الأحد، 8 ديسمبر 2019

الشاعر 🔹مجدي متولي الخطيب ⁦✍️⁩يكتب قصيدة بعنوان " الصَّرْخَةُ "

 الشاعر 🔹مجدي متولي الخطيب ⁦✍️⁩يكتب قصيدة بعنوان  " الصَّرْخَةُ "

Magdy Metwally

الصَّرْخَةُ

الْمَطَرَ يَهْطِلُ بِالْخَارِجِ، وَسَلَاَمَةً بِجَانِبِ الْبَابِ، عَيْنَاهُ زَائِغَتَانِ وَسَطَ رَأْسِهِ, وَقَلْبَهُ يَدُقُّ يُكَادُ أَنْ يَنْخَلِعُ مَنْ جَوَاِهِ قَدْ هَدَّهُ التَّعَبُ, إِرْتسمت عَلَى وَجْهِهِ خُيُوطَ عَرِيضَةِ متداخلة0 مُتَشَابِكَةَ تَشَبُّهِ خُيُوطِ الْعَنْكَبُوتِ, جَفَّ رَيِّقُهُ وَتَشَقَّقَتْ شَفَتَاهُ كَالْأرْضِ الْجَرْدَاءِ، جِيِئَة وَذَهَابًا وَسَطَ الدار0 يُحَاوِلُ أَنْ يُبْلِلْ رَيِّقُهُ بِرَشْفَةِ مَاءٍ, رَشْفَةَ تِلْوِ الْأُخْرَى, خَطْوَاتِهِ مُتَبَلِّدَةً, مُتَصَلِّبَةً بِالْأرْضِ.. يَتَشَبَّثُ بِالْأَمَلِ فِىَّ اِنْتِظَارَ شُرُوقِ الشَّمْسِ, وَهُوَ يُرَدِّدُ مَعَ نَفْسُهُ:

ــ يَا رُبَّ.

بَيْنَمَا كَانَتْ عَطِيَّاتٍ تَتَلَفَّتُ حَوْلَهَا فِىَّ ذُعْرٌ, وَصَوْتَ لُهَاثِهَا يَشَقُّ السَّمَاءُ, تُرْقِدُ عَلَى الْحَصِيرَةِ الَّتِى تَتَوَسَّطُ الْحَجَرَةُ تَعَضُّ بِأسْنَانِهَا الْوَسَادَةَ وَأَظَافِرَهَا تَنْبُشُ الْأرْضُ تَتَلَوَّى مِنَ الْألَمِ, وَقَدْ أَعْتَصِرُهَا الْعَرَقَ يَغْسِلُهَا حَتَّى أنَامِلِهَا, وَبِطُنِّهَا الْمُتَكَوِّرِ أَمَامَهَا يَجْعَلُ حَرَكَاتُهَا بَطِيئةَ, وَيَشَلُّ جَسَدُهَا. الْمَطَرُ يَهْطِلُ بِغَزَارَةٍ عَلَى رُؤُوسِ الْبَشَرِ, وَالْبَرْقَ يُضِيءُ السَّمَاءَ بِوَمِيضِ أَبْيَضِ, يَتْبَعُهُ صَوْتُ الرَّعْدِ, قَطَرَاتِ الْمَطَرِ تُحَاوِلُ اِقْتِحَامُ سَقْفِ الْحَجَرَةِ وَتَنْسَلُّ مَنْ بَيْنَ عِيدَانِ الْحَطَبِ, كُلَّ شِئْ سَاكِنَ فِىَّ صَمْتٌ, حَتَّى الْجُدْرَانِ وَقَدْ بَلَّلَهَا مَاءُ الْمَطَرِ، عِيدَانَ الْحَطَبِ الرَّاقِدِ أَعْلَى سَقْفِ الدَّارِ لَمْ يُسَلِّمْ هُوَ الْآخِرُ, زَادَ الْألَمُ, وَزَادَ الْمَخَاضُ, وَصَوْتَ الْبَرْقِ خَارِجَ الدَّارِ. سُلَّامُهُ بِجَانِبِ الْبَابِ يُدْرِكُ أَنَّهَا تَبْتَعِدُ عَنْهُ, يَقْتَادُهَا مَصِيرُ أَشَدُّ ظَلَاَّمَا:

ــ شُدَّى حَيْلِكَ يَا عَطِيَّاتٍ.

بَيْنَمَا السِّتِّ عَدِيلَةَ الدَّاِيَّةِ تَعِدُ إِنَاءُ الْمَاءِ السَّاخِنَ وَبَعْضَ اللَّفَائِفِ البيضاء. صَدَرَتْ عَطِيَّاتُ رَجُلِيِّهَا بِالْحَائِطِ.. اِنْطَلَقَ صَوْتُهَا يَعْلُو, وَيَعْلُو, وَالسِّتَّ عَدِيلَةَ تَصْرُخُ:

ــ هه... كَمَانٌ.. كَمَانٌ. اِنْتَفَضَتْ فِىَّ صَرْخَةَ مَكْتُومَةَ, اِنْتَبَهَ سُلَّامُهُ.. ذَهَب اِصْطَدَمَ بِالْبَابِ الْمُغْلَقِ. فِىَّ لَحْظَةَ اتعصر جَبِينَ سُلَّامِهِ, واتغسل جَسَدَ عَطِيَّات, وَلَمَّا اِتَّسَعَ الشَّرْخُ بِالْجِدَارِ خَرَجَ الْمَوْلُودُ.. سَاعَتْهَا دُلَّفُ سُلَّامِهِ مِنَ الْبَابِ.

بقلم الأديب/ مجدى متولى إبراهـيم

الشاعر /ة / Magdy Metwally

تحت إشراف رئيس مجلس الإدارة السفيرة ‏د. منى ضيا‏ (‏منى داوود ضيا‏)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...