هذا اليوم
واليكم نص القصيدة
قصيدة " الأم "
الأم
للأم مكانة عظيمة في حياة الشعوب ، فهي منبع المحبة والحنان في الحياة ، والأم مدرسة البيت التي تعلم أبناءها كيفية التعامل الحسن والطيب مع الآخرين ، أليست هي منهل المحبة والمودة والوفاء ، أليست هي التي ذكرها الله في القرآن ، فقال سبحانه وتعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّل مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) [الإسراء:23].
يوم المرأة
هذا ليس عيدنا لأَنَّ المرأة عندنا لها مكانتها بين الجميع الأب والأخ والعم والخال وكل الأقارب، وهي الأم والأخت والعمة والخالة، وهي الرفيقة والصديقة، وهي العطاء والوفاء والبناء، وهي الأمن والمحبة والطمأنينة، وهي الحنان والولادة، وهي الوفاء ووالقيادة، وهي النضال والفداء والسيادة، وهي كل شيء في حياتنا لدورها في تنشئة أبنائها على حب الوطن، وهي العطاء المتناهي، وهي التي تحفظ نفسها وبيتها ومال زوجها في غيابه، وهي الوريثة والأصلة والوفادة، هي كل شيء في حياتنا، هي المدرسة والقدوة، ولهذا وجب علينا أن نذكر المرأة في هذا اليوم ونذكر بها، وإليكم أعزائي بعض ما جاء في القرآن والسنة عن المرأة ومكانتها في الإسلام:
المرأة في الإسلام
لقد ذكر الله المرأة في القرآن الكريم، وذكر الكثير من شؤونها في أكثر من سورة، بل سميت بعض سور القرآن الكريم بغير لفظ المرأة , منها على سبيل المثال لا الحصر: سورة النساء التي تتعرض لكثير من خصوصيات المرأة، وهناك سورة الطلاق أيضا ، وهي تخص المرأة ليعطيها الله حقها في حياتها الأسرية ، ولم تتعرض كل القوانين الموضوعة بالقدر الذي ذكرها به القرآن الكريم، وقد تعرَّض الله لها ولحقوقها في سور كثيرة : ففي سورة البقرة قال تعالى:{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ 228}، وفي سورة النساء قال تعالى: { بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ25 } ، وما أجمل هاتين الكلمتين في حق المرأة أنها جزء منا، ونحن جزء منها، فهل يستطيع الجزء أنْ يستغنيَ عن الكل، أم هل يستغني الكل عن الجزء؟، وقال تعالى في سورة التوبة: { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(71) } ، وفي سورة المجادلة لكم حوار: أوس بن الصامت، وزوجته خولة بنت ثعلبة التي تريد أنْ تبقَى في عصمة زوجها ليعيش أبناؤها في عصمتها وزوجها معا بعيدا عن الطلاق والانفصال لتحافظ علي بيتها من أجل أبنائها، فنزل قوله تعالى لدعاء هذه المرأة: { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ(1)} ، هذه هي المرأة الصالحة المحافظة على بيتها وزوجها وأبنائها، وقال تعالى في سورة البقرة: "وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "228 ليعطيها حقوقها في صحبة الرجل كزوجة لا كمتاع يتمتع به وقتما يشاء وينشزها وقتما يشاء، فهي لها حقوقها في القرآن والدين والسنة والإجماع، ولم تجد المرأة حقها لا قبل الإسلام ولا في القوانين الحضارية الموضوعة هذه الأيام التي نعيشها مع العولمة وضياع أخلاقنا حتى جعلها متاعا للرجل، وظهرت الكثير من أمور الزواج التي لا تحترم المرأة، وقال تعالى في سورة النساء، عن مكانة المرأة: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)"، فالمرأة في هذه الآية التي تبدأ بها سورة النساء هي أصل البناء الزوجي والأسري الذي سَنَّهُ الله تعالى لإيجاد المرأة التي تُكَوِّنُ الأسرة المسلمة وفق شرع الله وليس وفق قوانين البشرية الوضعية التي لا تحترم المرأة إلا كمتاع للرجل ، ونرى في سورة المائدة أنها : " تنبَّه إلى علاقة سور القرآن السابقة مع سورة المائدة، فبعد أن أبلغت سورة البقرة مسؤولية الإنسان عن الأرض، جاءت سورة آل عمران لتحثّ المرء على الثبات، ثمّ سورة النساء لتبلغنا أنه حتى نثبت لا بد من أنْ نُحقِّقَ العدل والرحمة مع الضعفاء خاصة مع النساء، ثمّ تأتي بعد ذلك سورة المائدة لتأمرنا بالإيفاء بكل ما سبق، لقوله تعالى: " يَـأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ أَوْفُواْ بِٱلْعُقُودِ من موقع: "دار الهجرة بتصرف، وهناك الكثير عن المرأة في غير هذه الآيات نكتفي بهذا ومن أراد المزيد ليرجع إلى القرآن .
أمَّا في الحديث الشريف فقد أعطيت المرأة حقها كاملا في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة ، حيث قال(ص): عن أبي ذر عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن المرأة خلقت من ضلع فإن أقمتها كسرتها فدارِها تعش بها). وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خيارهم لنسائهم) وفي لفظ (وألطفهم بأهله). وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل). سئل النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن خير النساء فقال:( التي تطيع إذا أمر , وتسر إذا نظر , وتحفظه في نفسها وماله ) رواه احمد والحاكم، خير متاع الدنيا :قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم :( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة )رواه مسلم والنسائي وابن ماجه.، وخير ما قيل على لسان الرسول(ص): ما أجادت به د.أميرة بنت علي الصاعدي في موضوع لها على صفحة صيد الفوائد، العناية بحقوق المرأة في خطبة الوداع: "روى ابنُ ماجه عن سليمان بن عمرو بن الأحوص ، حدثني أبي أنَّهُ شهد حجةَ الوداع مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فحمدَ الله وأثنَى عليه وذكَّرَ ووعظ ثم قال: (استوصُوا بالنساءِ خيرا؛ فإنهن عندَكم عَوانٌ؛ ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك؛ إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبيِّنة، فإن فعَلْن فاهجُروهن في المضاجعِ واضربوهن ضرباً غير مُبرِّح؛ فإنْ أطَعْنَكم فلا تبغُوا عليهن سبيلا. إنَّ لكم مِن نسائكم حقاًّ ولنسائكم عليكم حقاًّ، فأما حقُّكم على نسائكم فلا يوطئن فُرُشَكم مَن تكرَهون ولا يأذَنَّ في بُيوتِكم لمن تكرهون، ألا وحقُّهن عليكم أنْ تحسِنوا إليهن في كِسْوَتِهن وطعامِهن)".
وهذا غيض من فيض فمن أراد المزيد عليه بالبحث في القرآن والسنة للمزيد من المعرفة لمكانة المرأة في الإسلام.
مع عاطر تحياتي : موسى حمدان
للشاعر/ة/ موسى حمدان
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا (منى داوود ضيا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق