الجمعة، 19 أبريل 2019

** أَوْجَاعْ وَطَنْ **** رضوان یگتب قصیده بعنوان

** أَوْجَاعْ وَطَنْ **

------------------


فِي لَيْلةِ

الْعيدِ الاكبرْ

فَاجَأَناَ جَدِّىِ

مَنْ 

يَرْسُمُ خَارِطَةً لِلْوَطَنِ 

 وَيمْحُو خَارطةَ الْأَوْطَــــانْ ؟

مَنْ

يَجُبُّ حُدُوداً مُصْطَنَعةْ

وَيَكْسِرُ قيدَ السجانْ ؟

مَنْ

يُوقِظُ الشّهامَةَ

ويحيى الكرامة

في قَطيع الْعُربانْ ؟


:: ::


لَمْ نُحركْ سَاكناً

فاستدارَ جَدِّى

يَحملُ فوقَ كَتِفَيْهِ

مَجْداً مَضَى

وذلاً حَاضراً

وَخوفاً من مُقْبِلِ الأَزْمَانْ


:: ::


لمْ يُعجبهُ فينا

هَذَا الأُفُولْ

لَمْ يُعْجِبهُ

خمولاً جَعلنَاهُ لناَ

 نَامُوساً وعُنوانْ

فَلَمْلَمَ بَقاياهُ

لَملَمَ بقايا حُلُمَةُ الْمَوْؤُدُ

الذِى طواهُ النسيانْ

استدارَ رَاحلاً مُنتعلاً

رَجْعَاً صَوْتِياً عَرَبِيَاً

يُكَرِّرهُ قَادَةَ الْعَرَبِ

فيِ كُلّ وَقْتٍ وآنْ

نَشْجُبُ .. نُدِينُ .. نَسْتَنْكِرُ

رَجْعَاً عَرَبياً يَتكررُ 

كَأَنّهُ الْأَذَانْ


:: ::


أَشْفَقْتُ عَليهِ

مِنَ الْوَعْثَاءِ بَعْدَ أَنْ

خَطَّ الْوَدْجُ مَفْرِقَهُ

وَخُطُوبُ الزَّمَانْ 

رَسَمَتْ

تَضَارِيسَ وَجْهَهُ الْعَرَبِيِّ

الْمُشَوَّهِ عَمْداً

حتى انه اصبح

بِلاَ عَيْنَانِ

معقودُ اللسانْ

أَشْفَقْتُ عَليهِ

فَتَحركَ فيِ أحشائي أملٌ

كُنتُ

قد أَلْقيتُهُ جُبَّ النسيانْ

أَنْ أَصْحَبَ جَدِّى

في رحلةٍ 

عبرَ مَاضِيهِ الَّذى كَانْ


:: ::


حَدِّثْنِي جَدِّيَ الْعزيزْ

أيُّ خَارطةٍ

تلكَ التي تقصدْ؟

وأيُّ شهامةٍ

الوطن يفقدْ؟

ولم الحزنُ يُدثِّرُكَ

ان الحزنَ يا جدىِ

يهدمُ الانسانْ


:: ::


ايهِ يا ولدي الصغيرْ

كان وطنك العربيْ

سيداً في عباءتهِ

عزيزاً ابياً 

يُشارُ اليهِ بالبنانْ

يَختالُ في مشيتهِ 

وقوراً حافظاً

لِلْعِرْضِ والاديانْ

لا تُرَدُّ كَلمَتَهُ

اذا اقسمَ أَبَرَّ

ولمْ يَحْنِثِ الْأَيْمَانْ

وَطَنٌ عَلَّمَ الدنْيَا

وَكَانَ قِبْلَةَ الأَوْطَانْ

والأَنَ يا صغيريِ

تشردَ الوطنُ

تشتَّتَ  .. تَبعثَرَ .. تَمزقَ

ثَوْبٌ بَالٍ لاَ يَسْتُرُ الْأَبْدانْ

أَرْضُناَ

ارضُنا احْتُلَّتْ

مَساجدُنا هُدِمَتْ

أَعْراضُناَ هُتِكَتْ

واجراسُ الكنائسِ 

خاصمتهاَ الالحانْ

وَلِسانُ الْحالِ الْعربيْ

نشجبُ .. ندينُ .. نستنكرُ

رَجْعاً عَربياً يتكررُ

مِنْ سَالفِ الْأزمانْ

قُتِلَ الدرةُ

أُغْتِيلَتْ ايمانْ

فِي الاقصَى مُنع الاذانْ

في العراقِ ذُبِحَ الصبيانْ

سَبقته الجولانْ

ضُربتْ وقُسّمتْ سودانْ

ولسانُ حالِ زعماءِ العربْ

نشجبُ .. ندينُ .. نستنكرُ

رَجْعاً عربياً يتكررُ 

منْ سالفِ الازمانْ


:: ::


اصبحَ الوطنُ يا صغيري

ثوبٌ بالٍ مرقعٌ

وكل رقعةٍ تنهشُ الاخرى

اليمنُ والسعوديةُ تتصارعانْ

ليبياَ بيدِ ابناءها تتلاشَى

من خارطةِ الاوطانْ

والعراقُ اشبهُ

بفوهةِ بركانْ

والقدسُ يا صغيري

القدسُ تصرخُ وا عُرُوبتاهْ 

والاقصَى يَصْرخُ وا اسلاماهْ

لَكنْ 

لَكنّ المعتصمَ

 طَوَتْهُ الاكفانْ


:: ::


انظرْ

انظرْ يا صغيري

الى يهودٍ 

كانوا مطيةَ الدنيَا

كَانُوا في شتاتْ

فَلَمَّا هُنَّا .. تَأَسَّدُوا

فَافْتَرَسُوا الرَّاعِيَ

قبل الشاةْ

أَصْبَحْنَا يا ولدِى 

جَوْعَى

لا نملكُ الاقواتْ

اطْفالٌ جَوْعَى

وَنساءٌ ثَكْلَى

وارضٌ حُبْلَى

بحزنِ الْعُمْرِ الْقَادِمْ

وَقَادتنَا 

قَادتنَا في حكمِ الامواتْ

ألاَ تسمعْ 

أطفالُ غزة والصرخاتْ

ألا تسمعْ

شيوخُ اليمن والآهاتْ

ألا تسمعْ

أراملُ العراقِ والعبراتْ

الا تسمعْ

نساءُ سوريا النائحاتْ

وَمَا زلتَ تَسْأَلُنِي

لِمَ الحزنُ يُدثرنِي

ويسرقُ بسمتِي من الشفاةْ

أما زلتَ تسألُنِي

وارضُنا العربيهْ

أَصْبَحَتْ لعدوناَ

قواعدَ وثكناتْ


:: ::


هذهِ 

 أُمَّةُ العربِ

وهذا 

هو حالَنا العجيبْ

من أراضينَا 

 تُضْربْ أراضينَا

من أهالينَا 

 يُنَاصَرُ أعَادينَا

بأيديناَ 

غُلَّتْ أيادينَا


:: ::


فاهْتف معِي 

يَا صغيرِي

عَلَّنَا نُسْمِعُ الامواتْ

اهتف معي

يَا عَرَبْ

فلسطينُ مهدُ الرسالاتْ

المحتلُ فيها واثقُ الخطواتْ

هُتِكَ فيها عِرْضُ السيداتْ

أَجْراسُ الكنائسِ هجرتها النغماتْ

في الاقصى.. مُنِعَتِ الصلواتْ

يا عربْ

سُوريَا مهدُ الحضاراتْ

الاطفالُ فيها بينَ مرضَى وعُراةْ

البناتُ بين عُرْىٍّ ونصفُ كاسياتْ

اجسادُ الشهداءِ في الطرقِ والحاراتْ

الموت ينهشُ الاجسادَ والقاماتْ

يَا عربْ

أَفيقوا واهْجُروا هذا السُباتْ

لاَ تبيعُوا الاقصى بالنزواتْ

لاَ تسكروا

علَى شرفِ القدسِ في الحاناتْ

لا تبيعُوا الوطنَ بالشهواتْ


:: ::


هلْ تسمع يا صغيريِ 

من القومِ

رداً أو اجاباتْ

هلْ تسمعْ يا صغيريِ

حَتَى هَمْهَمَاتْ


:: ::


جَدِّى .. جَدِّى .. يَا جَدِّى

هَا أَسْمعُ يا جدِى

قَائداً عربياً يرددُ

هَا أسمعُ

قائداً عربياً يصيحُ

:: 

    ::

        ::

            ::

نَشْجُبُ .. نُدِينُ .. نَسْتَنْكِرُ

رَجْعاً عَربياً يتكررُ

فِي كل الازماتْ

تَيقّنْتُ الانَ يا جدِى

أَنّ كل سَفِينٍ يَغْرَقُ

والرّبَابِنَةُ بينَ

مُتخَاذلٍ وَخَائفٍ 

لاهمَّ لهمْ الّا 

حُبَّ الذاتْ

كُتِبَ علينا يا جدِى

حَاضرٌ أسودٌ

كالليالى الحالكاتْ

ومُستقبلٌ 

حاضِرُنَا لهُ 

بعضُ ارهاصاتْ


:: ::


فَيا كلَّ حُرٍّ

في عَالمِنا الْعَرَبِيْ

اهتفْ معِي

يا كلّ مُتخَاذلٍ وخائف

تَرَبَّعْتَ عَلَى قُطْرٍ عَرَبيٍ 

مَاذَا تُريدُ ؟

أنْ تَبْلُغَ 

فِي عُلُوِّكَ السّمَواتْ 

مَاذا تريدُ ؟

تَاجٌ وعَرْشٌ

سُلطانٌ وجاهْ

أنْ تَظلَّ هَامَاتَنَا

لكَ صَاغِراتْ

لَكَ الْبَقَاءُ يَا سَيِّدِى

لَكِنْ

لاَ يَدُومُ عَصْرُ الطُّغَاةْ

مَاذَا يُرْضِيكَ مِنَّا ؟

تَهْلِيلٌ وتَمجِيدٌ 

لَكَ الثَّنَاءُ يّا سَيدِى

وَكُلُّ آياتِ المدْحِ

لَكِنْ

كَفَانَا مُوبِقَاتْ

يَا كُلَّ خَائِنٍ وَعَميلْ

ارْحَلْ

فَالْعُرْيُ كَسَى أَبْنَاءَ الْوَطَنِ

وَالاطْفالُ مَاتُوا جُوعاً

وَالرجَالُ صَارُوا

كَالنِّساءِ البَاكياتِ النَّائحاتْ

يَا كلَّ خَائنٍ وَعَميلْ

تَرَبَّعْتَ على صُدورِنَا 

مِنْ زَمَنٍ

ارْحَلْ

قَدْ شَوهتَ الصبْحَ

في عيوننَا

وَسَرَقْتَ البَسْمَةَ من الشِّفَاةْ

ارْحَلْ

كَمَّمْتَنَا

بِالشَّجْبِ والاسْتِنْكَارِ حَتىای

حَتى اخْتَنَقَتْ

فِي صُدُورِنَا الْعَبَرَاتْ

ارْحَلْ

لَعلَّ اللهَ

يُخْرِجُ من ظُهورِنَا

وأَرحامُ النساءِ

مَنْ يُوحِّدُ صَفَّنَا

وَيَجْمَعُ شَمْلَ الشّتَاتْ

*****

هناك تعليق واحد:

  1. كل التقدير والاحترام ويشرفنى هذا الاهتمام بكلماتى المتواضعه .. دمتم بخير اصدقائى الاعزاء ودام ابداعكم الجميل

    ردحذف

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...