الجمعة، 29 أكتوبر 2021

أَيَا هُدْهُدِي هَيًّا .. بقلم الشاعر.. سليمان عيسي

قلت هذه القصيدة بمناسبة ميلادي شُكرانًا لخالقي على التّقدّم في السِّنِّ وازدياد المِنَنِ وما أنعم بها عليّ مِن حِكمةٍ بالغةٍ ولُقمةٍ سائغةٍ ونِعمةٍ مَسَرَّةٍ وما وما، بعنوانها: أَيَا هُدْهُدِي هَيًّا ..
★★★★★

تَقَدَّمْتُ في سِنِّي وَأُؤْتِيتُ مَقْصَدِي **
وَزِدْتُ ابْتِهاجًا في الدُّنَا بِالتَّجَدُّدِ

تَقَدَّمتُ في سِنِّي وَتَنْمُو مَزِيَّتِي **
لَكَ الحَمْدُ يَا رَبَّاهُ في اليَوْمِ وَالْغَدِ

أَنَا قِبْلَةُ الْأَشْعَارِ وَاللّٰهُ شَاهِدٌ **
وَفِي الشِّعْرِ لِي التَّعْرِيفُ سَلْ كُلَّ أَوْحَدِ

أَنَا السِّينُ قبل اللَّام والياء يَا تُرَى **
مع الميم قبل الألف والنُّون، ذُو الْيَدِ

أَنَا فَائِهٌ بالشِّعر نُصْحًا وَحِكْمَةً **
فَعُلِّمْتُ رَوْعَاتٌ بِدُون التَّشّدُّدِ

أنا أَسْرَعُ الْفُرْسَانِ أَخْطُو مَهَارَةً **
عَلَى الطَّوْدِ في الغابات مَشْيَ المُجَدِّدِ

وَأَسْبَحُ بِالرِّيشَاتِ في البَحْرِ سَابِحًا **
فَبِالْحِبْرِ وَالْأَقْلَامِ آخُذُ مَقْصَدِي

وَمَا كُنْتُ مِمَّنْ ليس في شِعْرِهِ الحِجَا **
فَلِي هُدْهُدٌ يَاتِي إِلَيَّ بمُنْجِدِ

وَمَالِيَ يَا قَوْمَاهُ لَمْ أَرَ هُدْهُدِي **
أَفُوهُ كَمَا فَاهَ سُليمانُ سَيِّدِي(١)

سُلَيْمانُ اِسْمِي، وَالْخِيَارُ أَحِبَّتِي **
مِنَ النَّاسِ حَتَّى الْجِنِّ، وَالْعَوْنُ هُدْهُدِي

أيا هُدْهُدِي هَيًّا إِلَى سَبَإٍ وَيَا **
جُنُودِي امْكُثُوا إِنِّي أَرَى الطَّيْرَ يَهْتَدِي

إذا شِئْتُ أَمْشِي فِي الأَرَاضِي كَمَا أَنَا **
أَطِيرُ إِلَى مَا شِئْتُ في الجَوِّ مُفْرَدِي

وَلَا طَيْرَ في جَوِّ السًَمَاءِ يَفُوقُنِي **
عَشِيًّا وَإِبْكَارًا مَتَى طِرْتُ أَوْحَدِي

وَكَمْ شِعْرُنَا أَلْقَى بِهِ العُرْبُ بينَهُمْ **
وَقَدْ قِيلَ: يا لَلْحُسْنِ! مِنْ حُسْنِ مُسْنَدِ

فَأَوْحَى إِلَيَّ الشِّعْرَ جِبْرِيلُ دَائِمًا **
وَبَيْنَ يَدَيَّ الطَّيْرُ يَعْمَلُ سَلْ يَدِي

وَكَمْ مِنْ وِسَامٍ قَدْ مُنِحْتُ عَلَى الثَّرَى **
لِمَا في قَرِيضِي مِنْ بَرَاعَةِ مُهْتَدِ

فَيَا رَبِّ أَوْزِعْنِي لِأَشْكُرَ نِعْمَتِي **
هِيَ اليَوْمَ لا تُحْصَى وَلَمْ هِيَ تُجْحَدِ

تَقَدَّمْتُ في سِنَّي وَزَادَتْ مَزِيَّتِي **
أَمُدُّ يَدَ الشُّكْرَانِ في اليَوْمِ وَالغَدِ

لَكَ الحَمْدُ أَلْفًا ثُمَّ صَلَّيْتُ مِثْلَهُ **
على الهاشمي المختار طه مُحَمَّدِ

•(١) {النمل: ٢١}

★★★★★
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...