قصيدة " ليلة حزينة "
Magdy Metwally
ليلة حزينة
بقدراتساع الأرض.. بقدر ماهي أقل حجماً من فرحتي بزواج ابنتي الوحيدة. لم تكن الكلمات مجرد مصادفة.. بل كنت أجمع, وادخر جزءاً من راتبي أستعداداً لهذا اليوم.
كانت الطبول التي تقرع وزغاريد النسوة، تطغي على صمت الحي وتزلزل زجاج نوافذ البيت..ِ اِنزويت وشلة من الأصدقاء في الفرندة التي تنشق من الصالة الواقعة بقلب المنزل هرباً من الضجيج.. وامتلأت وجوههم فرحة لا مثيل لها.. شيئاً فشيئاً ابتدأ الوقت ينفد, وتقترب اللحظة التي انتظرتها سنين...غابت الشمس, أرخى الليل ستائره, وما أن راني الشباب اترجل من السيارة، حتى تدفقوا عليَ، مهنئين ومباركين, و كل يلتقط صوراً تذكارية، وانتهى طابور المهنئين.. عدنا أدراجنا في انتظار وصول العروس.. لحظات قليلة ووصل موكبها.. شعرتُ بشيء يغزو كامل جسدي.. ادخلوها إليَ وهي ترتدي ثوب الزفاف الأبيض, والتف حولها صاحباتها... بدت خجولة، على وجهها ارتسمت بسمة مغلفة بحياء شديد.. أزحتُ عن وجهها الطرحة.
كانت في أروع صورها.. احتضنتها وقبلت جبهتها.. سبحتُ في أحلامي التي تحققت.. لحظات وغمرت المكان أمواج الفتيات بزغاريدهن وطبولهن. وعيناي تحدقان هنا وهناك أترقب لحظات السعادة التي تغمر كل الوجوه.. كم أشتقت كثيراً لهذا اليوم الذي طال؟
وعيناي تملأهما الدموع, تمتزجان بالفرح والذكرى معا.
فجأة.. توسط الموكب أخرون.. ارعبتني عيونهم المحدقة.. اخافتني نظرات الانتقام, والوجوه التي تكسوها الأقنعة.. تجمد الدم على وجنتي, وأصابتني الصدمة بصرعة الخوف الشديد.. أطلقت قدماي مسرعا ركضا كسرعة البرق.. عندما رأيت هؤلاء يحملون بنادقهم.
لحظة إندهاش المدعووين, ونظرة صمت من العريس للعروس.. كانت فوهة بنادقهم تمطر الجميع بوابل من الطلقات..
في ركن قصي من قاعة الأفراح وتحت ضوء مصباح باهت اللون.. كان يقف أحد الأصدقاء وهويضرب كفا بكف ويتمتم:
- مسكين ذلك الرجل.
وصرخ في الجميع:
- دعوه يستريح.
بينما كنت أمكث على ركبتي, وأنا احمل بين راحة كفي بقايا ثوب العروس الأبيض.
كل الحقوق محفوظة للمؤلف
بقلم الأديب/ مجدى متولى إبراهيم
للشاعر/ة/ Magdy Metwally
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق