قصيدة " الطَّالِبُ الْمُحْتَاجُ وَالْمُعَلِّمُ "
بِمُنَاسَبَةِ "الْــــــــــيَوْمِ الْعَالَمِيِّ لِلْمُعَلِّـــــــمِ "
الطَّالِبُ الْمُحْتَاجُ وَالْمُعَلِّمُ
أَنَا طَالِبٌ لَا شَيْءَ عِنْدِي فِي يَدِي **أَبْغِي التَّعَلُّمَ لِلتَّحَصُّنِ فِي غَــــدِي
الْعِلْمُ ضَالَّةُ كُلِّ طِفْـــــــــلٍ نَاشِئٍ **يَبْغِي التَّسَلُّـــحَ لِلْعِـدَا وَالْمُعْتَـــدِي
الْعَصْرُ عَصْرُ الْعِلْمِ لَمْ أَرَ مِثْلَـــهُ **بِالْعِلْمِ وَحْدَهُ تَسْتَـــــوِي كَالْقَائِــــدِ
الْمَالُ يَنْفَدُ لِلنَّفَـــــــــادِ مَآلُــــــــهُ **لَكِنَّ نَبْعَ عُلُومِنَــــا لَمْ يَنْفَـــــــــــدِ
*************
أَنَا طَالِبٌ أَرْجُو التَّعَلُّـــمَ حَاضِـرًا **كَيْ أَرْتَوِي مِنْهُ وَأُصْبِحَ أَرْتَـــدِي
مَا عُدْتُ أَقْبَلُ أَنْ أُضِيعَ الْوَقْتَ بَلْ**أَعْنَى بِهِ وَأَجِــــــدُّ فِيهِ وَأَقْتَــــدِي
بِالْعَالِمِيــنَ وَبِعَالِمَــاتٍ فِـي الدُّنَى **كُــــــلٌّ نَـــرَاهُ بِعِلْمِـــــهِ كَالْفَرْقَـدِ
فِي رِفْعَةٍ وَمَنَاعَــــةٍ وَحَصَانَــــةٍ ** وَيَعِيــشُ فِي الْأَقْوَامِ أَسْمَى سَيِّـــدِ
**************
يَا عَالِمِي وَمُعَلِّمِي كُنْ لِي أَبًا **وَأَخِي الْكَبِيرَ أَرَاهُ مِثْلَ الْمُسْنِــــــــــدِ
أَنَا لَيْسَ لِي إِلَّاكَ عِنْدَكَ بُغْيَتِي **فَكُنِ الرَّفِيقَ بِرِفْقَتِي فِي الْمَعْهَـــــــــدِ
وَكُنِ الرَّفِيقَ بِأُسْرَتِي وَبِوَالِــــدَ**يَّ اُرْفُقْ بِنَا فِي عَيْشِنَـــــا ذَا الْأَنْكَـــدِ
كُنْ عَالِمًا وَمُعَلِّمًا وَمُضَحِّيًــــا **بِالْعِلْــــــــــــمِ أَوْ بِالْوَقْــتِ ثُمَّ تَجَلَّــدِ
************
أَنَا لَيْسَ لِي مِنْ شُرُوطِكَ سَابِقًا **إِلَّا اِجْتِهَادِي فِي الدُّرُوسِ بِمُفْـرَدِي
أَمَّا النُّقُودُ فَثِقْ بِأَنَّ حَيَاتَنَــــــــا **تَعْنِي الْعَنَاءَ وَكُلُّنَــــــــا فِي الْأَسْوَدِ
الْخُبْزَ نَأْكُــــلُ نَرْتَضِي بِيَبِيسِهِ**وَالْمَاءُ مَاءُ الْعَيْنِ لَيْـــسَ بِجَيِّــــــــدِ
وَمَلَابِسِي وَلِبَاسُ سَائِرِ أُسْرَتِي** قَدْ أُلْقِيَتْ مِنْ ذِي مَعَاشٍ أَرْغَـــــــدِ
*************
أَمَّا الْإِضَاءَةُ فَهْيَ مُنْيَةُ أُسْرَتِي **لِقَضَاءِ حَاجَاتٍ لَنَـــا كَيْ نَهْتَـــــدِي
النُّورُ مُنْقَطِــــــعٌ لِأَنَّ أَبِي أَبَى **تَسْدِيدَ مَعْلُــــــومٍ لَهَا فِي الْمَوْعِــــدِ
تَكْفِي الشُّمُوعُ لِكَيْ نُنِيرَ أَمَاكِنًا **حِذْوَ الْجِدَارِ وَحِذْوَ أَيِّ الْأَعْمُــــــــدِ
وَأُرَاجِعُ الدَّرْسَ الْمُعَيَّنَ لِلْغَـــدِ **وَكَأَنَّنِي أَتْلُـــــو حُــــرُوفَ الْأَبْجَـــدِ
*************
أَمُعَلِّمِي كُنْ لِي أَبِي فِي مَعْهَدِي **رَاعِ الظُّرُوفَ فَقَدْ قَسَتْ فِي الْمَشْهَدِ
مَـا عُدْتُ أَلْقَى فِي أَبِي إِنْ جِئْتُهُ **كَمُسَانِـــــدٍ كُنْ أَنْتَ لِي كَالْمُسْنِــــــدِ
فَبِلَادُنَـــا فِي حَاجَــــةٍ لِمُعَلِّـــــمٍ **وَاعٍ وَلَيْــــــــسَ بِتَاجِــــــــرٍ مُتَزَيِّدِ
الْعِلْـــمُ تُهْدِيهِ الْمُوَاطِنَ كي يُرَى**فِي قَادِمِ الْأَيَّامِ أقـــــــوَى سَاعِــــــدِ
**************
لِبِلَادِنَا فِي كُـــلِّ صَوْبٍ تَنْجَلِي **أَبْهَى الْبِلَادِ بِعِلْمِهَــــــــا الْمُتَوَقِّــــــدِ
فِــــي قَوْمِهَا : أَبْنَائِهَا وَبَنَاتِهَــا **وَالْأُمَّهَـــــــاتِ بِكُلِّ شِبْــــــرٍ مُفْـــرَدِ
وَجَمِيعُهُمْ يَحْمِي الْحِمَى وَيَخَافُهُ **كُلُّ الْـــــــــعُـــدَاةِ وَكُـــــلُّ نَذْلٍ مُوفَدِ
فَبِفَضْــــلِ كُلِّ مُعَلِّمٍ كَبُرَ الْحِمَى **وَاِنْزَاحَ عَنْهُ مَنْ يُرَى فِي الْحُسَّــــدِ
عبد المجيد زين العابدين
تونس في يوم الأحد الحادي عشر
(11) من أكتوبر[تشرين الأول (10)] 2020
للشاعر/ة/ عبد المجيد زين العابدين
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق