أكرمني ربي بلين القلب و قلبك ألين
فهداني لعبادته و قلبك يملأه الإيمان
أدركت غاية الأمر و ما قضاه الرحمن
إذ أنشأ وجدك في الفؤاد و هو ولهان
فالوجد منة ينشأها في القلب المنان
قدر سطر في اللوح قبل خلق الأكوان
ما اطلع عليه ملائكة و لا علمه إنسان
إذا جاء الأجل يتحقق فيشهده العيان
إنه شأن الخبير و تدبير محكم الإتقان
حكم حليم له الأمر و هو الملك الديان
و إذا قضى أمرا فإنما أمره كن فيكون
الشيطان يخوف أوليائه و وعده بهتان
و وعد الله حق و اليسر يغلب عسران
لا أهاب مر الشقاء و لا حدة العشوزن
أبارز الشدائد الثقال و لا يسمع الأنين
فلا حياة لقانط يؤوس ضعيف الإيمان
و لا حظ لرعديد مرتاب و خؤون جبان
لا أخاف صليل الحسام و حدة البراثن
الأخد بالأسباب سر يكسب به الرهان
و التقاعس انتكاس و رعونة و خسران
لا يخوض الوغى إلا أشاوس الشجعان
و الإجفيل الهياب هو و اليائس سيان
أكرمني الله بك فأنت التاج و النيشان
سليلة الأخيار زمردة غالية حوراء العين
أعطاك القادر ملاحة أين منها الحسان
و أين منها عطر الفل و عبير الأقحوان
نبعة الريحان أبهى من و ميض اللجين
زمردة الأخيار كالورود طنفسة للبستان
و نبرة صوتك رخيمة صداها لحن رنان
قلب ودود و ذكره جرى على كل لسان
حياء العذارى و بهاء ما جاء بمثله زمان
طموح جامح و نباهة الحكماء و الإتزان
قلبي أنق بخصالك و أنت للعفة عنوان
يعطر ذكرك النظم شرفا و حرفه ألحان
إليك وحدك أنظم و الثناء عليك ديدان
فأنت مهجة الروح و قربك أمن و أمان
وقاك الحافظ من عين الإنس و الجان
و أعاذك من حقد الخلق و أز الشيطان
حكاية وجدنا قدر لم يكن في الحسبان
ما هو إلا لطف الرحمن و عطاء المنان
حظ قل نظيره و كرم المنان لا يستهان
سعادة تشرح الصدر ختامها الاطمئنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق