قصيدة " رؤي فلسفية في التنمية البشرية "
رؤي فلسفية في التنمية البشرية
لأيمن غنيم
اللقاءالرابع والثلاثون( تولد الآمال من رحم الشدائد)
تلك الكلمات .تلك الهمسات .تلك التعويذات . تلك الهمهمات هي ترجمات . هي إبتهالات . وهي وجيعات .
لأنها تحمل عمق الذكريات، وعمق التأوهات، والترددات .تلك التي نحملها غصة وتلك التي نسميها ثورات عارمات .تلك المعاني الخاويات من روح المحبة وخالية من الأمنيات .خاويات. من حنين القرب فتحمل نفورا .أو ضيقا أو ألما أو اضطرابات، وقلقلات .
تلك التي تغوص في بحور عميقات،، لتنتوي الشقاق وتحمل الكراهيات، وتمحو من داخلنا فحوى الأمل لأنها يائسات .
دون وعي تسرقنا من الإبتسامات وتدخلنا في نيران الوجيعات .
أتدرون ماهي هي كل معاني التشاؤم في غد أحمق أو حاضر أبله أو ماضي سحيق . يفرضه كل منا على مخيلته بل ويتعايشها ضمن سلوكيات، غير محموده بين البشر فيحتال على ظروفه ويتقوقع في وهم الفشل والإحباط . ويوقف في ذاته بصيص الأمل .
وتجتاح ربوع حياته أنظمة معوجة تعوق المسيرات،
وتحوي التقلبات والهتافات، التي تؤجج نيران الغضب وتحمل معاني الشرورات، لكنها ليست قطعا من المحرمات، لأنها تؤكد واقعا غير مجدي إلا أنها زميمات، فاترك الإحباط ولتشرق شمس الأمل والتفاؤل بكل ماهو آت . تزهر الدنيا ويدق الخير ابوابنا . لكن فقط كن مع الله.
كن علي يقين بأن مجريات الأمور التي تحدث من حولك . لا تأتي مصادفة أو بغتة في حياتك . وكذلك مواقيتها التي وإن كنا نزعم بأنها جاءت خطأ مع حراك وحساباتنا البشرية . ونعهد من خلالها ما إذا كانت صائبة حينها أو أنها جاءت بعد فوات الآوان . كل هذه تكهنات توهن عقيدتنا وحسن توقعنا وتدعم الشطط والتيه أو الشرود عن واقعيات حسن الظن بالله . أتدرون أن هناك أحداث قدرية مهداه من الله في وقتها وحينها لتجبر كسرنا . وتطبب وجيعنا وتهدي من روعاتنا وتشحذ فينا الهمم وتداوي آهاتنا وتشد من أزرنا . وليس ذكاء منا أو حنكة أو خبرة كم يظن البعض إنما هي رحمة من الله بقدراتنا التي كادت أن تنهار . وهداية لإستقامتنا في وقت يمكن أن نكون قد اقتربنا من الإعوجاج . وكأن الله يعطيك الحل في وقت توشك فيه علي الإنهيار إلي الحد الذي تشعر فيه بالإنبهار من عظمة الخالق .
وكيف أنه يطوقك بحزام التقوي ويحميك حتي من نائبة القدر بقدر أجمل وأرحم . وساعتها ندرك كم كنا أغبياء من إستهجان ظروفنا العبثية . ومن الإمتعاض عن مافاتنا من فرص ذهبية وظروف ماسية . ونتدارك بأن فواتها كان من أكبر النعم .
والشدة كانت لتهذبنا وتصقل معادننا وترسم لنا حلو الحياة . لاننا أدركنا قسوتها . ونتعايش نعيمها لأننا ذقنا مرارتها . ولنعلم أن الله لم يكن ليبتلينا إلا ليطهرنا .
ولم يقسو علينا إلا ليقربنا . وما أدراك من القرب من الله ورحب إيمانه وعظمة دينه . تلك هي المعادلة الأصوب في إيقاع الحياة ومحيطها ومعتركها معنا نحن البشر .
فاذكر بأن ميلادك الحقيقي يوم أن تدرك حقيقة إيمانك وتتعايش روحانيات دينك وتصل بأن كل ما لديك ليس من صنع صدفة محضة أو حظ موقوت إنما هي أقدار تلو أقدار الأولي لتنهض بعزائمنا والثانية تأتي تباعا لاستيعاب وجيعنا وتكملة مشوارنا نحو الأصوب .
فلا تبتأس مهما قست الحياة فالأمل يولد بين رحايا القدر وآلامه
رؤية وقلم أيمن غنيم
للشاعر/ة/ الكاتب والاديب ايمن غنيم
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق