ذاتَ قدرٍ !!
=====
يبدو أن للحب سرا غامضا حتى عن أهله !!
---------------------------------------------
حسام الدين بهي الدين ريشو
===========
كانت يافعة يانعة
كثمرة فاكهة مقطوفة للتو
تهز القلب بضحكتها الآسرة
التى يتجلى اغراء غمازتيها بها
ويبدو جمالها كربيع على غير موعدة
بدأت القصة بينهما بطيفها الذي كان يطارده
يستبق الحروف في قصائدة وخواطره
فاشتاق لأن يقطف زهور شفتيها وأنفاسها
وحانت اللحظة التى لامست فيها نضارة وجهها أفق روحه
لتمنحه نور النهار وضوء القمر
وأخذت مقلتاها تقيم أعمدة حبها في قلبه
وأخذ هو ينصب خيمة اللقاء في صباح الأمل وليل الترقب والانتظار
بينما الأشواق اليها لاتهمد
تحوطه بذراعيها وتحاصر قلبه .. فيغرق فيها مستعذبا ذلك
يستسلم لخفقانها الصاخب ولجمرها الرقيق
يمتلئ بالاحلام أو يحلق كطائر الأوهام في سماء تنهداته
وكان صباح متألق النبض
استجابت فيه لضيافة على كأس من قطرات روحه
ورحيق أيامه
جاءت استجابتها رقيقة دافقة
كحفيف أوراق الأشجار
أو هسيس الأمطار
وفاض شوقها وحبها فانسكب يروي روحه الظمأى منذ ارتآها
حتى صار قلبه كأعشاب بللها الندى
لم يستمر الحال طويلا
كان الحب كجذوة لمعت ثم انطفأت
ذات قدر
عربدت هواجس الغيرة بينهما
واشتعلت كنار الحب المقدسة التى تحرق القلوب
وتتركها رمادا في مهب الرياح
ومزقت أنياب اللوعة ماتبقى من حب لم يكتمل
بالرغم أن كل منهما حاول أن يضع الملح على الجراح ويبتلعها
تحطم القلبان كأعشاب جافة داستها حوافر الخيول
صدمتهما الكلمات التى تؤجج الغيرة ملوحتها
كانت كطعنات في القلوب
أو ركلات في الخواصر
فصارا كغريبين
بعد أن أخمد الفراق كل ماكان
ولم تبق الا مرارة الذكريات
وأحزان راسخة
كأوتاد في الأعماق !!
***************
حسام الدين ريشو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق