قصيدة " الفوائد الاجتماعية للصـوم "
........................... بسم الله الرحمن الرحيم ........................
.
الفوائد الاجتماعية للصـوم :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
أهلاً .. ومرحباً بكم أحبتي الغوالي متابعين برنامج ( قطائف رمضانية )
أزف اليكم التهنئة والتبريكات بشهركم المعظم أعاده الله عليكم بالخيرات
وكثير من السعادة ..والمسرات .
٠
المقدمة :
أمرنا الله تعالى بالصيام كما أمر غيرنا في سالف الأزمان، قال الله تعالى: ﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ لأنه يربي النفسويحميها من نوازعِ الهوى ويقمعها عن موارد التهلكة ويزينها
بلقاح العواصم ويغلفنا بغلاف نوراني .
يا صائماً ترك الطعام تعففاً
أضحى رفيق الجوع واللأواءِ
أبشر بعيدك في القيامة رحمةً
محفوفةً بالبر والأَنداءِ
وقد تعلمنا من دروس مدرسة الصيام أحبتي: أنه يربينا على العبادة والتحنث وتحمل التكاليف الشرعية فلئن كان المسلم يعبد ربه جل وعلا في سائر عامه إلا
انه يأخذ في رمضان دورةً عباديةً يزيد فيها من جرعات الطاعة ونكهاتِ الإيمان والإخلاص حتى يقوى على ما تبقى من الشهور فيجعل هذه الفرصة العظيمة منطلقاً إلى الخيرات والتقرب الى الله في علاه .
.
كُلَّمَا آنَسْتُ نُوراً مــنكَ فـي قلْبي تَجَلَّى
عانقَتْ روحي على بابكَ رِضْوَاناً وَظِلاً
وَهَفَا قَلْبِي إلى السّـــَاحِ المـُرَجَّى يَتَمَلَّى
شهـــرُ قرآنـــِكَ يَا أَللهُ بالبُشــْرَى تَجَلَّى
.
وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: رسول الله (( كل عمـل بن ادم له
الا الصوم فانه لي وانا اجزي به )) رواه البخــاري في صحيحة ج٢
ص ٢٢٦.. ويأتي الصوم أحبتي ليعتاد المسلم عليه في حياته وعلى الجماعية في معيشته والصوم يعود الانسـان على النظام والاتحــاد
وحب العـدل والمساواة و ايجاد العاطفة والرحمة وتنمية روابط الألفة .
ومن أسرار الصيام الاجتماعية أنه تذكـير عملي بجـوع الجائعـين وبؤس البائسين تذكير بغير خطبة بليغة ولا لسان فصيح تذكير يسـمعه الصائم من صوت المعدة ونداء الأمعاء، فإن الذي نبت في أحضان النعمة ولـم يعرف طعم الجوع ولم يذق مرارة العطش لعله يظن أن النـاس كلهـم مثله
فلا غرْوَ أن جعــــل الله من الصوم مظهــرا للاشتراكية الصحيحة والمساواة الكاملة وجعل الجوع ضريبة إجباريـة يدفعها الموسر والمعسـر ..
وقد روي أن يوسف عليه السلام كان يكثر الصـيام وهو على خـزائن الأرض، بيده المالية والتمـوين فسُئل في ذلـك فقال:( أخـاف إذا شـبعت أن أنسـى جوع الفقير ).فالصائم يدرك مايعانيه الفقـير المحـروم من الجــوع والحرمان والعوز ترق نفسه وتفيض بالعطـف ويليـن قلبه فيتفـجر بالجود والسخاء ولذلك فان أفضل الصدقـة صدقـة رمضـان يقــول الرسول صلى الله عليه وسلم : من فطر صائما على طعام وشـراب من حلال صلت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان وصلى عليه جبرائيل ليلة القدر .
كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا دخــل رمضـان أطلـــق كــل أسـير وأعطى كل سائل ويفرج عن كل مكـروب، كان جوده يجمع أنواع الجود فقد وهب نفسه لله تعالى لنشر دينه وهـــداية عباده وإيصال النفــــع إليهم بكل طريق من إطعام جائعهم ووعظ جاهلهم وقضـــاء حوائجهم ولم يزل صلى الله عليه وسلم على هذه الخصال الحميـدة منــذ نشأ، ولهذا قالت السيدة خديجة في أول مبعثـه والله لا يخزيك أبداً انك تصــل الرحم وتقري الضيف وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتعـين على نوائب الحـق ثم تزايدت هذه الخصال فيه بعد البعثة وكان سفيان الثوري ينشــرح إذا رأى سائلاً على بابه ويقول : مرحباً بمن جاء يغسل ذنوبي وعن النبي صلى الله عليه وسلم انه قـــال: أن في الجنة غرفا يرى ظاهرها
من باطنها وباطنها من ظاهرها, قالوا لمن هذه يارسول الله فقـال:لمن
طيب الكلام واطعم الطعام وادام الصيام وصلى بالليل والناس نيام .
وكان الفضيل بن عيّــاض يقـول:نعم السائلون؛ يحملون أزوادنا إلى الآخـرة بغير أجرة حتى يضعوها في الميزان بين يدي الله تعالى وقد جعل الله رمضان وقتاَ لافاضة الخير والبر على عباده أضعاف مايفيضها في غيره فكانت الصدقة فيه أعظم اجرا وأكثر ثوابا منها في غيره, ولذلك سئل النبي صلى الله علـيه وسلم اي الصدقة افضل.. ؟ فقال : ( الصدقة في رمضان ) صدق رسول الله .
وعن معاذ بن جبل رضي اله عنـه قال:كنت مع رسـول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال لي : يامعاد الا أدلك على أبـواب الخيـر فقلت بلى يا رسول الله فقال: الصوم جنة والصــدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ومعنى أن الصوم (جنة) بضم الجيم: أي وقاية وستر من المعاصي.
><><
يا صائماً عافت جوارحه الخنا ** ابشر برضوان من الديانِ
عفوٍ ومغفرةٍ ومسكن جنةٍ ** تأوي بها من مدخل الريانِ
><><
(( قطائــف رمضـانيــة ))
٠
= الفقرة الاولى : عن ( الصدقة )
يقول رب العزة جل علاه:
(( خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها )) التوبة.. آيه ١٠٣
لقد وردت في فضل الصدقــة أحاديث كثيرة نقتصر على بعضـها. وأصل الصدقة مأخوذة من الصدق ولهذا يلزم المتصـدق أن يكـون صادقاً، فإن
كان كذلك فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:( إن الله يقبل الصدقة
بيمينه ثم يربيها للعبد كما يربي أحدكم فلوه)، والفلو: هو المهر، فكما أنك تربي فرسك فيكبر على عينك -ولله المثل الأعلى- فإن الله عز وجل يأخذ الصدقة بيمينه فيربيها للعبد حتى تصير كأمثال الجبال.
الصدقة سترٌ للإنسان وحمايةٌ لـه من النار فقـــد جاء في مُسند الإمـام
أحمد بن حنبل عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لها : يا عائشة استتري من النـار ولو بشق
تمرة والصدقة تُطفئ عن أصحابها حرَّ القبور لما جاء في المعـجم الكبير
عن عقبة بن عامر أنه قال:قـــال رسول الله صلـى الله عليـه وسلـم:إن
الصدقة لتطفئ عن أهلها حــر القبــور ومن منافــع الصدقة أن المتصدق
يستظل في ظل صدقته يـــوم القيامة فعن عقــبة بن عامـر أنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:إنمــــا يستظل المؤمن يوم القيامة في
ظل صدقته والصدقة تزيد وتُبارك في مال الإنسان وتدفع عنه المضرات.
روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضـي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال رجلٌ: لأتصدقــن الليلـة بصدقة
فخرج في الليل يخفي صدقته، فوجد امــرأة في الطريق فأعـطاها الصدقة
فأصبح الناس يقولون: تُصدِّق الليلة على زانيـــة فبـلغ الرجل هذا القول.. فقال: الحمد لله على زانيــة كأنه رأى أنه لا أجـــر له طالمـا أنها لم تقع في موقعها الصحيح، وكان يريد أن تقع في يـــد مسكينٍ فقير حتى يؤجر واستاء الرجل وأحس أن صدقته لم تقبل لأتصدقن الليلة بصدقة سأتصدق مرةً أخرى لعلها تقع في يد من يستحقهــــا فوجد رجلاً في الظلام فوضع الصدقة في يده، فأصبح الناس يقولون:تُصــدق الليلة على سارق فــقال الرجل: الحمد لله على سارق، لأتصدقن الليلة بصدقة فـرأى أن الصـدقة لم تقبل ولم تقـــع في موقعها في المرة الثانية، فأراد أن يتصـدق فـي المرة الثالثة عساها أن تقع في يد من يستحقها فخـرج فرأى رجلاً فــي الظلام فأعطاه الصدقة، فأصبح الناس يقـــولون: تُصــدق الليلة علـى غني ليس
محتاجاً للصدقة، إذاً للمرة الثالثــــة لم تقع الصدقة في موقعها الذي يريـده فجاءه ملكٌ في صورة رجل فقال له: أما صدقتك فقبلت، أما الزانـيـة فلعلها تتوب، وأمـــا السارق فلعله يستعف وأما الغنـــي فلعله ينظــر فيخرج الذي عنده) انظر إلى فائدة التصــدق على أهـــل المعاصي وأما عـن آثارها : فإن أثَرها يشملُ الغني والفقير فتكون متجددة الأثر
في نفـوس الأغنياء بالطهر والتزكية قال تعالى:(( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)) .
<>><><<>
( أشعار عن الصدقة )
====><====
= يقول الامام علي بن ابي طالب:
يا محسنون جزاكم المولى بما <><> يرجو على مسعاكم المحمود
كــــم رد فضلكم الحيـــاة لمائت<><> جوعــا وكم ابقى على مولود
= ويقول ابن عبد ربه:
ما كلف الله نفسا فوق طاقتها<><>ولا تجود يد الا بما تجــد
= ويقول لسان الدين بن الخطيب:
ليكن لديــــك لسائل فــــرج <><> ان لم يكن فلتحسن الرد
= ويقول ابو العلاء المعري:
زاد معروفك عندي عظيم <><> انه عــــندك مستــــــور حقـير
تتناســاه كان لـــم تاتـــه <><> وهو عند الناس كالنهر الهمير
<><>><><<><>
( أقوال في الصدقـة )
====><====
= مثل عربي:
الناس عبيد الاحسان.
= مثل تركي:
من يطلب الصدقة يحمر وجهه مرة ومن يرفض اعطاءها يحمر وجهه الف مره.
= يقول فيكتور هيجو:
الصدقة أخت الصلاة
= ويقول جان لوبون:
ابدا لا يضيع احسان المرء
<><>><><<><>
الفقرة الثانية:(( ثقــــف نفســـك ))
======>><<=======
= قراءة ورش:
ورش هو صاحب قراءة ورش وهي احد القراءات المشهورة للقرآن الكريم فقد جاءت قراءات القرآن على عشرة السن منها ( قـــــراءة ورش ) وهو: مصري قبطي اسلم وذاعت شهرته في علــــــم القراءات اخذ علماء بلاد المغرب عن تلميذه ابي يعقوب الازرق بن عمر بن يسار .
= ابن العواتك :
——–
لما اشتد الخطب بموقعة (حنين) اراد رسول الله ان يستشعر الحماسة فقال: انا ابن (العواتك) من سليم .. اذ كان لرسول الله صلى الله علــيه وسلم ثلاث جدات كل منهن تسمى عاتكة.
واسم عاتكة يعني : الحرة العزيزة المكرمة .
ولقد كانت قرابة الرسول ببني سليم من اسباب سرعة استجابتهم لدعوته
والثبات عليها .
.
= علماء في اللغة من الاقباط ومنهم:
= جرجس بن العميد المعروف بابن المسكين صاحب كتاب (تاريخ المسلمين).
= المفضل بن ابي الفضائل صاحب كتاب ( النهج السديد والدر الفريد ).
