الجمعة، 25 يونيو 2021

رايَةُ النَّصْرِ علىَ التِّلاَل بقلم الشاعر محمد الإدريسي

رايَةُ النَّصْرِ علىَ التِّلاَل
تَساءَلْتُ هَلِ الصَّمْتُ حِيلَةُ الحَيّال؟
كَمْ كَتَبْتُ عَنْ مُضِيِّ الظُّلْمِ لِأجْيَال
عارُ التَّغاضِ عَنِ الحَقِّ فاقَ الخَيَال
عارُ هذا التَّغَافُلِ غَيَّرَ وَجْهَ الجَمَال

دَفَنوا العَدْلَ بَيْنَ السُّلْطَةِ و المَال
كَمْ بَكى قَلَمي على قَتْلِ الأطْفَال
هَوْلُ أَلَمٍ مِنْ غُصَّةِ طَوْقِ الأغْلال
عِنْدَما يَقِفُ الزَّمَنُ لا يَعْرِفُ المَآل

عِنْدما يسوسُ رَجُلٌ ضَعيفُ الفَال
يَتَأَلَّهُ يَقولُ لَيْسَ لَكُم مِنَ الآجال
إلاَّ أنا لِأحْمِيكُم مِنْ آفَة الزِّلْزال
ما أُريكُمْ إلاَّ ما أرَى أيْنَ الرِّجال؟

مَنْ زَوَّرَ التَّاريخَ رَوَى عَنِ الأبْطال؟
قال لا فَرْقَ بَيْنَ غَنِيٍّ و بَيْنَ الزَّبّال
مَنِ الصّادِقُ الواقِعُ أمْ لِسانُ الدَّجّال؟
أمْ هُوَ أمْرُ مَنْ كانَ مِنْ أصْحابِ الحَال

يَا أُمَّتي إيَّاكِ قَوْلَ قَدْ حانَ وَقْتُ الرِّحَال
لا تُكَثِّرْ التَّأسُّفَ إذْ يَسْكُنُ النّاسَ الإبْدال
أبَداً لَنْ يَدُبَّ إكْسِيرُ الحَياةِ بَعْد الانْتِقال
كَيْفَ المَصيرُ خارِجَ الأوْطانِ مَعَ الارْتِجال

لا تُغادِري كُوني مَعَ الحَقِّ لا معَ الباطِل
فَأنْتِ سَيِّدَةُ الأوْطانِ إيّاكِ تَرْكَ المَنَازِل
الأوطانُ بِيعَتْ في سُوق طَوائِفِ الرَّذائِل
مُنْذُ عقودٍ دونَ شُهودٍ و لا حَتّى المُقابِل

قالَ صَهْيونُ لَمْ يَبْقَ مِنَ العَرَب إلاَّ القَلائِل
مَنْ قَدَّمَ الوَلاءَ و مَنْ اِخْتَفَى بَيْنَ الخَمائِل
اِنْحَرَفوا عَنْ مَحَجَّة الصَّواب فَرَتَّبْنا المَسائِل
حَتَّى تَصْبَحَ عَلَيهِم رَغْبَتُنا و أمْرُنا هُوَ الشّامِل

دَمَّرْنا النُّفوسَ لِيَعُمَّهُم اليأْسُ في كُلِّ المَعاقِل
هَدَمْنا مَجْداً كانَ بَناهُ أجْدَادُهُم بِفِعْل الثّعالِب
لِاتِّفاقِهِم لِوَحْدَتِهِم عَبْرَ الزَّمَانِ نَحْنُ كُنّا الحائِل
لَكُم في فِتْنَةِ الاقْتِتالِ بَيْنَهُم أصْدَقُ الدّلائل

لَكِنْ هَيْهاتَ أنْ يَسْتَمِرَّ ذاك المُخَطَّطُ الكامِل
قالَ أطْفالُ غَزَّةَ الأرْضُ أَرْضُنا عَلَيْها السَّنابِل
أسْقاها مُنْذُ سَبْعينَ عاماً و نَيْفٍ دَمُنا السائِل
إنْ قَتَلْتُمْ مِنّا فَأُمُّ الأحْرارِ لا تَبْكي هِيَ الحامِل

الرَّحيلُ حَتْمِيٌّ مَهْما طالَ اِحْتِلالٌ بَغِيضُ الشّمائل
لَكُم في التّاريخ أمْثِلَةٌ خَرَجَ المُحْتَلُّ خائِبَ الآمال
هَرَبَ و فَلَتَ بِجِلْدِهِ عِنْدَما اسْتَحالَتْ كُلُّ البَدائِل
عَبْرَ الخَنادِقِ الوعِرةِ و الجِبالِ و طولِ السَّواحِل
طنجة 19/06/2021
د. محمد الإدريسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...