قصيدة " أنهم يدعون "
Magdy Metwally
أنهم يدعون
اقترب الشيخ حسين متوجهاً ناحية القبلة وتمتم بكلمات داعياً الله !! معلنا صلاة الجمعة في هذا اليوم تجد المسجد مكتظاً بالمصلين.. يزدادون رويداً رويداً، حتى صعد الخطيب المنبر وألقى التحية.. بعدها نظر للمصلين وتحدث عن مواقف وبطولات السابقين، وكان الحديث عن صلاح الدين, وإنجازاته.. فتأثر الشيخ ومن معه بالمسجد.. فيهم من بكى، ومن سالت دموعه، وجميعهم مع الشيخ طالبين متمنيين أن يعود صلاح الدين مرة أخرى لينتشلهم من الفوضى التي عمت البلاد. كان الجو حاراً، والجميع يتصبب عرقاً والمراوح المعلقة بالسقف لم تستطع أن تغير ما تأتي به الطبيعة. سحرت الكلمات عقول الناس. غاص المسجد بالمصليين.. جاءوا من كل الأحياء.. مطأطئي الرؤوس.. قلوبهم مرتجفة.. يطلبون المغفرة.. يطمحون إلى توبة نصوحة يخففون بها ثقل الأوزار قبل اليوم المحتوم. امتلأ المسجد , ولم يبق شبر شاغرا.. كل من داخل المسجد تأثر داعياً الله عز وجل.. أن يبعث فينا مثل صلاح الدين.. جميعهم مبهورون متمنون.. شاردون هنا وهناك.. خرج الجميع وكل منهم يحمل حذاءه بين يديه.. رأى أحدهم جواداً ضخماً بلون متدرج بين الأسود والبنى.. عيونه اللامعة , خصلاته ثائره.. صهيله الغاضب.. يمتطيه فارس
مغوار يحمل بين يديه درعا وسيفا مشهرا، ورأسه مغطاة بخوذة معدنية.. التف حوله الجميع يحدقون فيه.. حاله من القلق والارتباك تنتاب الجميع صرخ فيهم:
ــ أنا صلاح الدين سمعتكم تستغيثون بي, وتتمنون لقائي، وأنا بين أيديكم الآن.. من يريد الخلاص فليتبعني. نظر أحدهم في وجه الواقفين وتمتم:
ــ أنا الآن عندي وردية.. فاعذروني, وانصرف. وقال آخر:
ــ أنا عندي ضيوف.. على الغدا. وقال آخر:
ــ أنا لا أقوى على الحرب.. لدي أطفال في حاجة إلي.
هكذا انسل الآخرون رجلاً تلو الآخر. نظر صلاح الدين حوله, وجد نفسه وحيداً.. إلا رجلاً شيخاً كبيراً.. ربت على كتفه وقال:
ــ إني أعتذر لك.. إنهم قوم يدعون.
فابتسم ابتسامة عريضة، وهرول بأتجاه المدينة، وكل الأنظار ترقبه حتى اختفى.
بقلم الأديب/ مجدى متولى إبراهيم
للشاعر/ة/ Magdy Metwally
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق