لا تفهمونا غلط..!!!
"الظلم والجوع"
قالت العرب: سائلان يصعب جفافهما بسهولة، دموع المظلوم ولعاب الجائع.
هنا بالتأكيد تحت وطئه التأثير الإنساني، وتفاعل غريزة الشهامة، وهيجان الدوافع الإنسانية، ومع هذا لا أحد يجرؤ على التفوة أو اظهار الوقوف مع مظلوم وجائع، لأنه سوف يجد أمامه حواجز متينه من التهم ذو أشكال وأحجام متنوعة.
لأنها بكل بساطه تتصل بمن يهتف ضد الظلم والجوع معاً، ومهما كان التخاذل الذي أصبنا به، وتنسينا واقعنا، وذهبت معها كل قيمنا ومبادئنا الإسلامية، وتسارعنا إلى التعامل بالظلم والحرمان، وتجاهلنا أن المظلوم ينصره الله في الدنيا قبل الأخرة، ولم نقم بمناصرة، وتركنا لعاب الجائع يزداد كلما شاهد مائدة طعام، قد لا نستثني أحد فالجميع فقراء، من قطع راتبه لسنوات ولم يجد ما يرمق به جوع أطفاله فهو فقيرً، فقيرً، فقيرً.
(سألوا عالم صادق أي أنواع الموسيقى هو الحرام.!؟ قال صوت الملاعق في صحون الأغنياء عندما ترن في أذان الفقراء).
وإذا كانت جفت أصوات دُعائنا، ومشايخنا، وعُلمائنا، وولاة أمرنا، إلا وهناك صوت يختزل كل هذا، إنه صوت قادم من عمق حضارتنا الإسلامية، إنه صدى خطبة أمير المؤمنين الأمام علي – حين يقول "والذي وسع سمعه الأصوات ما من أحد أدخل على قلب فقير سروراً إلا خلق الله له من هذا السرور لطفاً، فإن نزلت به نائبة جري إليها لطف الله في إنحداره حتي يطردها عنه". وأجمل السرور للفقير في هذه الفترة، صرف راتبه أو حتي نصفه.
من المؤسف جداً ان صداها لن يجد في وقتنا الحاضر، طريقاً إلى أذانهم، أذ لم يصل صدها، ولم تتخذ منهجاً اسلامياً لردع الأفعال، فلا بد أن يكون الواقع هو أيضاً لم يصل إلى مجالسهم، وأن كان وصل فإنه تحاط به الضبابية من كل مكان، وترسم الممارسات التي تفرض على المستضعفين والفقراء، على إنها إجراءات احترازية.
وما يعرقنا إننا نجد من يتفنن في إدخال الحزن في قلوب الفقراء، ويكسر قلوب المستضعفين، بل وفوق ذلك يتم استغلالهم، فأصبح اجساد الفقراء، والمستضعفين، ينهش فيه الظالم والمستكبر، ويعتبرها التجار المستغلين لحوائج الناس فرصة ذهبية، فتزداد المعاناة فوق المعاناة.
للأسف كل هذا يحصل على مرعى ومسمع من ولاه أمرنا، والعلماء، فأصبح الفقير مزيج من المظلوم، كل منهم يحمل جزء من الأخر (ظلم – وفقر)، وقد نعجبُ من الفقراء والمستضعفين الذين لا يجدون قوتهم بسبب ما لحق بهم من ظلم، لا يخرجون شاهرين فقرهم، ولا المظلومين شاهرين ظلمهم. لان لا يوجد سيف لديهم ليشهروه، فعذراً منك يا أمير المؤمنين عندما قلت " (إذا دخل الفقر بيتك فشهر سيفك) فالفقر أصبح رفيق بيتنا لا يبرحنا.
نعتذر هنا لإنحراف القلم، إلى قضية عاطفيه، تتصل مباشراً بتحريك المشاعر الإنسانية، الغير مرغوبه على الأقل في هذه الفترة، ولكنها العواطف الإيجابية الدالة على التراحم بين الناس الذي بينها الله سبحانه وتعالى، ونقلها سيدنا محمد ، بأخلاقه وقيمه وجعلها مناره للمسلمين عبر الأجيال، لقد كان بالإمكان الحديث عن دور هيئة الذكاة، وعن بقيه المؤسسات الخيرية، وعن دور العلماء في التوعية الإسلامية، للتجار وفواحشهم الإنسانية ضد أبناء الشعب، وأهمية ذلك نحو مراعاه الفقراء، ونصره المستضعفين، في أقوالهم.
(يموت الشجر بجانب البحر عطشان .. لكنه لا ينحني ابدا لطلب الماء).
#دعبوشيات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق