الأطلال
---------------------
أهذه الاطلال ..
اما زلت تذكرينا ؟!
وتحفظي عهد الاحبةِ
وذكري السنينا ؟!
عسي الأيامُ بعد البعدِ تجمعُنا
عساها ..
وعساها تقتلَ الشوقَ الكامن فينا
هذه الروضة
كانت معبد حبنا
كيف باتت والبومُ والغربانُ لها
ساكنينا ؟
وكيف استطابت صمتَ القبورِ فيها
وقد كانت تشجيها
اغانينا !
كم من صلاةٍ في الحبِ
هنا اقمناها
فلم تشفع لنا من لظي الفراقِ
ولم تحمينا
وهذه الشمسُ
ما كانت تشرقُ إلا لتسعدٍنا
واليوم ماتشرقُ الشمسُ
إلا لتنعاكِ
وتنعينا
حكمَ القدرُ فينا ومزقَ شملنا
ومضي
ثم عادَ من الغيبِ
بكأسِ النوي يسقينا
فإمتثلنا
ومضينا نروي الربي بدموعنا
ونشربُ لفحَ الهجيرٍ
في بيدائنا صاغربنا
×××
هذهِ الاقداحُ
سلها يافؤادي
كم رويناها
وكم منها رُوينا ؟!
وكم نقرنا حولها من دفٍ
وطرِبنا ورقصنا
وسهرِنا منتشينا
وكم دارَ النديمُ بها علينا
كأنها كنوزٌ بين ايدينا ؟!
هاهي اليوم ثكلي تراها
لم تعانقها راحٌ
لا ولا غازلتها عيونا
نصب العنكبوت فوقها
خيامه
وترقب بها صيدا ثمينا
أهذه الاطلال
بربك خبرينا
حدثي عن ايامنا الخوالي
واذكرينا
لقد سرقنا من الزمان عمرا
عشناه معا
وحبسنا القدر في امانينا
وأجرينا من قطر الندى جداولا !
وزرعنا الارض وردا ورياحينا
وبات الكون يرعي
في ظلنا
وبنينا من حبنا
عروشا ودواوينا
فكيف صرنا للنوي عبيدا
وكنا ملوكا وسلاطينا
وكيف يجني الورد سوانا
ونحن نحن الزارعينا ؟!
×××
أهذه الاطلال
إلا تعرفينا ؟
أهكذا تنسي إشراقة أمسنا
وتنسينا ؟
قلبي أيا قلبي الذي
كم اذقته الصبر مرا
لا تلومني ..
فما اقدارنا بأيدينا
انا ماخلت الزمان شحا
لا ولا خلته يوما ضنينا
هذه الاطلال
خلتها تشفي جراحي فإذاها
تشقي بماضيها
وتشقينا
فهيا بنا ودعها يا فؤداي
قد كفانا منها بكاءا
وانينا
لاتدعني شريدا
بين اطلال انكرتنا
وانكرت سحر ليالينا
وكفانا ماض مشرق
بات في قفص الذكريات
سجينا ..!!
---------------------------
شعر/ سليم عبدربه العزب
مصر
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق