في حصارٍ متصلْ // قد أنهكَ الناسَ وألقى بالكُرَبْ
لكنني القدسُ التي مسرى النبيْ // والقبلةُ الأولى وأمجادُ النُّجُبْ
فاستوثقوا من ربكمْ ولتفزعوا // ضاعَ الخيارُ ولا ترى رجلًا وثبْ
فتحمسَ الإعصارُ في غزةْ التي // أرضِ الجهادِ وموطنِ النورِ الأحبْ
قد أنذروا أعداءهم من يومِهمْ // بالويلِ إن لم يخرجوا فالحقُّ هبْ
وتوعدوا وتأهبوا في موقفٍ // أحيا القلوبَ ومجدَنا حتى انتصبْ
أطلقوا بركانَهم صوبَ الأعادي // كالجحيمِ على رؤوسِ المُغْتَصِبْ
قد جُنَّ أعداءُ الورى من هولها // وتصبَّبوا من نسجهم وهمَ الحِقَبْ
اليومُ غزة أصبحتْ سيفَ الذي // يبغي الديار ويستعيدُ المُغتَصبْ
بعد الهوانِ المُنتشي من زرعِهمْ // وصَغَارِ أقوامٍ لهم مثل الذَّنبْ
فالسيفُ سيف القدسِ يعلو صارمًا // يشفي الغليلَ ويعتلي رأسَ النُّصُبْ
شحدة خليل العالول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق