السبت، 9 فبراير 2019

مصر وحقائق غائبة /الكاتب والمفكر السياسي محمد رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي محمد رسول الله
....................................................
مصر ؛ وحقائق غائبة!
..............................
مع مساحة الكرة الأرضية ؛ وإتساعها لتسع ضعاف ما تحمل من خلق الله بشرا وحيوانات وطيور وزواحف وغيرها ؛ إلاأنها في حالاتها العارضة ؛ تضيق بمن فيها ومن عليها ؛ وهكذا يرغب أو يري قاطنوها ؛ فهي مجرد رغبات تساندها مزعومات ؛ بشرية لا تحمل من الحق والحقيقة سوي جانب الوهم والطمع وكثير من الغرور والإستكبار ؛ ولو من المخلوق علي نفسه ؛ وأحيانا يتطاول المخلوق علي خالقه ؛ فيتجاوز المعقولات والمفاهيم وصواب الحق والحقيقة ؛......
إنها رغبات ؛ يصعب وصمها بالسلبية أو الطمع ؛ إنما هي في جانب كبيرمنها ؛إنما هي الإحتوائية العمياء ؛ والتي لا تري سوي ذاتها بكل الغرور والأنانية في مرآة ذات توجه وحيد ؛ لا تري فيه ولاتوضح سوي تضخمات الذاتية غرورا وتكبرا ؛ وإنسحاق في النرجسية بكل سلبياتها ؛ مفتقدة أي نزع الي الإنسانية الصحيحة وما تزخر به من إيجابيات تتسع لكل خلق الله تنوعا وعددا وميولا وتوجهات ؛....
كذا نعيش في عالم منغلق علي ذاته ؛ في شبحيةالقصور الفكري والأخلاق والتي جاء ليدعو لها خير خلق الله ؛ والتي هي في عموم ومطلق مسماها " مكارم  الأخلاق "...............
وما نقول به ليس مجرد دعوة إسلامية وفق مفهوم ضيق ؛ لا رحابة ولا إتساع فيه لسواه ؛ وتلك كذبة بشريةكبري ؛ يقودها من يملكون عناصر القوة دون مقوماتها الأخلاقية وصحيح مفهومها الإنساني ؛.................
والصراع والتصارع والإنسياق في تيارتها ؛ هو أمرمدفوع الأجر ؛ ماديا وأخلاقيا ؛ دون اعتبار لفكرةالعقيدة والإعتقاد سماويا كان أو انسانيا ؛ فهو أمر مجرد من كل قيمةعدي المادية والحسية منها ليس إلا ؛....
فيذهب البشرإلي البحث عن مأوي أوملاذ هم في غيرصحيح الإحتياج إليه ؛ عبرإتساعات الفضاء وربما إختراقا لسموات يضيق علمه عن إحتواء مجرد فهم أووعي أو ادراك ؛ أو جميعها لها ؛......
فالقاعدةالعامة أخلاقيا وعقيديا وإنسانيا تذهب إلي قول صادق وصحيح يقول إن "في الأرض أو علي الأرض متسع للجميع " ؛ ولكن ؛ ومع فهم "لكن" معني وحرفا وأداة لغوية ؛ تنفرج الرغبات الغيرمفهومةولا واضحة للعقل البشري ؛ والذي هو ضيق بقدر الزعم بإتساعه ؛ ليعي ويدرك طبائع الأشياء ومقوماتها وطاقتها الإحتوائية سلبا وإيجابا ؛...........
وفي حالةماثلة ؛ فمصرالدولة والشعب تعيش علي مساحة لا تجاوز 4% من جملةمساحتها ؛ وهي المساحةالتي بالكاد تحتضن نهر النيل ؛ ليس إلا ؛ وما قد يزيد من بعد فهوهول لا يتسع ليحوي متطلبات الحياةالمعتادة ؛ ولكنها محاولات عساها ان تجد منفرجا يضمها للأحضان المتحددة لنهر النيل ؛..........
وتبقي فكرة العلم أو تحديدا "التقنيةالعلمية " كأمل أو رجاء ؛ يمنح أملا في أن تتسع الرقعةحول النيل لتمتد مقومات الحياة من عند ضفتي النيل ؛ لتشمل ما يأمل أو يرجوالإنسان أن تتسع اليه ؛........
ولا ينكر أحد أن مساعي الإعمارتعمل عملها لتتسع رقعة الإحتواء التي يحتضنها النيل ؛ ولو بتوجهات علمية أوتقنية تعطي مجالات حياتية أخري ؛ وهو ما يبدو في أمورانشاء المدن الجديدةعلي الحواف القريبة بشكل ما من ضفتي النيل ؛ ...........
من ناحيةأخري ؛ فيبدو أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يري وجهةأخري إضافية لما عليه مصر ؛ فهويراها بإتساع الكون ؛ وبإتساع يجعل من مطلاتها البحرية – تحديدا علي البحر الأحمر- ما يستحق الجهد والمحاولة ؛ وهي رؤية
إيجابية ؛ تحمل أمالا كبارا ؛ تتسع بالرقعة الحياتية لمصر إلي ما يكافئ تمددها السكاني البحري والذي جاء بها من تعداد أربعة ملايين نسمةإلي ما يجاوز مرحليا المائة مليون نسمة ؛ وهو أمر له حساباته التفاعلية في تقديروتقويم حسابات القوة المادية والحياتية لدولةبحجم مصر في قاعدتها الجغرافية والمسماةبالشرق الأوسط ؛مع إعتبار إطلالاتها علي كل الغرب الآسيوي والجنوب الأوروبي ؛ مع إعتبار
العمق القاري الإفريقي ؛.............
إننا هنا نعتبرالقيمة الفعلية والتفاعلية  للرؤي والتوجهات والوعي الإعتباري لمصر من خلال وجهة النظر التي يعتبرها عبد الفتاح السيسي ؛ وهي رؤيةلها جانبها الدفاعي ؛ ولا أود أن أقول "العسكري" في محيط عربي وشرق أوسطي تستغله اسرائيل بمعاونةأمريكية ؛ ليس لمجرد أن تكبر وأن تنمو إسرائيل ؛ ولكن بإعتبارأن إسرائيل هي المطل بل وأكثر الممرات الآمنةبالنسبة للولايات المتحدةوصولا إلي مصر في حال فشل كافةالمحاولات الأمريكية الأخري لتصل إلي مصر علي سند من فكرةالماسونية "البنائية " والتي نشأت في مصر زمن وجود بني إسرائيل من عند النبي يوسف ثم تهودهم علي يد النبي موسي ؛ وإلي رحيلهم عن مصر معه ؛...
.................
لقد أشرنا أو ذكرنا بعض أهم الإعتبارات التاريخية المدعي بها أمريكيا وإسرائيليا – رغم تناقضهما الخفي-حول وعن مصر ؛ والتي من خلالها يمكن الوعي والفهم والإدراك لتوجهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ؛......
.............................
نلتقي بفضل الله ؛ في حديث تال ؛..........
..........................
الكاتب والمفكر السياسي
محمد رمضان
....................
الإسكندرية في 9 فبراير 2019
........................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...