قصيدة " المــوت "
Magdy Metwally
قصة قصيرة
المــوت
طفلة صغيرة حملتها أمها ونزلت بها ضمن النازلين إلى المخبأ. كان ذلك في لحظة. علا بعدها صوت انفجار..
ــ بارود. مدافع. دانات.
ــ كام اللي مات ؟ هكذا تمتم المُسِن المتهالك على أرض المخبأ وهو يرنو بعينيه المتعبتين إلى الأرض.
فلم يرد أحد, وهو أيضا لم يكن ينتظر. ارتفعت عيناه في وهن تطوفان بسقف المخبأ. ثم حرك يديه فجأة في الهواء بعصبيه, كأنما تواتيه ذكرى ما.. عاد يتأمل وجوه المختبئين حوله.. تحركت عضلة الفك. تشنجت فبدا كالضاحك نظرت إليه الطفلة الصغيرة. حسبت أنه يضاحكها فضحكت. فانفرجت أسارير المختبئين للبشرى. وربت العجوز بيده الخشنة على خد الطفلة الرقيق الذي تلطخه عوادم الانفجارات, وفي ألم سأل نفسه:
ــ ترى هل تنجو هذه الصغيرة ؟
علا صوت القصف وأزيز الطائرات, ارتجف جسده الضعيف.. ايقاع الزمن على النفس يقسو ويقسو. انتفض واقفاً. وعيون القوم تتابعه في دهشة وقلق. صوت امرأة تقول:
ــ مسكين ذلك الرجل!!!
ران الصمت, تعلقت الأيادي فوق الصدور, يزداد الصمت, العجوز يشعر باختناق.
يتجه بعينيه إلى شق في جدار يأتي ببصيص من هواء ونور.. فجأة ينطلق صوت المذياع:
ــ الهدنة ساعة.. الهدنة ساعة. يجر رجليه. يكلم من حوله:
ــ بينا نطلع الجثث.. لجل نصلي على الضحايا.
اتجمعت كل الأيادي. تزيح الأتربة, الواح خشب. ملاءة سرير بدت بلون الدم.
قال:
ــ ضعوهم هنا والأطراف لوحدها؟
آخرون بدأوا العمل. الجثث لفوق, صارت" كهرم".. نظروا بجوارهم.. رآوا بجوار جدار سبق وأن هدمته دانه.. يستند برأسه بينما جسده مدد على الأرض, وصوت امرأه تقول:
ــ أنها رأته يدق بقدميه الأرض ويصيح على شيء ما وهو ينظر إلى السماء, وأنها رأته يرقص في وهن. قالت ذلك وانفجرت في البكاء وهي تنظر إلى جسده المسجى, وكان هو يشير بأصبعه نحو الطفلة وابتسامته تملأ وجهه.. والطفلة هناك مازالت ناظرة إليه ومبتسمة أن يرد لها ابتسامتها ويداعبها.
بقلم الأديب/ مجدى متولى إبراهيم
للشاعر/ة/ Magdy Metwally
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق