الثلاثاء، 12 فبراير 2019

جدار الصمت /الشاعر هشام بريطل

جدار الصمت....!

أيها العابر جدار الصمت 
أيها المستبد بعقارب الوقت 
أنت الحياة والموت 
تبحث بداخلي عن بقايا
عن شظايا
عن رفات إحساس 
واريته يوما تحت التراب
أقمت له جنازة
حملته على النعش
كنت وحدي أمشي
خلفه وأمامه
فوقه ومن تحته
أمشي
شيعت جثمانه 
دعوت له بالغفران
عطرته بدموع النسيان
قبلته قبلة الوداع 
أعلم كما تعلم أن الأموات
لا يبعثون
لا يرجعون
عبثا أن تظن أنهم يرجعون
أيها الألم الذي يحاول 
ان يدغدغ مشاعري
يقرأ دفاتري
أرجوك إرحل 
كما الجميع يرحلون
إنسى 
كما الجميع يفعلون
لن تجد إسمك بين السطور
لن تقرأه بين ضلوعي في الصدور
ارحل قبل أن تغرق 
فبيني  وبينك جسور
هناك مسافات
تمتد مساحات مساحات
تنسينا الذكريات
أيها القابع على حدود الرجوع
اليوم 
واليوم فقط 
شيدت بيني وبينك أسوار 
حفرت الخنادق
بمعاول الصبر
اليوم واليوم فقط
صدقني 
وأدت كل الأشواق 
أعدمت شنقا كل عرائس الإشتياق
لا يهمني هل ابتسم لي الربيع
كل شيء مع غروب الجفاء يضيع
لا يهمني 
ما عاد يهمني
أدمنت على الغروب
كقطعة ثلج في ألمي أذوب
بين أزقة الهجر أجوب
أيها الواقف على قبر الأماني
لن أطلب منك أن تدعو لها بالغفران
لن أطلب منك أن تضع فوقها إكليل الياسمين
أو أن تدعو رب العالمين
أن يتسربل بداخلي الحنين
ولا أن تلقي خطابا حزين
أنا الحزن
وكم صار يعشقني الحزن
وأعشقه إلى حد الجنون
أراه رفيقا حنون
ربما لأنه ليس مثلك يخون
يلازم قلبي 
رفيق دربي
ارسمه سطورا في كتبي
فعذرا أيها العابر جدار الصمت
أيها القابع على حدود الرجوع
أيها الواقف على قبر الأماني
إرحل كما الجميع يرحلون
هشام بريطل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...