قصيدة " * شَهْرُ الغُفْرَان * "
* شَهْرُ الغُفْرَان *
هَلَّ الهِلَالُ بِنُورٍ آسِرِ المُقَلِ
فَاغْرَورَقَتْ أعْيُنِي شَوْقًا عَلَى عَجَلِ
فَسبَّحَ القَلْبُ لِلرَحْمنِ مُبْتَهِلًا
وَاسْتَغْفَرَ اللهَ مِنْ جدٍّ وَمِنْ هَزَلِ
قَدْ جَاءَنَا رَمَضَانُ اليُمنِ مُحْتَسِبًا
فَاقْنُتْ لِرَبِّكَ فِي صُبحٍ وَفِي أُصُلِ
وَصَلِّ نَافِلَةً فِي اللَّيْلِ مُعْتَكِفًا
وَصُمْ عَفَافًا تَقِي نَفْسًا مِنَ العِلَلِ
وَاحْفَظْ لِسَانكَ مِنْ لَغْوٍ وَمُوبِقَةٍ
وَأَدِّبِ النَّفْسَ فِي قَوْلٍ بِلا حِيَلِ
فَأَوَّلُ الشَّهْرِ قَدْ أَضْحَى بِمَرْحَمَةٍ
بِئْسَ امْرَأً مَنْ تَغَاضَى عَن حَصَى الزَّلَلِ
وَأَوْسَطُ الشَّهْرِ قَدْ أَهْدَاكَ مَغْفِرَةً
قَدْ يَظْفَرُ المَرْءُ غُفْرَانًا مِنَ الضَلَلِ
وَآخِرُ الشَّهرِ عِتْقٌ مِنْ صَلَى سَقَرٍ
لِكُلِّ عَاصٍ وَقَدْ أَجَّتْ بِمُمْتَثِلِ
وَلَيْلَةُ القَدْرِ كَانَتْ فِيْهِ ذَا قَدَرٍ
فِيْهَا تَنَزَّلَ أَمْرُ اللهِ فِي رَسَلِ
فَاقْرَأْ كِتَابًا أَتَى فِي لَيْلَةٍ حُسِبَتْ
بِأَلْفِ شَهْرٍ مِنَ الأَيَّامِ فِي العَمَلِ
وَابْسِطْ رَجَاءَكَ لِلْمَوْلَى وَكُنْ ضَرِعًا
وَصَلِّ حَتَّى بُزُوْغِ الفَجْرِ فِي الخَضَلِ
هذي فَضَائِلُ شَهْرٍ زَادُهُ كَرَمٌ
تَصَدَّقُوا فِيْهِ خَيْرًا غَيْر مُنْفَصِلِ
قَدْ تُوِّجَتْ فِيْهِ بَدْرٌ عِزَّةً عَظُمَتْ
وَفَتْحُ مَكَّةَ مَجْدٌ كَانَ فِي المَثَلِ
فَالنَّصْرُ قَدْ قرَّ في أيَّامِهِ شَرَفًا
وَالمُسْلِمُونَ صِيَامٌ سَاعةَ الوَجَلِ
خِتَامُهُ عِيْدُ فِطْرٍ فَازَ صَائِمُهُ
قدْ خَابَ مُفْطِرُهُ فِي الأجْرِ والسُّبُلِ
أسْعِدْ بِيَوْمٍ أَتَى فِي العَامِ مُبْتَهِجًا
بِمَوْكِبٍ صَاخِبٍ لِلنَّاسِ فِي جَذَلِ
فَاقْبَلْ إلهِي صِيَامِي واجْزِنَا بَرَحًا
وَهَبْ لَنَا مِنْكَ عَفْوًا وَارِفَ الأَمَلِ
*******
محمد سعيد أبو مديغم
فلسطين
بحر البسيط
للشاعر/ة/ #محمد أبو مديم
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق