الثلاثاء، 16 أبريل 2019

من بستان النبوة السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي ( مصـــــــر )

من بستان النبوة
السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي ( مصـــــــر )
-------------------------------------------------
((( فضل التصدق بالماء )))
جاء سعد بن عبادة -رضي الله عنه- إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:
" يا رسول الله، إن أمي ماتت، أفأتصدق عنها؟ !.
قال: "نعم"، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: "سَقْيُ الْمَاء" .
( رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة )
نعم ان عنصر الماء أكبر النعم التي انعم الله بها علي سائر المخلوقات ، فهو أصل الحياة و منه كانت بداية الخلق و التكوين و لم لا فعرش الرحمن كان علي الماء ، و الانسان خلق من ماء ، و كل شيء حي مرده الي الماء ، و ثلثي الكون الماء فالماء سر الحياة ، لا يستطيع كل مخلوق حي أن يستمر بدون هذا الماء ، فهو غيث ، و المحافظة عليه من التلوث و من الاسراف من جوهر الاسلام ...
وحينما أشرب كوبا من الماء المثلج لا أمتلك الا أن أردد في التو و اللحظة و في صوت عالي .. الله الله الله .
و أجمل هدية أن تقدم لعزيز عليك كوب ماء مثلج زجاجي شهي ، ينم عن الصفاء و الحياة .
و لو ظللت أتحدث عن الماء لم ينتهي حديثي عنه ، و لم لا فالإنسان يحتاج الي الماء ، و هذا مشهد له دلالات أيضا يحكيه لنا القرآن الكريم ليبرهن ويلل علي أهميته ...
" وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ
قال تعالي :
وجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ " - الأنبياء :30 "
و قال تعالي أيضا :
" والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير "
فالله خلق كل شيء وحفظه بالماء ، و لذا اقتصر هنا في الحديث بعد فضل الله علينا بالماء ، الي خير صدقة أن تفطر صائم علي جرعة ماء أو تعطي سائل او ملهوف كوب ماء ، بل تتصدق علي أهلك بالماء فهو صدقة جارية علي أرواحهم و الماء خير رزق لا يستطيع أن يصبر عليه كائن حي ولذا أطلقوا علي الجمل سفينة الصحراء و لأنه يمتاز بالصبر علي الماء و يخزنه هكذا .
و الحروب التي تكون قادمة حرب مياه ، لأن الزراعة و العمران لا يستقيم الا بالماء ..
هذه كانت بعض ملاحظاتي المتواضعة عن فكرة ( الماء ) من منظور الصدقة الجارية .
و ما أحوجنا الي سبيل ومبردات الماء البارد المجانية في كل مكان ، بعد أن سيطرة المياه المقطرة و الغازية بالأسعار الباهظة و هذا من باب المساعدة للمقيم و المسافر معا ، و هذا أقل باب خير ، بل أفضل تجارة وصدقة من الضرورة فهي رزق وطعام مبارك في آن واحد .
فيا رب ارزقنا شربة ماء هنيئة من حوض المصطفي صلي الله عليه و سلم لا نظمأ بعدها أبدا آمــــــــين يا رب العالمين .
مع الوعد بلقاء متجدد أن شاء الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...