قصيدة " لِأَحَنِّ الٱباء "
بمناسبة اليوم العالمى للأب .. لم أجد كلماتٍ تناسب مقام والدى الشامخ السامق إلا بعضاً من خطبة الرثاء النثرية فى ذكرى الأربعين لانتقال والدى الراحل الكريم الذى انتقل إلى رحاب الله الرحيم وإلى جوار ربه الكريم فى ١٩ / ١٠ / ٢٠٠٠ م
أنقل بعضاً منها : -... [ الجزء الأول ]
﴿﴿ الحمد لله . الحمد لله الذى لا يُحمَدُ على مكروهٍ سواه . وأصلى وأسلم على خير خلق الله . وخاتمِ رسلِ الله . نبىِّ اللهِ ومصطفاه . الذى أرسلهُ ربُّهُ مبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله . وسراجاً منيراً من قِبَلِ الله . وأشهد ألا إلهَ الله . الذى خلق الموتَ والحياة . " تباركَ الذى بيدهِ المُلْكُ . وهو على كلِّ شيئٍ قدير . الذى خلق الموتَ والحياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أيُّكُم أحسنُ عملا . وهو العزيزُالغفور " صدق الله العظيم ...
أُخْوَتِى فى الله . السلام عليكم ورحمة الله .
إسمحوا لى أن أقفَ بينكم وقفةً من أصعبِ المواقفِ على نفسى . وأهولِها على قلبى . وأشدِّها على فؤادى . وأثقلِها على كِيَانى .
وقفةً يلتاعُ فيها القلب . ويحزنُ فيها الفؤاد . ويعجزُ عن وصفها البيان ..
ولكن ماحيلتى .. فمن حقِّ الوفاءِ علىَّ أن أقفها .. مهما كانت فداحتها . ومهما بلغت شدَّتُها وقسوتُها ..
ولِهَولِ الموقفِ . وفداحةِ الخطبْ . ومكانةِ الراحلِ العظيمِ من القلب .
أجدُ نفسى عاجزاً كلَّ العجزْ . متضائلاً جُلَّ التضاؤلْ . لاسيما وأنهُ كان يمثلُ لى . كلَّ شيئٍ من الفضائلِ والسجايا . ومن المٱثرِ والمَكْرُمات ..
فكيف لى بالكلماتِ التى تُوَفِّيهِ حقَّهْ . وقد كان فارساً من فرسانِ الفصاحةِ والخطابةِ والبلاغة ؟
وأَنَّى لى بالبيان الذى يُجْلِى للناسِ مٱثِرَهْ . التى هى أجَلُّ من أن تُوصَف . . وقد كانت حياتُهُ نبراساً يُحْتَذَىْ به . وسجلاً حافلاً من المٱثِرِ . وحسنِ المناقبِ . وعظيمِ الخصالْ . يعلمُها القاصىْ والدانْ .
أبى الراحل العظيم . ومُرشِدِى الفاضل الكريم ... معذرةّ . وأىَّ معذرة . أننى لن أستطيع أن أوفِّيكَ قدركَ العظيم . ومقامَك الشامخ . ومنزلتَك السامقةَ السامية .
فقد كنت مضربَ الأمثالِ للصلاحِ والتقوى . والعملِ الذى يبقى . والتزود بسلاحِ الإيمانِ الأقوى .
فَمَنَّ اللهُ عليكَ بفضلهِ وإحسانِهْ . وبِرِّهِ ورضوانِهْ .فَنِلتَ الرُّتَبِ الأعلى . وجنَّةَ المأوى .
معذرةً وأىَّ معذرة .فقد ...
★كُنتَ شمسى وأنا الأرضُ التى .....
تحومُ حولَ الشمسِ فى استدراكْ
★ كُنتَ بَدْرِىْ وأنا الضالُّ الذى ......
يسيرُ مهتدياً بنورِ ضياكْ
★ كُنْتَ الشفاءَ أنا العليلُ المُلتَوى ....
كُنتَ العطاءَ أنا اليتيمُ الباكْ
أبى . وا أبتاه . لستُ أدرى . حتى اليوم . من الذى فينا مات . ؟
هل أنتَ الذى مِتّ . ؟ أم أنا الذى فى الحقيقةِ مِتّ ؟ .
إن كانَ أحدٌ فينا ماتْ . فأنا الذى
يا أبتِ مِتّ ...
معلومٌ أنَّ البعضَ يموتُ بموتِ الكلّ .
معلومٌ أيضاً أنّ الجسمَ يعيشُ إن فُقِدَ العضو ..
لكنْ هل يحيا العضوُ إن مات الجسم ؟
كلاَّ واللهِ . فإن كان أحدٌ فينا ماتْ . فأنا الذى يا أبتِ مِتّ ..
معلومٌ أنَّ الأصلَ يعيشُ إن مات الفرع ..
معلومٌ أيضاً أنَّ الكلَّ يعيشُ إنْ فُقِدَ الجزءْ ..
لكن هل يحيا الفرعُ بدونِ الأصلْ ؟
أيعيشُ الجزءُ بدونِ الكلّ ؟
كلاَّ واللهِ . فإن كان أحدٌ فينا مات فأنا الذى يا أبتِ مِتّ ..
معلومٌ أنَّ الجِذعَ يموتُ إن مات الجذر ..
معلومٌ أيضاً أن الفرعَ يموتُ إن مات الجِذعْ .
لكن هل يحيا الجِذعُ إن مات الجذر ؟
أيعيشُ الغُصنُ بدونِ الجِذعْ ؟
كلا واللهِ فإن كان أحدٌ فينا مات . فأنا الذى يا أبتِ مِتّ .
★ لا أدرى مَصرَعَ والدى أمْ مَصْرَعِىْ
.....
هو لايَعِىْ وأنا كذلك لا أَعِىْ
★ لو أنصفوا سكبوا علىَّ دموعَهُمْ
.....
ونُعِيتُ لو عَدَلَ النُّعاةُ كما نُعِىْ
★ أنا مِتُّ فيهِ ولم أزلْ مُتَوَجِّعاً
.....
هو ماتَ لكنْ ليس بالمُتَوَجِّعِ
.. فأنت حىٌّ فينا بسجاياك .
باقٍ فينا بمٱثرِكْ . خالدٌ فينا بعطاياكْ . ...
فإلى الملتقى فى جنةِ الخُلدْ . إن شاء الله . يا أحنَّ الناسِ علىّ .
ويا أرفقَ الناسِ بِىْ ...
[ الجزء الأول من كلمات الرثاء .. لِأَحَنِّ الٱباء ]
بقلم .. الشاعر /
علاء عبد العزيز أبو مسلم
// جمهورية مصر العربية //
للشاعر/ة/ علاءعبدالعزيز أبومسلم
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق