" (الحسين ذلك الثائر ) "
مقالة بعنوان (الحسين ذلك الثائر )
___________________________
لا فائدة من ثورة الحسين عليه السلام ولا أنصار له في هذا الزمان أن لم تطبق مبادئها على أرض الواقع فهو لم يقدم بذويه وأصحابه حتى يقتل ويتفنن في قتلتهم شر البرية حتى بعد فترة زمنية تقام لهم المزارات أو تطبخ ثوابا لهم المأكولات وتوزع المشروبات حاشاه فهو أكبر من ذلك بكثير فالحسين الثائر على كل مغير سنة ومبتدع يرفض تماما أن يكون مشروع انتخابي أو مجلس عزاء يبكى لسويعات وتشق على مصيبته الجباه فهو الشهيد بكل ما احتوته الكلمة من معنى أي هو حي يسمع ويرى كما هو حال الشهداء الذين احرزوا مرتبة الشهادة فمن قبله جده وأبيه وعمه وأخيه إذ قال عنهم سبحانه وتعالى الشهداء احياء عند ربهم يرزقون ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم
إذن فباب الشهادة مفتوح والثورة لم تنته بعد طالما هناك ظلم وفسق وفجور على ظهر المعمورة وأن اختلفت أساليبه وزعمائه وأن ابتعدت مواطنه فالكفر واحد فعلينا كمحبين وموالين في هذه المرحلة أن نكون صادقين مع أنفسنا ولو لمرة واحدة كما هو حال الحر الرياحي بعد اختلافه جذريا عندما احس بساعة الصفر ولحظة تقرير المصير فجاهل كل من يتصور أنه بجاهه وسمعته وكمية طبخه يفوز بمرضاة الحسين التي هي مرضاة الله سبحانه وتعالى كما في الحديث القدسي عبدي اطعني تكن مثلي أو مثلي بفتح الميم أو كسرها ومهما تعددت الألفاظ فالجوهر والمراد واحد فالحسين عليه السلام في مثل هذا اليوم في عاشوراء وقف شامخا لا كما يصوره بعض أرباب المقاتل ويقلل من قيمة انتفاضته المباركة لأنه عرف الله فأعطاه الله كل شيء لا بل كان عليه السلام لديه القدرة الكونية التي استعملها في رفع دماء فلذة كبده عبد الله الرضيع إلى عنان السماء وقد يسأل سأل أو معترض في الفكر الديني إذن لماذا لم يستعملها كما كانت حين تضيق السبل على الأنبياء كما في تفجير أثنى عشر عينا لموسى بعصاه بعد عطش بني اسرائيل في التيه في صحراء سيناء أو غيرهم من أنبياء الله واوليائه كما كانت لأبيه علي بن أبي طالب حين دحى باب خيبر أو حين زالت الشمس وردها والقصص والمصادر جميعها موجودة ومثبوتة فنحن قطعا نؤمن أن ما كان لأنبياء الله واوليائه من كرامات ومعاجز هي متوافرة للحسين يوم عاشوراء لا بل وفائقة عليهم جميعا فنحن في زيارة وارث حين نقول يا وارث آدم ونوح وكذا من تسمية جميع الأنبياء وختاما بوارث محمد جده عليه واله أفضل الصلاة وأتم التسليم لا نقوله اعتباطيا أو محاباه وإنما هي وراثة حقيقة لكنه عليه السلام غيبها أو غيبت بعضها عنه لانهم رحمة للعالمين وليسوا غضبا عليهم إذن فكل ما حدث من أحداث يوم العاشر من محرم هي ضمن المعقول والمقبول اي بإمكانيات بشرية بعيدا عن التهليل والتهويل رجحت كفت الباطل على كفة الحق لا بل انتصر يزيد عليه اللعنة واعوانه عسكريا في أرض المعركة التي لم تكن متكافئة عددا وعدة لكن الحسين انتصر معنويا أي انتصر الدم على السيف فأعود إلى صلب موضوعي حتى لا أخرج من مضمونه مطلوب علينا في هذه المرحلة كحسينيون وموالون وأن تعددت افكارنا واختلفت وجهاتنا أن نتوحد بالحسين عليه السلام الذي كان رسولا للأنسانية واماما رافضا للتعصب والطبقية ولا تستغربوا من كلمة رسول لأن الإنسانية هي الدين وكل مصلح وثوري هو رسولها بحذافيرها فمعركة الطف المجيدة لم تكن لدين واحد أو مذهب واحد كي تسيس أو تجير بل كانت للجميع مع إختلاف وجهاتهم ولكن بتآلف قلوبهم وهذا سبب ديمومتها فالمطلوب منا في هذه المرحلة ليس فقط الاستنكار وإنما التحرك الفعلي قلبا وقالبا والله خير حافظا وهو السميع العليم .
......
جبار البركي الحجيمي
الشاعر /ة / جبار البركي الحجيمي
تحت إشراف رئيس مجلس الإدارة السفيرة د. منى ضيا (منى داوود ضيا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق