خربشات لكنها خربشات حقيقة بوضح النهار
من عتبات النهار ...من شرفتي التي تؤنسني بجلستي .لي معها بعض الخلوة ..لاتنفس الصعداء منها.... ياخذني ناظري إلى المدى البعيد ... شجرة الصنوبر الشامخة رغم هرمها رافقت اجيالا وأجيال وحكايات تسرد تحت ظلها
لعل مدفع رمضان منها يقذف طلقاته عمي اسد توما كان يضرب المدقع لاحبتنا لاخوتنا باﻹنسانية هكذا كنا ومازلنا مدفع رمضان سكت ببلدتي
لكن شجرة الصنوبر هنا تروي تلك الحكايات والاحداث الحية.... تبعد عن منزلي تلك السامقة المؤرخة عدة امتار رأسهاالمشرئب هو الذي أراه من شرفتي...
لعل غابة تسكن بين أغصانها اتسلقها من هنا.. هكذا اراها
من المدى البعيد كالسنجاب اقفز من غصن إلى غصن اتخيل ذلك
اختبئ بين اغصانها كالعصافير والستيتيات التي بنت اعشاشها شعرت فيها الامان ....أتسلق وأتسلق بناظري كلاعبة بهلوانية ذلك ماجال بمخيلتي
خيالي رسم وحاك ذلك العالم
نظرت إلى االجهة الاخرى من شرفتي
ياالهي السيدة العجوز التي التي حدثتكم عنها بفقدان ابنها وحيدها استشهد بطرقات بلدتي كان الضحية زيها العربي مازالت ترتديه لقد بهت سواده لعله الوحيد لديها ام إنها اقسمت بألا تبدله ابت ان تجاري المدنية بلباسها
صوتها يأتيني ضعيفا .. حشرجة اليمة زادت حرقة وآلما..
العصبة السوداء التي ربطتهاعلى رأسها ...ازدادت حلكة... لعله الحداد الآبدي ابى ان يتركها
يداها ترتجفان... تمسك بيدها شملة من الحشائش والاغصان
والاخرى تلوح بها تلطم وجهها
تندب ابنها ...وين ياولدي ...عادت كلماتها إلى مسمعى من عدة شهور لم أراها..
ذرفت دمعة ... تألمت كثيرا ...ماذا أفعل ياألهي
مزهرية قمت بتنسيقها زينت شرفتي بها
حملتها مسرعة.. نزلت الدرج ارتطمت بالباب لايهمني الآلم ...ساالحق بها واعطيها المزهرية...ركضت ورائها .فردت حذائي انزلقت من قدمي مشيت حافيوة ناديتها يااختي ..ياامي لم تسمع لعل سمعها قل
ولد في الشرع ناديته الحق بها ياابني دعها تتوقف
لحق بها كلمها
التفتت ألي والدمغة السخية منسكبة من عينيهل تألمت لاجلهل
قالت انا ذاهبة لزيارة ابني في المقبرة
اعطيتها المزهرية قلت لهل ضعيها عند قبره عندما لايتسنى لك بأحضار الزهور تكون هذه المزهرة ساكنة عند قبره
رفعت يداي تريد ان تقبلها اكنني سبقتها وقبلت يدها
رجعت إلى منزلي وقدمي عارية من حذائي.. لم اتآلم من الزجاج والاشواك التي غرزت بقدمي
رحماك ياربي ورحم ابناء بلدي
بقمي نجاح نقولا كسيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق