الخميس، 14 فبراير 2019

هذا الموت /الشاعر مصطفى الحاج حسين

*هذا الموتُ !!! ...*

                 شعر : مصطفى الحاج حسين .

هذا المـوتُ !!!

يحاولُ أن  يَنفَذَ إليَّ

وأنا مُحَصَّنٌ بخيوطِ العنكَبُوتِ

ومخبأ خلفَ أوجاعي

فلا تصِلُ لعندي  نسمة ٌ 

إلَّا بعدَ أن  يُفَتِّشَـها  الاختناق ُ

هذا الموتُ !!!

يَتَطَلَّعُ نَحوي من النَّافذةِ

وزجاجُ نافذتي مُهَشَّمُ المُقَاوَمَةِ

يسمحُ لكُلِّ اللصوصِ

بالتسلُّلِ إلى نبضي

هذا الموتُ !!!

مَفتُونٍ بِروحي

يبعثُ لي رسائلَ حنينٍ

ويغريني بالكفنِ الأبيضِ

النَّظيفِ

وبالهدوءِ التَّامِ

بعيداً عن سماجةِ الغُربةِ

وأخبارِ الوطنِ المسروقِ

والمُفَرَّغِ  من مواطنيهِ

هذا الموت !!!

يُوَشْوِشُ احتراقي

ويرسِمُ لقلبي دروبَ النَّدى

وآفـاقَ الصَّهيلِ

يَنثُرُ على شَغَفي

همساتِ الوردِ

ويرفَعُ على جُسُورِ لُغَتي

 راياتِ   الهديلِ

هذا الموتُ !!!

سَيُرجِعُ ما تساقَطَ 

من تُربةِ أمواجي

ويُزَوِّدُ قصائدي بملحِ المعنى

فتكونُ الكلماتُ

وسائدَ عِشْقٍ للضُحى

 مُطَرَّزَة ً  بقمحِ الأمنياتِ

هذا الموتُ !!!

سيفتحُ لي أبوابَـهُ

ويمنحني حقَّ اللجوءِ

الدَّائمِ

دُونَ اتجارٍ بدمعتي

دُونَ إذلالٍ لهويَّتي

دُونَ احتقارٍ لعروبتي *

                           مصطفى الحاج حسين .
                                      إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...