Amal Darwish
شرف الكلمة..
بقلمي د/أمل درويش.
احترتُ كثيراً وأنا أبحث عن إجابةٍ لسؤالٍ لا تبدو له في الأفق رؤية واضحة..
لماذا نكتب؟
لماذا نطلق العنان لحروفنا؟ تسرح وتمرح في فضاءاتٍ بلا حدود، ثم نلملمها بعد بعثرةٍ ونعيد ترتيب السطور..
سطرٌ أنيقٌ يجذب الانتباه، وسطرٌ يدغدغ الشعور، والآخر يبدو مُحيراً يستجدي العقل ويشحذ الروح ليغرقا في بحار التفكير..
وغيرهم الكثير، أو كما يقولون "كلّ يغني على ليلاه."
لم أجد إجابةً تشفي حيرتي، وتأخذني معها لشاطيء نجاة؛ فها أنا في كل ليلة أستجدي الخيال أن يهبني الفرصة لأغوص بأعماق خفاياه وأعود لكم بكلمة صادقة ليس فيها من الرياء شائبة ولم تستجدِ منكم يوماً ثناءً أو شكرا..
أحمل على عاتقي ككثيرٍ من الشرفاء صمت القلم حين يجد من يحاول كسر قامته وتحويل مساره ليصير مراوغاً يمضي مع البعض في نفس التيار.
ولا عزاء للكلمة الحرة التي باتت كالغصة في حلوق من أرادوا الظهور والانتشار.
لا.. لم أكن يوماً كهؤلاء، ولم أنساق أبداً نحو الشهرة وتأسرني أطواقها، وظللتُ لسنواتٍ أتخفى خلف صور الزهور والأشجار وخلف اسمٍ يحمل من الأمل في الحياة كلّ آماله..
نعم؛ فما أجمل الحياة البسيطة بين الناس تستشعر آلامهم، وتعيشها معهم، تخوض في تفاصيلهم اليومية لتعرف عن قرب معاناتهم..
لم أكن يوماً في برجٍ عاجي، أكتب لنفسي وحلمي دون الآخرين، أهمس للقمر ليأخذني في رحلة بعيداً عن كل الساكنين، لم يكن سكونهم بأيديهم، فرغم كل الهموم التي تحاصرهم فقلوبهم ما زال نبضها يشغل حيزاً من التفكير، ومازالت أرواحهم تنتظر لحظة يعيشونها تُنسيهم عناء السنين.
تحيّة لكل من تحمّل وقرر وصمم أن يدفع كرة الهموم المتراكمة أمام هؤلاء البؤساء الذين يقفون وحدهم في صمت، فيكون لسانهم، ويمضي في طريق الحق وقلمه سلاحه وكلمته الحرة تسبقه لمساعدتهم حتى يوم الدين..
وكم أشفق كثيراً على من آثروا البقاء في الصفوف الخلفية يصفقون ويهتفون للجموع في الصفوف الأولى حين تكون مصلحتهم بأيدي هؤلاء، ويلقون أحجارهم عثرات في طريق الشرفاء..
وتبقى في المؤخرة هذه الشرذمة من المتسلقين، الذين اختاروا الطريق الملوثة بدماء الكلمة الحرة بعدما ذبحوها وقدموها قرابين لشياطينهم كي يصلوا قبل غيرهم بطرقٍ مشبوهة لا يعرفون غيرها..
الشاعر /ة / Amal Darwish
تحت إشراف رئيس مجلس الإدارة السفيرة د. منى ضيا (منى داوود ضيا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق