تيه العرب في نشيد الشاعرة منى ضيا
الناقد احمد العربي - المغرب
.......
أحزان الشاعرة منى ضيا التقت بعدة جذور في قصيدة ( بلادي ) فهي لم تلتق بجنوب لبنان فحسب او لبنان او سوريا ، بل غارت جذروها نحو عمق الاصل العربي بين رحلة التاريخ الضحل لما يحمل من حاضر ، والتاريخ العميق جدا الذي اخرج انبياء ودول وحضارة وكأنها تركت نشيد الحجارة والوطن وناشدت الانسان الذي بدا يخذل الاوطان وطن تلو الآخر ، كان اوسع حروف في القصيدة حرف القاف والتاء وكأنها حروف مشقت خدها سهرا وارقت فكرها فاصبحت بلا مآوى ولا لحاف كي تغفو وتدفأ فيه الفراق - يضمحل امام العناق التلاقي يذوب باليقين والسقم بالنفاق والوقت بالفقراء ، قد ساقت القاف بالكفاف بحزن القلق من دون ان تتصنع للكلمة بل القصيدة هكذا تربصت للشاعرة واخذت تتخذ طورها حتى استقر القاف في النهاية الى رقم بعد ان عصر تاءها بالدال فلا دليل يؤيها والتيه يبقى على العرب واقع لايمكن نزعه والامان تاه من الخاطرة حتى بالطيف ، قصيدة تكاملت بالرؤيا الصحيحة كنت انتظر هكذا ابداع منذ اشهر حين اشار الشاعر ابومهدي صالح الى سمفونية منى داوود ضيا من جنوب لبنان انها عصفورة تغرد للأرز وتشنف الاذان ودعاني لسماع تلك الاشجان ، هذه القصيدة عربية الوطن عربية الشجن عربية التيه وكأن التاريخ استبدل تيه اليهود بالعرب ووضع الوطن عبارة عن هجر والبلاد لابلاد فمتى كان الدعاء هو الذي يخرر الاوطان!؟ لم تعد نسمة البلاد الا خجولة وقد تساوى العرب في التهجير والضياع وقد تساوى العرب ببيع انفسهم للضباع
صور القصيدة متراكمة واضحة المعالم ، بلغة بسيطة يلملها شجن الكلمة وشدو الجملة التي تناغم المفردة ، الاستعارات كانت موفقة والتشبيه وضع جمالية للصورة والكلمة قريبة جدا لاستعمال ومفهومة خالية من التصنع والابتذال
تركت اخيلة الشاعرة صياغة القصيدة للوطن الواحد تحت لسان عربي ، وتركت العربية تدور بالعقل وتكثر من الوجع وكلما كثر كلما كان النشيد اكثر نشيج ونحيب وكلما طالت استمرت العين بذرف الدموع الى وطن قطعه الاحباب وتركه الاصحاب
القصيدة
.......
أحزان الشاعرة منى ضيا التقت بعدة جذور في قصيدة ( بلادي ) فهي لم تلتق بجنوب لبنان فحسب او لبنان او سوريا ، بل غارت جذروها نحو عمق الاصل العربي بين رحلة التاريخ الضحل لما يحمل من حاضر ، والتاريخ العميق جدا الذي اخرج انبياء ودول وحضارة وكأنها تركت نشيد الحجارة والوطن وناشدت الانسان الذي بدا يخذل الاوطان وطن تلو الآخر ، كان اوسع حروف في القصيدة حرف القاف والتاء وكأنها حروف مشقت خدها سهرا وارقت فكرها فاصبحت بلا مآوى ولا لحاف كي تغفو وتدفأ فيه الفراق - يضمحل امام العناق التلاقي يذوب باليقين والسقم بالنفاق والوقت بالفقراء ، قد ساقت القاف بالكفاف بحزن القلق من دون ان تتصنع للكلمة بل القصيدة هكذا تربصت للشاعرة واخذت تتخذ طورها حتى استقر القاف في النهاية الى رقم بعد ان عصر تاءها بالدال فلا دليل يؤيها والتيه يبقى على العرب واقع لايمكن نزعه والامان تاه من الخاطرة حتى بالطيف ، قصيدة تكاملت بالرؤيا الصحيحة كنت انتظر هكذا ابداع منذ اشهر حين اشار الشاعر ابومهدي صالح الى سمفونية منى داوود ضيا من جنوب لبنان انها عصفورة تغرد للأرز وتشنف الاذان ودعاني لسماع تلك الاشجان ، هذه القصيدة عربية الوطن عربية الشجن عربية التيه وكأن التاريخ استبدل تيه اليهود بالعرب ووضع الوطن عبارة عن هجر والبلاد لابلاد فمتى كان الدعاء هو الذي يخرر الاوطان!؟ لم تعد نسمة البلاد الا خجولة وقد تساوى العرب في التهجير والضياع وقد تساوى العرب ببيع انفسهم للضباع
صور القصيدة متراكمة واضحة المعالم ، بلغة بسيطة يلملها شجن الكلمة وشدو الجملة التي تناغم المفردة ، الاستعارات كانت موفقة والتشبيه وضع جمالية للصورة والكلمة قريبة جدا لاستعمال ومفهومة خالية من التصنع والابتذال
تركت اخيلة الشاعرة صياغة القصيدة للوطن الواحد تحت لسان عربي ، وتركت العربية تدور بالعقل وتكثر من الوجع وكلما كثر كلما كان النشيد اكثر نشيج ونحيب وكلما طالت استمرت العين بذرف الدموع الى وطن قطعه الاحباب وتركه الاصحاب
القصيدة
بلادي بقلم د. منى ضيا
هُناكَ التَقَينا
ودَلَّتْ البِنَانُ على تَلاقِينا
وبُحورُ العُرْبِ تُقَارِبُ الغُربَةُ
يَقِينا.....
وَما عادَتْ طُيورُ الحُب تُوَاليناِ
وزَادَ الوَجَعُ أَلَما..
وَعُدنا نَتَجَرَعُ كَأْسَ الفُرَاقْ..
نَشْتَاقُ مَعَهَا الى العِناقْ
وعَادَتْ الفُرْقَةُ سَقَما..
وعَبَرَ فينا النِفَاقْ
أُمَتي مَتَى إِجْتَمَعَ شَمْلُنا
مَتى ارتَاحَتْ المُؤامراتْ؟؟
وَكَيفَ هُجِّرْنا مِنَ السَاحَاتْ؟
جَحَافِلُ الكُرْهِ آفَاتْ
تُساوِمُ عَلْينا فِي كُلِ الأَوقَاتْ
وَنَحْنُ القُدسَ نَسِيناها
وأَيضاً الشَامَ تَركناها
وبغْدادَ خَلْفَ الظُهُورِ رَميناها
ورُحنا نَدعو مَعِ العِبادْ
يا رَبَّ إِرْجِعْ لَنا البِلادْ
ومَتى كَانَ وَحْدُهُ الدُعاءَ كَافي
مَتى كانَ يَنْفَعُ شوقَ الهِتافِ
ومَتى كانَ لِلْحَربِ غَيرُ الفُقَراءْ
وَجَميعُنا في الغُربَةِ سَواءْ
غَابَتْ ضَمَائرٌ ودُمِرَتْ وِهادْ
وكُنَّا في بَيتِنا
وَأَصْبَحَتْ بينَنا.
مُرُوجٌ مِنَ العِتابْ
وَطَيفٌ مِنَ البُعَادْ
وتَكَاثَرَتْ على أَمانينا الأُمَمْ
طَالَتْ سُكُوناً ،،بَاعَتْ ذِمَمْ
وأَحْبَطَتْ فِي تَآمُرِها الهِمَمْ.
بِلادي مَن إغْتالَ أَعتابَكِ
بِلادي مَنْ أَضَامَ تُرابَكِ
بِلادي أَنهَكُكِ الشَرُ والسُقَمْ
بِلادي يا بِلاداً زَيَنَتها القِمَمْ
أَنا في بِلادي غَريبَهْ
بِلادي أَخَافوا أَطْفالي
بِمُؤَامَراتٍ مُرِيبهْ
إِنَّا في عِدادِ النِسْيانِ رَقْمُ
بِلادي يا نَسْمَةَ الصُبْحِ الخَجُولَهْ
أَضَاعوا مِنْ حَوَارِيكِ الطُفُلَهْ
وَأَسْقَموا مِنْ حَنَايَكِ الرُجُولَهْ
وأَصَابَكِ في الصَميمِ سَهْمُ
وَمَا زِلنا نَنْتَظِرُ ويَنتَظِرُ مَعَنا العَزْمُ
هُناكَ التَقَينا
ودَلَّتْ البِنَانُ على تَلاقِينا
وبُحورُ العُرْبِ تُقَارِبُ الغُربَةُ
يَقِينا.....
وَما عادَتْ طُيورُ الحُب تُوَاليناِ
وزَادَ الوَجَعُ أَلَما..
وَعُدنا نَتَجَرَعُ كَأْسَ الفُرَاقْ..
نَشْتَاقُ مَعَهَا الى العِناقْ
وعَادَتْ الفُرْقَةُ سَقَما..
وعَبَرَ فينا النِفَاقْ
أُمَتي مَتَى إِجْتَمَعَ شَمْلُنا
مَتى ارتَاحَتْ المُؤامراتْ؟؟
وَكَيفَ هُجِّرْنا مِنَ السَاحَاتْ؟
جَحَافِلُ الكُرْهِ آفَاتْ
تُساوِمُ عَلْينا فِي كُلِ الأَوقَاتْ
وَنَحْنُ القُدسَ نَسِيناها
وأَيضاً الشَامَ تَركناها
وبغْدادَ خَلْفَ الظُهُورِ رَميناها
ورُحنا نَدعو مَعِ العِبادْ
يا رَبَّ إِرْجِعْ لَنا البِلادْ
ومَتى كَانَ وَحْدُهُ الدُعاءَ كَافي
مَتى كانَ يَنْفَعُ شوقَ الهِتافِ
ومَتى كانَ لِلْحَربِ غَيرُ الفُقَراءْ
وَجَميعُنا في الغُربَةِ سَواءْ
غَابَتْ ضَمَائرٌ ودُمِرَتْ وِهادْ
وكُنَّا في بَيتِنا
وَأَصْبَحَتْ بينَنا.
مُرُوجٌ مِنَ العِتابْ
وَطَيفٌ مِنَ البُعَادْ
وتَكَاثَرَتْ على أَمانينا الأُمَمْ
طَالَتْ سُكُوناً ،،بَاعَتْ ذِمَمْ
وأَحْبَطَتْ فِي تَآمُرِها الهِمَمْ.
بِلادي مَن إغْتالَ أَعتابَكِ
بِلادي مَنْ أَضَامَ تُرابَكِ
بِلادي أَنهَكُكِ الشَرُ والسُقَمْ
بِلادي يا بِلاداً زَيَنَتها القِمَمْ
أَنا في بِلادي غَريبَهْ
بِلادي أَخَافوا أَطْفالي
بِمُؤَامَراتٍ مُرِيبهْ
إِنَّا في عِدادِ النِسْيانِ رَقْمُ
بِلادي يا نَسْمَةَ الصُبْحِ الخَجُولَهْ
أَضَاعوا مِنْ حَوَارِيكِ الطُفُلَهْ
وَأَسْقَموا مِنْ حَنَايَكِ الرُجُولَهْ
وأَصَابَكِ في الصَميمِ سَهْمُ
وَمَا زِلنا نَنْتَظِرُ ويَنتَظِرُ مَعَنا العَزْمُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق