قصيدة " *** سقط الكوب *** "
*** سقط الكوب ***
ارتدتْ ثوبا مهلهلا وغادرت الابتسامة شفتيها
الرقيقتين وذبلت الورود فى خديها الأنعم من
لمس الحريروأحاط الحزن بوجهها الذى كان
القمر يـُشْـبِهه وسكن خطان أسودان أسفل
العينين البريئتين فمنذُ انتقالى الى المسكن
الجديدالمقابل لمسكنهم تعودتُ فى ساعات
البكور أن أرتشف فنجان قهوتى وأُشعل
بعض لفائف تبغى فى حديقة المسكن لأستنشق
عبير الأزهارويزداد العبيرعبيرًا بنظرتها الساحرة
وهى تومئ الىّ برأسها وتـُـصدر صوتا أعذب
من تغريد البلابل فتخرج من بين شفتيها عبارة
(أسعد الله صباحك حضرة الناظر) ولم أجد ردا
لهذه العبارة سوى أنه لو كان فى الصباح
سعادة فأنتِ عزيزتى وتسكُـننى هذه العبارة
طوال اليوم وأظل أكتـُب أشعارى وفى مخيلتى
هذه العبارةالتى تسكُننى منـذُ الصباح حتى
يـُحيط النوم بعينى بعد منتصف الليل بساعتين
تقريبا حسب مقاومتى له
وفى هذا اليوم المشؤم كان من المفترض أن
أقضى اسبوعا من الاجازه النصف سنوية
بالبلدة وسط الأسرة والأبناء
واتخذتُ قرارًا بعدم السفرمهما كان الثمن
الا بعد أن أسألها ما ذا تريد ؟
وظللتُ هذه الليلة يقظا لم تغفل عينى مترقبا
ضوء النهار لأرتشف قهوتى وأشعل الباقى
من لفائف تبغى الباقية من العُلب الثلاث
فى هذه الليلة اللا مباركة
وبعد انتظار طويل جاء ضوء
النهار وظللتُ أترقب حتى بدا وجهُها
وبادرتُها لأول مرة بصباح مبارك سيدتى
وابتسمتْ فى جوف الحزن ولكنى أعلم أن
الورود مهما أحاطت بها الأشواك فهى ورود
وتخيلتُ بأن أطلب منها الاجابة عما حدث
لها وما سبب هِزولها والكآبة التى أصبحت
قناعا لها فقالت سيدى... وقاطعتُها اطلاقا
بل أنتِ سيدة الكون أنت من تستحقين الثناء
فأنت فى مكانة لا تجرؤ رابطة جمال نساء
العالم أن تدنو منها ....وعادت ابتسامتها
وهى تردد هذا كثير فأنا أقل مما تظن
وعادت ابتسامتها وهى تُـردد بأن الظروف
وضعت والدها فى مأزق وللخروج منه لابد من
موافقته على قبول زواجى من شاب فى السنة
النهائية بالجامعة لكنى لا أشعر تجاهه برغبة
فى قضاء حياتى معه وكنت متفقة مع والدى على
أننى لابد ان أرتبط بإنسان أكبر منى سنا يدرك معنى
الحياه ويقدرها ويعرف معنى الكلمة فأنا أتسلل وسط
ظلام الليالى لأستمع كلماتك وأنت تكتبها
وتقرأها لقد أحببت صوتك. أحببت صمتك .
أحب ما تكتبه .
قرأتُ هذه الكلمات فى عينيها وكادت أن تخرج
من فمى كلمة تعبر لها عما يدور بداخلى تجاهها
وبعد صراع طويل ومرير بينى وبين نفسى قررتُ
أن أُصارحها بحبى مهما كان رد الفعل أو النتيجة
فعلى العبد الإتكال وعلى الله تدبير الامور وعندما
هممتُ بالكلام ...... سقط الكوب من يدى
تبسمتْ وقالتْ ....
أ حـــ بـــــ كـــــــ
ولذا أحببتُها
**********
فيصل بدر
للشاعر/ة/ فيصل بدر
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق