قلت هذه القصيدة بمناسبة ميلادي شُكرانًا لخالقي على التّقدّم في السِّنِّ وازدياد المِنَنِ وما أنعم بها عليّ مِن حِكمةٍ بالغةٍ ولُقمةٍ سائغةٍ ونِعمةٍ مَسَرَّةٍ وما وما، بعنوانها: أَيَا هُدْهُدِي هَيًّا ..
★★★★★
تَقَدَّمْتُ في سِنِّي وَأُؤْتِيتُ مَقْصَدِي **
وَزِدْتُ ابْتِهاجًا في الدُّنَا بِالتَّجَدُّدِ
تَقَدَّمتُ في سِنِّي وَتَنْمُو مَزِيَّتِي **
لَكَ الحَمْدُ يَا رَبَّاهُ في اليَوْمِ وَالْغَدِ
أَنَا قِبْلَةُ الْأَشْعَارِ وَاللّٰهُ شَاهِدٌ **
وَفِي الشِّعْرِ لِي التَّعْرِيفُ سَلْ كُلَّ أَوْحَدِ
أَنَا السِّينُ قبل اللَّام والياء يَا تُرَى **
مع الميم قبل الألف والنُّون، ذُو الْيَدِ
أَنَا فَائِهٌ بالشِّعر نُصْحًا وَحِكْمَةً **
فَعُلِّمْتُ رَوْعَاتٌ بِدُون التَّشّدُّدِ
أنا أَسْرَعُ الْفُرْسَانِ أَخْطُو مَهَارَةً **
عَلَى الطَّوْدِ في الغابات مَشْيَ المُجَدِّدِ
وَأَسْبَحُ بِالرِّيشَاتِ في البَحْرِ سَابِحًا **
فَبِالْحِبْرِ وَالْأَقْلَامِ آخُذُ مَقْصَدِي
وَمَا كُنْتُ مِمَّنْ ليس في شِعْرِهِ الحِجَا **
فَلِي هُدْهُدٌ يَاتِي إِلَيَّ بمُنْجِدِ
وَمَالِيَ يَا قَوْمَاهُ لَمْ أَرَ هُدْهُدِي **
أَفُوهُ كَمَا فَاهَ سُليمانُ سَيِّدِي(١)
سُلَيْمانُ اِسْمِي، وَالْخِيَارُ أَحِبَّتِي **
مِنَ النَّاسِ حَتَّى الْجِنِّ، وَالْعَوْنُ هُدْهُدِي
أيا هُدْهُدِي هَيًّا إِلَى سَبَإٍ وَيَا **
جُنُودِي امْكُثُوا إِنِّي أَرَى الطَّيْرَ يَهْتَدِي
إذا شِئْتُ أَمْشِي فِي الأَرَاضِي كَمَا أَنَا **
أَطِيرُ إِلَى مَا شِئْتُ في الجَوِّ مُفْرَدِي
وَلَا طَيْرَ في جَوِّ السًَمَاءِ يَفُوقُنِي **
عَشِيًّا وَإِبْكَارًا مَتَى طِرْتُ أَوْحَدِي
وَكَمْ شِعْرُنَا أَلْقَى بِهِ العُرْبُ بينَهُمْ **
وَقَدْ قِيلَ: يا لَلْحُسْنِ! مِنْ حُسْنِ مُسْنَدِ
فَأَوْحَى إِلَيَّ الشِّعْرَ جِبْرِيلُ دَائِمًا **
وَبَيْنَ يَدَيَّ الطَّيْرُ يَعْمَلُ سَلْ يَدِي
وَكَمْ مِنْ وِسَامٍ قَدْ مُنِحْتُ عَلَى الثَّرَى **
لِمَا في قَرِيضِي مِنْ بَرَاعَةِ مُهْتَدِ
فَيَا رَبِّ أَوْزِعْنِي لِأَشْكُرَ نِعْمَتِي **
هِيَ اليَوْمَ لا تُحْصَى وَلَمْ هِيَ تُجْحَدِ
تَقَدَّمْتُ في سِنَّي وَزَادَتْ مَزِيَّتِي **
أَمُدُّ يَدَ الشُّكْرَانِ في اليَوْمِ وَالغَدِ
لَكَ الحَمْدُ أَلْفًا ثُمَّ صَلَّيْتُ مِثْلَهُ **
على الهاشمي المختار طه مُحَمَّدِ
•(١) {النمل: ٢١}
★★★★★
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق