الأربعاء، 27 فبراير 2019

الرحيل /بقلم مجدي متولي ابراهيم

الرحيل

عشرون عاماً هى عمر فراقنا, منذ أن لامست يدك يدى بسلام أخير , ضاعت ملامحك من عيونى, وتغيرت ملامحى ألف مرة , وفى كل مرة أتذكرك بشكل جديد يتواءم مع شكلى المرسوم على لوحة الوجه العنيد .. صغيرة كنت , وكان وجهى فى بحور البراءة زورقاً للمعانى الطيبة.. هاربة من زمن الفقر والضآله , والخوف المحجل بالاضطراب يلف خطواتى ..عاماً من تعارفنا , زارنى الخجل , وأنت تمد يدك بأول رسالة تحمل المستحيل فى كلمات ساذجة لكنها صادقة , وكان العمر مضى منه عشرة من الأعوام المبسوطه فى احتدام  مشاعرى , كانت كلماتك المتعثرة رقيقة مثل همس العيون , ومضت بعد تلك الرسالة خمسة من السنوات , وجئتنى كصبي متسع الصدر والأحلام.. تحمل الموانىء فى أزرار المعطف , وتلوكَ المعانى بألف كلمة مستعربة , وقفت مستغربة.. نصف كلامك كان مسجوناً فى لغة لا تعرفنى , نظرت اليك فى استكانة , فقد سرقئنا الفراق وأنت تمر كل لحظةٍ على نافذة افكارى , لم تفارقن صورتك , وأنت ترفع خصلات من فوق جبينى لتعرف من عيونى كم من ساعات الليل سرقت وأنا فى مضجعى أحصى النجمات اللامعه.. يوم رحلت ومعك حكايتنا الرائعه , ووعتنى أن تمر  على قلبى كل مساء , وأن تأتينى بأحلى الأشياء , وتمر كل الأعوام ونحن معاً نرتجل اللحظة الهادئة والهانئة.. ضعت منى فى لحظات , وضاعت منى كل السنوات فى انتظار أن تمر ولوظلاً.. 
عشرون عاماً قد مضت , لم أنس فيها لحظة أن فارقت الديار ببسمة جامدة تخنق الشوق فى العيون , وقلت بعد عام نلتقى .. أو بعد عشرة أن لم يكن لى اختيار , ونسيت فى زحمة الأمانى أن تعطينى تذكاراً..
عشرون عاماً قد مضت بكل ملامحك القديمة .. حتى تغيرت ملامحى .. حتى و لو صادفتنى ألف مرة .. فلن تذكرنى فلم يبق منك الا مشاعر..                                            
التى زينتها بالطفولة المطوية الرغبات!!      

مجدى متولى إبراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...