الجمعة، 4 مارس 2022

كن واعياً بقلم اية فكرت حاتم

 


من أشهرِ الأقوالِ عن الوعي التي قرَأناها ولكن بعضٌ مِنَّا جَهِلَ معناها الحقيقي و جوهَرُها منها : 

دوستويفسكي

(( أؤكد لكم سادتي، بأن الإفراط في امتلاك الوعي ماهو إلا علّة، الوعي علة مرضية حقيقية وتامة ))

سيوران 

(( الوعي لعنةٌ مزمنة، كارثة مهولة، إنه منفانا الحقيقي، فالجهل وطن، والوعي منفى )) 

كافكا 

(( إذا كان هناك ما أشدُّ خطورة من الإفراط في المخدرات، فمن دون شكّ هو الإفراط في الوعي وإدراك الأشياء )) 

جميعُهم اتَّفقوا على أنّ الوعي عِلَّةٌ مرضيَّةٌ و لعنةٌ و يُصيبُ بتخديرِ الحياةِ وتشويشَها ، صحيحَ جداً لكن لنفرِض أنّ شخصاً عاديٌّ قرأَ هذا الكلامُ، قامَ بتدميرِ حياتِهِ ، لماذا؟

لأنهُ أخذَ المعنى الخارجيُّ فقط لكلمة " الوعي "،  لم يتعمَّق ويغوص في جوهَرِها. 

يبدأُ هذا الشخصُ بالتَّصرُّفِ بحماقَةٍ ، لا يُعرْ أيَّ شيءٍ اهتماماً، ظنّاً منهُ أنهُ يُطبِّقُ الكلامَ بشكلٍ صحيحٍ و يبتعدُ عن الوعي. 

إذا لاحظتم، جميعاً يتحدثونَ عن الإفراطِ بالوعي أنه خَطِر ، أن تُهلِكَ حواسُّكَ وجسدكَ وتُنهكَ روحُكَ بالوعي ، تبقى مُتيقِّظاً لأتفهِ الأسبابِ ، هذا أمرٌ خاطئ تماماً . 

بينما نحنُ كبشرٍ بحاجةٍ ماسَّةٍ للوعي في حياتنا لأسبابٍ عديدةٍ، منها كي لانتعرَّضَ للاحتيالِ ، للنصبِ ،  للإسرافِ في مشاعرِنا ، في طاقاتنا، و لكي لا ندخُل في جدالاتٍ لن نخرُجَ منها بشيءٍ سوى الأذى النّفسيّ ، فالحياة دونَ وعي ضياعٌ . 

أي أنكَ التقيْتَ مجموعةً من الأشخاصِ، تحدَّثتَ وبدأتَ نميمةً ودخلتَ في أمورٍ لا شأنَ لكَ فيها ظنّاً منك أنكَ يجبُ ألا تكونَ واعياً

لكن هذا خطأ، فالوعي مهمٌ جداً، أن تكون واعي لتصرفاتكَ، لحديثكَ، لنظراتكَ، لطبقةِ صوتكَ أثناءَ حديثكَ مع الاخرينَ 

وكلّ واحدةٍ تختلفُ حسب الأشخاص المُحيطين بكَ وبمقدارِ الوعي المطلوب لا إفراط ولا مبالغة ولا حماقة. 

يجب أن تكون واعي للأمور المتوجبة عليك القيامُ بها

يجب أن تكون واعي لحواسّك عندما تقبل أو ترفض شيء ما 

يجب أن تكون واعي لخُطوتِكَ القادمة وتدرك مدى أهميتها او خطورتها عليك

أما إن تعمّقنا بالمعنى الجوهري لكلمة الوعي التي حذّرونا من الإفراط فيها بأنها علة ومرض حقيقي

نقول وعيك روحياً عندما تكون قدرتك على الادراك فائقة عن أقرانك 

الوعي الذي تستطيع به قراءة ما يفكر الاخرون ربما تشعر أنها نعمة أو تستاء منها وتقول عنها لعنة

هنا يلعبُ ذكائُكَ وقدرتكَ على التّحكُمِ بهذا الأمرُ دوراً في وعيك

فمهما جُلنا وبحثنا وتعمقنا سبيقى وعينا بسيط وسطحي

لن نستطيع اختراق المنظومة الكونية و اكتشاف أسرارها 

لن نستطيع الوصول إلى الوعي الكامل الحقيقي

فهو يتطلب تسليماً كاملاً، شعوراً بالرضا لأي حدث يصيبك مهما كان 

أنت في داخلك قدرات وقِوى رهيبة تفوق قوّة الأبطال الخارقين

فإن استطعت استخدامها خيراً كانت لك وعادت إليك

إن عملت بها بنوايا الانسان السيئة هنا ستكون الكارثة

لا تبحث عن أجوبة لأسئلتك ولا تنتظرها فقط أطلقها بالكون الواسع 

فقط كن واعي للإجابة عندما تأتي إليك ماشكلها، و بأي طريقة ستصل؟ 

بالنهاية كلٌّ مسؤول عن اختياراته ونقول أن الوعي كنزٌ لمن حصلَ على جوهره. 

             #

              #Aya_Hattem

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...