رفقا بأولياء أمورنا ..!
رفقا بأغصان أينعت براعم وأصبحت زهورا تطرح عطرا ..
قال تعالى في محكم كتابته العزيز في سورة الأسراء الآية ٢٣/ ٢٤ ( بسم الله الرحمن الرحيم .. وقضى ربك أن لاتعبددوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ، وأما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهم أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما ، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي أحدهما كما ربياني صغيرا ) صدق الله العظيم .
الآية الكريمة هي مدخل قصة موضوعي لما نراه اليوم من تخاذل وخذلان لأولياء أمورنا آبائنا وأمهاتنا ..
كان هناك شابا هو الوحيد لأمه وقد أتى إلى الدنيا بعد عناء كبير وطويل من قبل أمه مرت به راجية من ألله الواحد الأحد أن يمن عليها بذرية .. ولقد من الله عليا بهذا الولد الوحيد والتي ابيضت عيناها لإن كبر .. أشتد عوده وأصبح رجلا بعد رعاية أمومة قل نظيرها .. وكانت تراه انه أملها الوحيد بعد ألله ورسوله ..وانها ستنعم بظله يوم لا ظل إلا ظل ألله تعالى .. فسبحان من تغني روحها له .. وما بين حبها له وجحوده لها .. ذات يوم طلبت من ولدها أن يجلب لها كوب من الحليب كم أعتادة أن تعمله لنفسها بيدها وتشربه ..!
شاءت الأيام والقدر أن تمرض هذه الأم الحنون أن تقعد على كرسي متحرك .. فطلبت من ولدها أن يعمل لها كوب من الحليب الذي أعادت عليه لتشربه ..!
فبعد ضجر وتملل ونفخ وتأوه عمل لها كوب الحليب وليته لم يعمله .. فالعمر له حوبة ولكبر السن منزلة .. عمل لها وناولها الكوب لكنه سقط من يدها وأنكسر .. فصرخ بها ووبخها وعبس عليها وترك الغرفة وخرج غاضبا خارج البيت ..! لكن المسكينة لا حيلة لها حزنت على ماهي فيه وآلمت في حزنها فأخذت وكتبت له جوابا مختصرا ليقرأه عند عودته ..! ولما عاد وجد أمه لازالت في كرسيها المتحرك وفي حضنها الجواب وقد أركست من غير حركة ..! ولما أخذ الجواب من بين يديها وقرأه وكان مفاده ( ولدي الحبيب فلذة كبدي .. أنا آسفة فقد أصبحت عجوزا لا أقوى على الشيء ترتعش يدي فيسقط طعامي على صدري وفي حضني ولم يكن بمقدوري أن ابقى انيقة وجميلة المنظر والرائحة كما عهدتني..! فلا تلمني لأني لم أعد أقوى على أداء وتلبية حاجاتي بنفسي وأذهب وأغتسل واقضي حاجتي بسبب ضعف بنيتي وأرتعاش يدي وقدماي ..! فخذ بيدي وتذكر كم أخذت بيدك لكي تستطيع أن تمشي .. ولا تمل من ضعف ذاكرتي وبطئ وتلكئ كلامي فأنا فرحتي الآن فقط أن أكون معك .. فضحكتك تفرجيني وكل شيء فيك يفرحني فلا تحرمني من ضحكتك الآن فأنا ببساطة أنتظر ساعتي ..! لقد كنت معك حين ولدتك طفل وكبرت فكن معي حين أرحل عن الدنيا .. مسح الأبن دموعه التي انسابت منه وهو يقرأ المكتوب وأخذ يقبل يدها ويقول سامحيني لكن كانت يدها باردة كالثلج .. فتبين أنها غادرته إلى الرفيق الأعلى دون رجعة .. أحبتي فلنحسن رعاية أولياء أمورنا أصحاب نعمتنا ونعينهم في كبرهم ولنحسن برهم فاليوم هم هنا وغدا عند الرفيق الأعلى .. بسم الله الرحمن الرحيم( وقوفهم فأنهم مسؤولون )
(وبالوالدين إحسانا ) صدق الله العظيم .
الكاتب
د. أحمد القيسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق