الاثنين، 28 مارس 2022

تعب وشقاء بقلم عصام نايف عقل

 


كانت تعيش برغد وهناء مع أسرتها الصغيرة هي و زوجها و إبنتها


 الصغيرة بعمر خمسة سنوات ،


 يملئ قلبها الأمل و تغمر روحها السعادة و مستقرة بعيشة هنية ٠


      يعمل رب الأسرة سائقا" على سيارة نقل الخضار و الفواكه من


 الريف إلى المدينة ، 


    يوميا"يخرج من البيت مبكرا" يتفقد سيارته


 زيت محركها و ماء المبرد و يقوم بمسح الغبار عن البلور الأمامي و


 الخلفي مع المرايا الجانبية و الداخلية 


يقرأ سورة الفاتحة و آية الكرسي و يضع مفتاح المرش و


 يتكل على الله 


 يقلع محرك السيارة و ينتظر خمسة دقائق حتى يحمى و


 ينطلق إلى حيث مقصده لجهة العمل ٠


   بعد أن ينهي ساعات عملة و قبل عودته للمنزل يشتري


 بعض المواد الضرورية التي أوصته عليهم زوجته ٠ 


عندما يصل إلى أمام البيت يركن سيارته بجانب الرصيف المخصص لها ، 


يحمل كل الأغراض و عند الباب يخرج المفتاح من جيبه  ليفتحه ، 


   وعندما تسمع زوجته صوت فتح الباب تهرع مسرعة لتستقبله


 ببسمتها المعتاده و تأخذ الأغراض من يده ،


  و أثناء دخوله تجري نحوه إبنته و تعانقه و تبدأ القبل بينهما ٠


   بعد أن يتناول الغداء يدخل إلى غرفة النوم ليأخذ قيلولته المعتادة ، 


    تنشغل الزوجة بنقل أواني الطعام إلى المطبخ و تمسح الطاولة ، و


 تقوم بتنظيفهم ٠ 


  بعد ذلك ترتاح مع طفلتها الصغيرة فترة وجيزة 


    و عند المساء تحضر إبريق الشاي المخمر و توقظ زوجها ليأتي


 يشرب الشاي معها ٠


      كانت حياة هذه العائلة مثالية لاتشوبها شائبة ويمضون أيامهم


 على هذا النحو ٠ 


   بعد حين و أثناء جلسة مسائية شعر الزوج بضيق نفس شديد كاد أن يختنق ،


 إرتبكت الزوجه من هذا المشهد و تناولت الهاتف للتصل بأخية أن يأتي مسرعا" ٠


   و لقرب بيته وصل ملهوفا" و طرق الباب بقوة ضربات متسارعة ،


 فتحت الباب و دخل مسرعا" و حاول تقديم الإسعافات الأولية دون جدوى 


 فإتصل على الفور بسيارة الإسعاف ، التي وصلت بالسرعة القصوى ،


 وحملو الزوج على النقالة و أدخلوه السيارة و ركب بجانبه أخيه و


 إنطلقت بهم مسرعة مطلقة بوق الإسعاف ٠


    ما أن وصل الزوج قسم الإسعاف فارق الحياة و توفاه الله ٠


فجعت الزوجة بنبأ وفاة زوجها و سكن الحزن في قلبها و إتشحت


 باللباس الأسود حزنا" و أسا" على رحيل معيلهم ٠


   ولكنها لم تقنت من رحمة الله ، أفاقت من الصدمة و وجدت أن


 الحزن لم يساعدها على تأمين متطلباتها اليومية ،


 فمضت للبحث عن عمل يؤمن حاجاتها و إبنتها الصغيرة ، 


  ثابرت على إيجاد فرصة عمل إلى أن تيسرت بعدها ، 


وعملت بمطبعة صحف بدخل شهري يساعدها على المضي بحياتها


 المثقلة بالتعب و الشقاء


 و سمح لها مديرها أن تبيع بعد دوامها الصحف كعمل إضافي لتحسين


 وضعها المادي  وتعيش بكرامة ورغد دون مد يد المساعدة من أحد 


ومضت في عملها اليومي قانعة بما يقسمه الله لها من خير وبركة


 وحياة هانئه و هادئة 


         تمت بعون الله 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...