اول معجم في التاريخ:
هو معجم صيني وكان يضم اربعين الف كلمة وذلك في القرن الحادي عشر
قبل الميلاد واسم مؤلفه ( باوتش ).
السورة القرآنية التي ذكرت فيها البسملة مرتين:
هي سورة(النمل) وبذلك تكون البسملة قد ذكرت(١١٤)مرة في القرآن الكريم .
>><><<
= الفقرة الثالثة :(( حـدث في رمضـان ))
رمضان في العام : الثامن والثلاثون الهجري :
في السابع عشر من رمضان عام ٣٨ للهجرة انتهى عصـر الخلافــــة الراشدة
بمقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، على يد أحد الخوارج واسمه: عبدالرحمن بن ملجم .
<>><><<>
= رمضان في العام : الخمسون للهجرة :
وفاة الصحابي المغيرة بن شعبة وكان المغيرة بن شعبة رضي الله عنه مندهاة العرب، ومن أهل المشورة والرأي، وقد أسلم عام الخنـدق وشهد
المشاهد بعدها تولى في عهد أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ثم
انتهى به الأمر على ولاية الكوفة إبان خلافة معاويـــة رضي الله عنه حيث توفي هناك.
<>><><<>
= رمضان في العام : الخامس والسبعون الهجري:
قام الملك عبدالملك بن مروان بتولية الحجاج بن يوسف الثقفي على الكوفة وبعد أن عزله عن نيابة المدينة النبوية ، فدخلها باثني عشر راكباً وقـد كان حكمه مليئا بالدماء المراقة من شعبه.. وتوفي بعدها
في رمضان .
.
وهكذا يربينا الصيام على كمال الامتثال والتسليم وعلى كمال العبودية لله أمره ربه أن يأكل في وقت فامتثل وأن يصوم في وقت فامتثل والقضية ليست مجرد أذواق وأمزجة ولا مجرد شهوات، إنما هي طاعة لله جل وعلا وتنفيذ لأوامره جل وعلا وهذا كمال العبودية لله تعالى..
فلنحقق صيامنا معشر المسلمين ولنجعله إيماناً واحتساباً لله جل وعلا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ).
قم في الدجى واتل الكتاب ** ولا تنم إلا كنومة حائر ولهان
فلربما تأتى المنية بغتة ** فتساق من فرش إلى أكفان
يا حبذا عينان في غسق الدجى ** من خشية الرحمن باكيتان
فالله ينزل كُلَ آخر ليلة ** لسمائه الدنيا بلا نكران
فيقولُ هل من سائلٍ فأجيبَه ** فأنا القريبُ أجيبُ منْ ناداني
( اللهم إني صائم ).. كلمةٌ تحمل في طياتها معاني كظم الغيظ كلمة ترفع عن الجاهلين وتنبئ بمقابلة السيئة بالحسنة فلا سباب ولا مهاترات، ولا غش ولا خاصم، قال جابر رضي الله عنه فيقول: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع عنك أذى الجار وليكن عليك وقارٌ وسكينةٌ ولا يكنْ يومُ صومِك ويومُ فطرِك سواءً، وكان السلف يكثرون في رمضان الجلوسَ في المساجد على القرآن والاعتكاف والطاعة يقولون نحفظ صيامنا ولا نجرحه.
ورمضان مدرسة الجود فقد كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان كان أجود من الريح بالخير المرسلة .
ان المسلم الحق أحبتي : لابد أن يهيئ أبناءَه ويُعدهم ويدربهم لإيجاب الشرائع والعبادات قبل أن تفرض عليهم، فإن الشيء إذا جاء مباشرةً استثقلته النفس ولكنها إذا دربت عليه أو على شيء منه مع بعض المرغبات والمحفزات استقبلته وسهل عليها فيربون على ذلك قبل البلوغ فإذا جاء البلوغ اعتادوا على هذا وفي ذلك تعويد لهم على الشرائع الربانية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق النشر محفوظة .. د. سيد غيث
للشاعر/ة/ الاديب للنشر
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق