واليكم نص القصيدة
قصيدة " خمارٌ مزخرفٌ في حظرٍ لاقسريٍّ "
خمارٌ مزخرفٌ في حظرٍ لاقسريٍّ
(سرد تعبيري)
تصرخُ بي الحواس قائلةً: أنا لستُ وحيدةً. هكذا يُصدم كلُّ ما ومن حولي بفرحي المقيمِ بينَ خلايايَ،فرحٌ يراقِصُني يغمرُني بلذَّةِ الاكتفاءِ،بنشوةِ التَّصالُحِ معَ الرّوحِ والجسدِ معًا بدونِ نزاعاتٍ وأضغانٍ، الحظرُ اللّاقسريُّ أصبحَ مصدرَ جدالٍ حتّى للنّملِ الزّاحفِ من نافذتي المقتربِ منّي بلا وجلٍ، لمحتُه خلسةً يعدُّ دقاتِ قلبي كأنَّهُ يحلمُ بِها وليمةً تكفيهِ مشقَّةَ تعبِ المواسمِ ،فدقاتُه تعزفُ سيمفونيَّةَ الاكتفاءِ والرِّضى. اختمرتْ وحدتي بخمارِها الوجدانيِّ المزخرفِ لو أدركَ الباعةُ قيمةَ سحرِهِ لصنعوا منهُ بالأطنانِ. ها هي وقدِ اتَّخذتْ من أحدِ الجدرانِ صدرًا تركنُ إليهِ ليلامسَ خدّي ببرودتِهِ حينَ مللٍ،أما ذاكَ الجدارُ المنحني فقد ملأتُه بهواجِسي ورغباتي، اتخذتْهُ وحدَتي عصًا تهشُّ به ذُباباتِ أفكاري الزّانَّةِ في أذنيَّ كي أنصاعَ في تراخٍ لاتِّكاءٍ مستسلمٍ ، ذاك الجدار كم حماني من حدبةِ أو انحناءةِ تقوُّسٍ! المعجزةُ هي كيف أنَّهُ ظلَّ بشغفِ عاشقٍ يداري انهياري وكيفَ اختارَ الصُّمودَ بغلواءَ وكبرياءَ عزَّةِ نفسٍ وهو ممسِكٌ بسقفٍ متهدِّلٍ تحوَّلَ دهانُهُ إلى غيومٍ تحرِّكُها أنفاسي، أمتِّعُ بها نظري كلَّما اشتقْتُ إلى رحلةٍ خارجَ الحظرِ، أمّا الغطاءُ الأزرقُ فما أروعَهُ من بحرٍ يملأُ مدى سريري، أنا الآنَ انتعشُ بمياهِهِ وأغوصُ في الأعماقِ.
سامية خليفة/لبنان
للشاعر/ة/ سامية خليفة
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق