هو وحيدها..
ثمرة زواج لم يدم طويلا .. اذ اختطفته يد المنون منها سريعا
بحادث اليم .
فوهبت شبابها وأجمل سنين العمر لذلك البرعم الذي تركه
الحبيب الراحل .. وكانت تقيسه كل يوم ب ( شبرها الصغيرة ) .
متى تكبر ..؟ متى تدخل المدرسة ..؟ متى اراك عريسا .؟ متى متى .. متى ؟؟؟؟
.وكم من خاطب جاء يلتمس قبولها زوجة له .
ولكن تأبى ان تبيع ذكريات الحبيب الراحل بزواج ثاني .
وكانت تحتضن ماكنة الخياطة لتخيط ملابس بنات المحلة كي
تصرف على بيتها الصغير.
وكبر ( علي ) ودخل المدرسة وكان التفوق رفيقه في سني
الدراسة .. وكان وراءه ام واعية واهداف واحلام ينتظرها الاثنين معا ..
ودخل الاعدادية وتخرج منها بمعدل يؤهله لدخول كلية
الهندسة التي يطمح ان يتخرج منها كوالده الفقيد .
ودخلها وتخرج منها .. وفي حفل التخرج وقف على المنصة محييا من وقفت وراءه تشد من عزيمته في المهمات والايام العصيبة
وقد رفعها الى المنصة ليطبع قبلتين الاولى على جبينها الوضاء
والثانية على الكف الرقيقة التي تعبت من اجله .
وفي الليلة الثانية للتخرج طلبت اليه ان يتزوج لترى احفاده قبل ان تغمض عينيها الى الابد .
وافق على ذلك .. والقى مهمة اختيار الزوجة الصالحة عليها .. وفعلا لم تجد احسن من اختيار بنت احدى الجيران .
( فاطمه ) .. هي من ستكون خير زوجة لك ياولدي .. وكان لهم ماارادوا .. وتم عقد القران .. وماهي الا اياما معدوده الا و وتكون فاطمة في بيتهم .
اصبحوا والمنادي ينادي : حي على الجهاد
فهب ملبيا للنداء .. ولدي انه جهاد كفائي .. نعم يا أمي .. وانا
لم اعد طالبا .. ولم احصل على وظيفة .. فالوطن يناديني
ولبى النداء ..
وهو مستبشر بالملابس العسكرية حاضنا سلاحه
وذهب للثأر للارض والعرض .
والام تلتمس اخباره ..
وفي ليلة ظلماء أفتٌقد فيها القمر .. استيقظت على الم يعتصر قلبها من حلم اسود ..
واذا بالباب تطرق ..
والناعي ينعى اليها وحيدها ..( علي ) .
تسمرت في مكانها للحظات .. ثم قالت : انتظروني .
اتت بحلوى العرس ونثرتها فوق جسد البطل المسجى وزغردت ..
وغنت له : عفيه ابني المادنك راسي .
هزيت ولوليت لهذا
ابني المضغته البارود مفطوم اعله سرگيهه
غمهه اللي تجيب اهدان وتگمطه اعله رجليهه
ام البنين الحسني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق