( بينَ الجِنان نَخطُرُ )
في الغابَةِ العَذراء قَد شاقَها المَنظَرُ
قالَت ألا تَرغَبُ في نُزهَةٍ فالغابَةُ تُزهِرُ
نَسيرُ في عُمقِها ... ولِلصِعابِ نَقهَرُ
أجَبتها ... لكِنٌَكِ يا حُلوَتي مَن مِثلكِ لا يَقدِرُ
دُروبها وَعرَةُُ تَحُفٌُها المَخاطِرُ
فاستَهجَنَت إجابَتي وتَمتَمَت ... الحُرٌَةُ لا تُقهَرُ
وأوغَلَت في سَيرِها كَأنٌَها ( مَهرَةُُ ) تَستَنفِرُ
وتُنشِدُ ... لا يَرتَقي أبَداً الخائِفُ الحَذِرُ
تَبِعتُها مُسرِعاً ... تَمَهٌَلي يا غادَتي ... فالوحوشُ تَغدُرُ
صَرَخَت بِحِدٌَةٍ ... بَل يَغدُرُ البَشَرُ
جَسَدُُ رَشيق ... نَضارَةُُ تُذهِلُ
يَلتَوي خَصرَها ويَميل ... ومُهجَتي من مَيلِهِ أميَلُ
مَمشوقَةُُ في قَدٌِها ... وصوتها تَغريدةً تَشدو بِها البَلابِلُ
وشَعرها ذَهَباً خالِصاً ... يا لَها الجَدائِلُ
عَسَلُُ في المُقلَتَين ... والرِضاب ... تُسقى بِهِ الخَمائِلُ
يا لَلجَمال تَسمو بِهِ روحَها ... وبِالمَديحِ مُطلَقاً لا تَحفَلُ
فَقُلتُ في خاطِري ... مَن مِثلِيَ لا يَجهَلُ
أدرَكَتِ الغادَةُ ... أنٌَني لِخاطِري أُحاوِرُ
إن تَكُن تَرغَبُ في الزَواج ... وأنٌَني صَراحَةً لا أسألُ
تَبَسٌَمَت ... وتَمتَمَت ... هكَذا يَفعَلُ الفارِسُ الرَجُلُ
فالحَياء ... شَهامَةً ما بِها وَجَلُ
واستَرسَلَت الغادَةُ لِخاطِري تُحَلٌِلُ
تُفَكٌِرُ بي زَوجَةً ... ومِنَ الصَراحَةِ تَستَحي وتَخجَلُ
قُلتُ في خاطِري ... يا وَيحَها قَد أدرَكَت ما يُجهَلُ
أجَبتَها ... وما هوَ رَأيكِ يا (مَهرَةً ) من نَسلِها الأصائِلُ
فَأطرَقَت والبَسمَةُ في ثَغرِها عنِ الرِضا تُدَلٌِلُ
وأسبَلَت لي جَفنها ... أي أنٌَها بالزَواجِ تَقبَلُ
خاطَبتَها مُداعِباً ... في الغابَةِ لا يوجَدُ من لِلزواج يُسَجٌِلُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق