يابيت أغلى من حبيت
أتراك مثلي لها حنيت ؟
يا باب البيت
كيف تراك صمدت
حين صمتت الأصوات
داخل وخارج هذا البيت ؟!
يا جدران وسقف البيت
ألازلتِ تذرفين مطراً
دموعاً تبكين كما بكيت؟!
يا نجم أمي
يامن مددتها ببريق الأمل
ما حل بك هل مثلها انطفيت؟!
يا بلكون أمي
يامن كنت متنفسها الوحيد
ومتنفس كل من يزورها
على بعادها
وبعاد الزوار والزرع والطيور
أمازلت صامداً أما انهديت ؟!
يا سرير أمي ما أتعسك
زدت برداً وزمهريراً
حين لمن كانت تضمك وتدفئك
مثلي عنها أقصيت
يا عكازة أمي ما حل بك ؟!
لطالما كنت أحسدك
أن أكون مطرحك لكم تمنيت
يا خزانة ثيابها ما حل بك ؟!
حين صرت خاوية كقلبي
فمنك ماعدت لريحتها شميت
يا مرآتها أتحطمتِ مثلي
حين غدوتِ
بلا وجه صبوح تستصبحين به
كأجمل ما رأيت
يا تلفون أمي وموبايلها
أتراك مثلي شعرت بالمرارة
حين فقدت الحرارة ؟!
لا من الدولة بل من صوتها العذب
مت معها فلا رديت ولا رنيت
يا تلفزيونها أتراك انعميت؟!
فشاشتك سوداء
حين غابت من لم تغب عن ناظريها
فكنت مؤنسها بوحشة الليالي
وعاشت بمسلسلاتك الحياة الأسرية
لكم تمنيت أن نكون أبطالها ومؤنسيها
آاااه كم تمنيت
يا سفرة أمي العامرة
كيف غدوت صحراء بور؟!
لا سرور
ولا طيب الوجوه حولك
ولا أطايب الطعام عليك
ولو وجد وأكلت على روح
من كانت لنا الروح
وللبيت وللمة الحلوة
فبكل لقمة لأمي غصيت
رحلت برحيلها
احتفالاتنا ولماتنا الحلوة
فلا عيد أم
ولا عيد سنحتفل
فلا هدايا بقيت تصلها
إلا إن دعيت وتصدقت وصليت..
يا مطبخ أمي الأصلي
كم لطبخها الشهي فيك حنيت
يا بيت أهلي
حزينة أنا
حين آتيك بدونها ..
وحين لا آتيك
أحن إليها وإليك
فأنت لست كأي بيت ..
قطعة من روحي تركتها
تحت التراب و بين جنبيك ..
فإن غبت كما غابت
فبالقلب لكما اشتياقي وحبي خبيت
كل تلك الأشياء ليست بعيني
غيبت حين غابت ملكة البيت
ما يعنيني أن تبقى
الألفة بيننا وبين أولادنا
وسآخذ من بيت أهلي
الذكرى الحلوة
التي زرعتها أمي وأبي
في قلبي وقلب أولادي
أبدا ما حييت
لن انساك يا أمي ويا أبي
ويا بيتاً ليس كأي بيت
يا بيتاً فيه ولدت وعشت وتربيت
يابيتاً ضم أمي وأبي
وضمني وأخواتي وإخوتي
ومعهم كم لعبت فيه وتسليت
فيه نجحت وفيه ضحكت وبكيت
ومنه إلى زوجي عروساً انزفيت
وليتني ما بعدت عنه وعن أمي..
من البعد كم عانيت
أصارع نفسي طيلة عمري
عساني أكون لوالدتي برّيت
وأغرق بدموعي بحياتها
عليها وعلي
فكم قاست وكم قاسيت
واليوم نبكيها ونبكي بيتاً
كنا نراه جنة بها
وقد رأيناه الآن على حقيقته
كما كانت تراه
قبراً كبيراً
تدعي أن تغادره
ما عرفنا أن نجعله
لها جنة
وياليتنا استطعنا
يااااليت
فيارب أبدلها دارا
خيرا من دارها
واهلا خيرا من اهلها
وابني لها عندك
لنا ولها أحلى بيت
سبحان من جبل بيت أهلي بوفاء كأهلي
حرفياً وفعلياً لم تقو على فراقها فانهديت
لم أرَ مثلك وفياً لأصحابك يا أغلى بيت
بنوك شريكاحب
كعصافير غرام
يبنون عشهما غصناً غصناً
حجرة حجرة
وأنجبا فراخهما العشرة
وظللت مرخي سترك وفرحك
صامداً بصمود أصحابك
ما استطاعت
عوامل الطقس على قسوتها
ولا الحرب الشعواء على وحشيتها
أن تنال منك ولو حجرة
وحين غادر أبي
ظللت صامداً
لنكبر تحت سقفك
وتحت جناحي أمي
ولكن حين غادرت أمي الحُجرة
تزلزت الأرض من تحتك
فلم تبق حجرة على حجرة
وتركتنا نصارع اليتم والضياع
والغربة والوحدة والندم والحسرة ..
فيارب ما تعذبنا وانكوينا بالدنيا
فاجعله رحمة ونور على قبر أمي وأبي
ولنا ولهم رفع درجات ورحمات وحسنات بالآخرة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق