الف مبروك الشاعر / ة جاسم محمد محمود
لأمي اطال الله عمرها ولكل ام لم تجد ردا لجميل صنيعها او حرمت من ولد يبر بها ٠٠
( أمي )
مرت كلمحِ البرقِ في سنواتي
وانا اشُبُّ وتزدهي قسماتي
ورضابُ شمعتها يسيلُ فانتشي
ودموعُ فرحتِها روَينَ شتاتي
وسباقُ طولِ العمرِ فيها قد مضى
كي ما تكونَ عيونُها مِشكاتي
أبقى على الايامِ ارقبُ خطوها
حتى تسمَّرتِ الثرى جمَراتِ
وبدا الذبولُ وما ارى من دمعِها
إلا وشقَّقَ سيلُه الوجناتِ
وبَدَت تجاعيدُ الزمانِ وَوَسْمُها
تشتاقُ اغنيةَ الرحيلِ الآتي
وأنا أنا والمدمعانِ تجمّدا
والأصغرانِ استنطقا آهاتي
وبدت حروفي في سواكِ خطيئةً
وخُطى اليراعِ كثيرةُ العثراتِ
ابصرتُ فيها من ربيعِ فصولِها
ما كان يبهجُ من بديعِ صفاتِ
حتى مضى سربُ الحمامِ وشَدْوُهُ
واتى الخريفُ بغزوةِ الغزواتِ
فأرى سنيني في عذابِ سنينها
وأرى جميلَ الذكرِ يسكن ذاتِي
وأرى موازين المحبة أخطأت
فتطايرت في لحظةٍ كفاتِ
لا عمرَ يعدلُ لحظة من عمرها
أو بسمةً وتملّكت همساتي
لا اطبقَ الجفنُ المسهَّدُ ليلةً
ان لم تُكَحلْ طيفَها دعواتي
------
د٠جاسم الطائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق